الوطن

بكالوريا بطعم الاحتجاجات ؟!

الأساتذة يؤكدون تعويضهم لكل الدروس ومخاوف من تكرار سيناريو 2013

نقابات التربية تؤكد لـ "الرائد" من حق تلاميذ غرداية إجراء بكالوريا خاصة أو دورة ثانية 

بدأ العد التنازلي لامتحان شهادة البكالوريا وازداد تخوف التلاميذ وأوليائهم من الإخفاق خاصة وأن بكالوريا هذه السنة تميزت بنوع من الظروف الاستثنائية بالنظر للإضراب الذي دخل فيه الاساتذة وضيع حوالي أربعة أسابيع من المقرر الدراسي وكذا الاحتجاجات التي نظمها التلاميذ للمطالبة بتحديد العتبة زد على ذلك وضعية تلاميذ الطور النهائي بولاية غرداية الذين يطالبون ببكالوريا خاصة، كل هذه الظروف ساهمت في خلق جو مشحون وأظهرت أن بكالوريا 2014 لن تكون بكالوريا عادية رغم تأكيد النقابات ومسؤولي الوزارة أن كل الأمور تسير بشكل جيد.

 

 

الأساتذة عوضوا كل الدروس الضائعة والتقصير يتحمله التلاميذ 

وأجمعت كل نقابات التربية التي اتصلنا بها أن الأساتذة تمكنوا من تعويض كل الدروس التي ضيعها الإضراب الأخير في قطاع التربية، حيث أكد رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني مزيان مريان في اتصال هاتفي مع "الرائد" أن نسبة تعويض الدروس فاقت الـ80 بالمائة، نفس الأمر أكده كل من رئيس الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين الصادق دزيري وكذا رئيس جمعية أولياء التلاميذ خالد أحمد في تصريحات لـ"الرائد". من جهته حمّل المنسق الوطني للمجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ''الكناباست" نوار العربي أي تقصير موجود في مسألة تعويض الدروس للتلاميذ وأوليائهم، مشيرا إلى أن بعض المؤسسات التربوية عرفت بعض التأخير بسبب رفض التلاميذ حضور الحصص التعويضية وهو الأمر الخارج عن سيطرة الأساتذة.


على وزارة التربية العمل على عدم تكرار سيناريو بكالوريا 2013

هذا وأكدت ذات النقابات جاهزيتها بمعية قواعدها النضالية على إنجاح امتحان البكالوريا مؤكدين أن الظروف المحيطة بهذه الامتحانات توضح أنها ستكون في ظروف عادية، مذكرين الوزارة الوصية بضرورة اتخاذ كافة الإجراءات لعدم تكرار سيناريو بكالوريا 2013، وأن تكون الاسئلة المحضرة من طرف اللجنة التي نصبتها وزارة التربية في مستوي امتحان بحجم شهادة البكالوريا.

قرار تجميد منح الاستدعاءات قرار صائب ولكن !

من جهة أخرى تحدثت النقابات وكذا جمعيات أولياء التلاميذ عن قرار تجميد الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات لاستدعاءات البكالوريا لتجنب شغور الاقسام وقصد استكمال جميع الدروس، حيث قال خالد أحمد رئيس جمعية أولياء التلاميذ إن القرار صائب كون أغلب التلاميذ يفضلون ترك مقاعد الدراسة بمجرد الحصول على استدعاء البكالوريا والتوجه للمراجعة في البيت أو الاعتماد على الدروس الخصوصية. نفس الرؤية تبناها مزيان مريان الذي استحسن الخطوة وأكد أنها جاءت في وقتها المناسب، بالمقابل وصف نوار العربي القرار بعديم الجدوى كون التلاميذ سيحصلون على الاستدعاءات عاجلا أم أجلا مضيفا أن نقابته كانت قد اقترحت في وقت سابق إجراء تسجيلات أولية في أكتوبر وتسجيلات تكميلية في أواخر شهر أفريل لإجبار كل التلاميذ على الحضور إلى غاية انتهاء المقرر الدراسي، هذا وأكد الصادق دزيري من جانبه أن جعل الاستدعاء رهينة للحضور لا يفيد في شيء مطالبا الوزارة الوصية بإعادة الاعتبار للبطاقة التركيبية لضبط حضور التلاميذ الدائم.

من حق تلاميذ غرداية إجراء بكالوريا خاصة 

وعن موضوع تلاميذ السنة النهائية في ثانويات غرداية أجمعت نقابات التربية وكذا جمعيات أولياء التلاميذ على ضرورة استفادة تلاميذ الولاية من بكالوريا خاصة أو دورة ثانية للامتحانات النهائية، حيث انتقد كل من الصادق دزيري ونوار العربي وكذا مزيان مريان عدم إشراكهم بصفتهم شركاء اجتماعيين في الملف الذي يوجد على طاولة وزير التربية وكذا الوزير الأول، مؤكدين جهلهم بصفة دقيقة نسبة التأخر في الدروس لكن بالمقابل أكدت هذه النقابات أن تلاميذ غرداية من حقهم الاستفادة إما من دورة ثانية أو أسئلة خاصة بهم كما حدث في منطقة القبائل خلال أحداث الربيع الأمازيغي في 2011 أو خلال زلزال بومرداس.

لكن بالمقابل قال أمس المدير الفرعي لبرامج التعليم الثانوي بوزارة التربية أحمد تومي إن الاضراب الذي مس ولايات كثيرة في بداية السنة لم يشمل ولاية غرداية وهو ما جعلها في منأى عن تأخر الدروس رغم الاضطرابات، مضيفا أن الوزارة لا ترى لحد الساعة ضرورة للحديث عن بكالوريا خاصة للمنطقة دون استبعاد احتمال الذهاب الى هذا الخيار في حال حدوث طارئ أو في حال أثبت تقرير اللجنة ما يدعو الى هذا الخيار .

العتبة لم تحدد بعد

من جهة أخرى نفى المدير الفرعي لبرامج التعليم الثانوي بوزارة التربية أحمد تومي أمس ما تناقلته بعض وسائل الإعلام حول عتبة الدروس ، مؤكدا أن لجنة المتابعة لم تكمل أشغالها بعد، مطمئنا في السياق ذاته التلاميذ أن الامتحان لن يخرج عن الدروس التي تلقوها فعليا كما لم يستبعد لجوء الوزارة إلى دورة استدراكية للبكالوريا، وأضاف المتحدث ذاته أن سقف وعتبة الدروس التي يمتحن فيها التلاميذ لم تتقرر بعد لعدم انتهاء لجنة المتابعة المكونة من مفتشي التربية من عملها، وأرجأ البت في عتبة الدروس الى غاية نهاية الشهر حين تقدم اللجنة الوطنية المتابعة تقريرها. 

وزارة التربية تحدد تواريخ العطل والدخول المدرسي القادم

هذا وحددت وزارة التربية الوطنية، تاريخ الدخول المدرسي المقبل “2014 - 2015” بداية من 7 سبتمبر المقبل، فيما سيستفيد عمال وأساتذة جميع المناطق أيضا من عطل موحدة لمدة أسبوع في الخريف و15 يوما للشتاء والربيع، وحددت عطلة الصيف يوم 2 جويلية لجميع المناطق بالنسبة إلى الأساتذة والمعلمين، وأكدت وزارة التربية الوطنية أن الدخول المدرسي للموسم المقبل سيكون موحدا بالنسبة إلى المناطق الثـلاث للوطن، حيث سيكون بتاريخ 1 سبتمبر المقبل بالنسبة للإداريين والموظفين، و3 سبتمبر للمعلمين والأساتذة، و7 سبتمبر للتلاميذ، فيما تم إقرار عطلة صيفية موحدة يوم 2 جويلية 2015 بالنسبة للأساتذة والمعلمين، وعطلة خريف موحدة لمدة أسبوع بداية الخميس 31 أكتوبر المقبل إلى غاية يوم الأربعاء 8 نوفمبر القادم، إضافة إلى استفادة التلاميذ من عطلة موحدة في الشتاء، حيث سيستفيدون في جميع مناطق الوطن من عطلة لمدة 15 يوما ابتداء من يوم الخميس الموافق لـ18 ديسمبر المقبل إلى غاية الأحد 3 جانفي 2015.

سارة زموش

من نفس القسم الوطن