الوطن
الوضع الاجتماعي في الجزائر مفتوح على جميع الاحتمالات
الأستاذ يوسف حنطابلي يؤكد لـ"الرائد":
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 27 أفريل 2014
تعرف الجبهة الاجتماعية بعد رئاسيات 2014 حالة من الركود المحير، الذي تميز بتراجع الحركات الاحتجاجية التي من العادة أن تنتعش خلال هذه الفترة، كما ابتعد الجزائريون عن الحديث عن السياسة رغم وجود حراك نشيط في الجزائر من طرف المعارضة السياسة، وهي الحالة المحيرة لمجتمع جزائري معروف بتفاعله مع كل الأحداث، فهل التفسير في ذلك هو الاستقرار والرضا عن الاوضاع القائمة، أم هي حالة من الترقب لما سيفرز إعادة انتخاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة، من قرارات وبرامج تستهدف المواطن والعامل بصفة خاصة.
خلقت نتائج الانتخابات الرئاسية في الجزائر حالة من الركود الاجتماعي، حيث توقفت أغلب الاحتجاجات التي كانت تميز الجبهة الاجتماعية على مدار الأشهر الماضية، في حين عاد الهدوء لولاية غرداية بعد حوالي أربعة أشهر من الصراعات الطائفية. ويقول في هذا الصدد الأستاذ في علم الاجتماع بجامعة البليدة يوسف حنطابلي إن الواقع الاجتماعي لا يتحرك من دينامكية ذاتية، وإن الهدوء الذي يسود الجبهة الاجتماعية حاليا يدفعنا للقول إن الدينامكية التي حركت الشارع من قبل كانت مفتعلة ولها علاقة مباشرة مع الانتخابات الرئاسية، حيث استعملت الاحتجاجات الاجتماعية وكذا الصراع الطائفي الذي ظهر في غرداية لتمرير رسائل انتخابية ليعود الهدوء مباشرة بعد الانتهاء من الانتخابات الرئاسية. كما لم يخف حنطابلي في حديه مع "الرائد" وجود حالة من الترقب عند المجتمع الجزائرين حيث ينتظر المواطن القرارات والإستراتيجية الجديدة التي سيتبعها النظام الذي أفرزته الانتخابات الرئاسية حتى وإن كان نظاما معروفا. بالمقابل أضاف ذات المتحدث أن الوضع الاجتماعي في الجزائر يبقى مفتوحا على جميع الاحتمالات، خاصة وأن الحالة الصحية للرئيس عبد العزيز بوتفيلقة غير مستقرة، ما قد يحدث أي طارئ في أي وقت. من جهة أخرى قال حنطابلي إن هذا الهدوء والترقب من شأنه أن يستمر خلال الستة أشهر المقبلة أو حتى لمدة سنة، لأن الجزائريين بتصويتهم لصالح الرئيس بوتفليقة صوتوا على الاستمرارية، وحتى من لم يصوت وتقبل نتائج الانتخابات الرئاسية هو الآخر قبل بمبدأ الاستمرارية، لذلك لن يتسرع المواطنون لاتخاذ خطوات قد تقلب الموازين وتعيد التوتر حتى وإن كان التوتر على مستوى قطاعات عمالية من خلال إضرابات واحتجاجات اجتماعية. من جهة أخرى قال حنطابلي في موضوع العمال والاحتجاجات إن أغلب القطاعات تنتظر تنصيب حكومة جديدة قد تحمل تغييرات وزارية، ما يدفع بأغلب الشرائح العمالية إلى الانتظار وإعطاء الفرصة للوزراء الجدد قبل العودة للحديث عن مطالب اجتماعية واقتصادية.
س. زموش