الوطن
على المعارضة أن تتوحد من أجل مواجهة السلطة
محللون سياسيون يستشرفون دور أقطاب معارضة بدأت تتشكل
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 27 أفريل 2014
يجمع محللون سياسيون بأن المعارضة الحالية لا يمكنها أن تواجه السلطة إلا إذا شكلت قطبا من عدة تيارات، وتعمل على تجنب صراعات وخلافات أيديولوجية، خاصة وأن القطب الذي يمكنه أن يتشكل به أحزاب علمانية، اسلامية، وديمقراطية، ووطنية، وشخصيات ذات وزن تاريخي وسياسي، عليه أن يحدد وجهة عمله نحو تحقيق الوحدة أولا، ويعتقد بشأنه بعض المتتبعين للشأن السياسي كعبد العالي رزاقي وأرزقي فراد وعامر مصباح، ثم مجابهة السلطة بأرضية عمل يكون هدفها مرحلة انتقالية تدفع بالسلطة إلى القبول بمتغيرات الواقع.
عبد العالي رزاقي: على المعارضة أن تتوحد لتشكل قوة ضد السلطة
يرى الكاتب الإعلامي والأستاذ بجامعة الجزائر عبد العالي رزاقي أن قوة السلطة هي في قوة المعارضة، فكلما اشتدت لحمة اقطاب المعارضة ميدانيا، اشتدت ضراوة السلطة ، ويتوقع رزاقي أن تتشكل جبهة المعارضة في الساحة السياسية من ثلاثة أقطاب، الأول هو تيار إسلامي كان قد اختار مقاطعة الرئاسيات، وهو قطب مهم إن تمكن من توحيد صفوفه، وقطب ثانٍ مشكل من الشخصيات الوطنية كحمروش، أحمد بن بيتور، ويمكن لهؤلاء أن يضعوا ورقة طريق خاصة بالمرحلة الانتقالية ماداموا قد دعوا إلى هذا الطرح. بينما القطب الآخر فيتشكل من جماعة بن فليس الذين وصفوا الانتخابات بالمزورة. ويلاحظ عبد العالي أن الإسلاميين والعلمانيين بدؤوا في تغيير وتجديد خطابهم من التنافر إلى الانسجام في حدود ما يفيد النضال ضمن صف المعارضة ضد السلطة. ومثال ذلك حسبه، هو لقاء الرجل الثاني في الفيس المحل علي بلحاج، برئيس الأرسيدي السابق سعيد سعدي. لكن رزاقي يؤكد من وجهة نظره أن هذا التغيير في خطاب المعارضة الموجه ضد نظام الحكم، سيدفع السلطة إلى ارتكاب الخطأ، حيث أن بوتفليقة قد يلجأ في هذا الحال لحل البرلمان كأول خطوة، وبالنتيجة إعلان انتخابات مسبقة، وقد تكون نتيجتها لصالح الأحزاب المعارضة، وقد يلجأ ايضا إلى تعديل الدستور عن طريق الاستفتاء الشعبي، وهو خطأ ثانٍ قد تقع فيه، كيف؟ يقول المتحدث إن تهمة التزوير ستكون لصيقة بها حيث ستتهمها المعارضة بذلك، خاصة إن تم إعلان نتيجة التصويت بـ 90 في المائة، وقد سبق وأن حدث هذا مع قانون السلم والمصالحة الوطنية.
أرزقي فراد: لا ينبغي أن تبحث أقطاب المعارضة عن الحكم بل تحضر الشعب لمرحلة انتقالية
من جانبه، ذهب الناشط السياسي والمؤرخ أرزقي فراد، إلى القول إن ما تحاول أن تفعله قوى المعارضة حاليا هو التخندق في صف واحد من أجل "الاتحاد" فهي حسبه، فهمت الآن أن عليها الاتحاد لكي تصبح قوية في وجه السلطة، وقد ضيعت الكثير من الوقت أمام قوة النظام "الشمولي" على حد قوله، والمعارضة حاليا لا يجب أن تبحث عن الوصول إلى السلطة، بل تحضر أرضية خصبة تؤسس لـ "للجموهورية الثانية" بترتيب نفسها ونسيان الصراعات الأيديولوجية بينها، وينبغي عليها أن تتحد إلى حد أدنى من التوافق في طروحاتها، للوصول إلى أرضية عمل نحو تحقيق دولة الديمقراطية مبنية على إرادة الشعب. كما يرى فراد في سياق متصل، أن التكتلات الموجودة حاليا منها قطب التغيير، والتنسيقية، والشخصيات الوطنية وجب أن تمشي نحو توحيد جهودها.
عامر مصباح: الرئيس قد يستعمل كل الطرق لإضعاف المعارضة
يعتقد المحلل السياسي عامر مصباح في الوقت الراهن إمكانية أن تشكل المعارضة بشكلها الحالي أي تأثير على السلطة، ويمكنها أن تكون فعالة إذا صاغت رؤية أو برنامجا جديدا، والإشكال الآخر الذي يطرح هو مدى استعداد الرئيس المنتخب من ترك المعارضة تنشط بشكل يهدد السلطة، لذلك حسب مصباح، هل سيعطيها الفرصة أم يقوم باحتوائها؟، بينما يمكننا أن نتوقع دورا لأقطاب المعارضة خلال الخمس سنوات المقبلة، وعن قدرتها على أن تكون قوة مضادة للسلطة، فالتنبؤ صعب وفقا لمحدثنا، فالسلطة الحالية بقيادة بوتفليقة ستستخدم الأريحية المالية، كي تستمر في نفس السياسة لإرضاء الشعب، وربما قد تلجأ لتغيير بعض الوجوه من الحكومة كي تزيح التذمر الشعبي، وربما قد يتم تعديل الدستور، مما سيسمح بتحرك أوسع للمعارضة وتزيد من تكتلاتها. إشكال آخر يتحدث عنه عامر مصباح يكون عائقا أمام هذه الأقطاب التي تحاول التكتل فيما بينها، فبعضها لم يتعاف بعد من المشاكل الداخلية، ولحد الآن لا نرى خطابا سياسيا واضحا، وحتى بن فليس لم يتمكن من جذب الرأي العام لصالحه. وفيما يتعلق بما ستقدمه للمجتمع، فالجزائريون أثبتوا من خلال الانتخابات الأخيرة أنهم غير مهتمون بالسياسة. وبالنتيجة سوف لن يكون للمعارضة تأثير وقدرة على تعبئة الجماهير.