الوطن
أعضاء هيئة أركان حملة بوتفليقة يشرعون في توجيه السهام نحو خصومهم في السلطة
الاجتماع تحول من تقييمي إلى لقاء استعراضي لقرب بعضهم من دوائر الحكم
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 23 أفريل 2014
- غول وبن يونس يبحثان عن تمثيل أفضل لإطاراتهم في الحكومة المقبلة وسعداني يسعى لمنصب نائب الرئيس!
كشف كل عضو من أعضاء هيئة أركان حملة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي حاز على عهدة رئاسية رابعة بعد أن حسم معركة الرئاسيات الفارطة لصالحه، والتي سيتم ترسيمها في الساعات القليلة القادمة من قبل المجلس الدستوري، عن تطلعاتهم في الحكومة المقبلة، حيث تحول اللقاء الأخير الذي جمع أعضاء هيئة حملة أركان الرئيس المترشح لرئاسيات الخميس الفارط، من لقاء تقييمي إلى لقاء لتوجيه أصابع التهم لبعضهم البعض، ومحاولة كل طرف أن يظهر في ثوب المنتصر، خاصة رؤساء الأحزاب المساندة للرئيس ممثلة في عمارة بن يونس، عن"الأمبيا"، عمار غول عن"تاج"، عمار سعداني عن"الأفالان" وعبد القادر بن صالح عن"الأرندي"، فيما فضل الوافدان الجديدان على مبنى الرئاسة أحمد أويحيى وعبد العزيز بلخادم الصمت.
وقال مصدر من محيط هذه الهيئة التي اجتمعت خلال الساعات القليلة الماضية في حديث لها مع "الرائد"، أن اللقاء عرف حضور غالبية أعضائه، حيث استغل هؤلاء فرصة الاجتماع لاستعراض أهم التحديات التي سيقبلون عليها مستقبلا، في ظل تأكد هؤلاء بأنهم نجحوا في المهمة التي أوكلت لهم من قبل الرئيس الذي تقدم للاستحقاق الرئاسي الفارط. ومن هذا المنطلق أشار عمار غول بأنه يتطلع لأن تتاح الفرصة أكثر لحزبه في التمثيل الحكومي المقبل، وهو نفس الأمر الذي ركز عليه عمارة بن يونس، الذي اعتبر بأن تشكيلة حزبه تحوز على إطارات شابة تتوفر فيها كل الرهانات القادمة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي يرتقب أن يقوم بتعديل حكومي خلال الثلاثة أشهر القادمة على أقصى تقدير، ورفض عبد القادر بن صالح أن يدخل في مثل هذه النقاشات التي لا تتعلق بهيئة الأركان بحسب ما أشار له.
وأوضح آخر أن الاجتماع الأخير لهيئة أركان حملة الرئيس الذي ترشح للانتخابات الرئاسية وحاز عليها بنسبة 81.53 بالمائة بإجمالي أصوات الهيئة الناخبة تجاوز الـ 8 ملايين صوت، تحول من لقاء تقييمي للحملة الانتخابية وتأثيرها على يوم الاقتراع إلى لقاء استعراضي، من قبل بعض الأعضاء الذين يدعون قربهم من دوائر الحكم وبالتحديد قربهم من الرئيس ومحيطه الأول، وهو الأمر الذي لم يهضمه الوزير الأول عبد المالك السلال، الذي يرى عدد من المتابعين للمشهد السياسي بأن الرئيس سيستغني عن خدماته في الحكومة المقبلة، حيث يتوقع أن يحمل مستقبلا منصب سفير في دولة أجنبية أوروبية، شأنه في ذلك شأن وزراء آخرين من أمثال عمارة بن يونس وعمار غول، الذين يراهنان في التعديل الحكومي المقبل ليس فقط على تواجد أسمائهم ضمن تشكيلة الحكومة المقبلة، بل ضمان فرصة بعض إطارات أحزابهم أيضا، طالما أن هناك شبه إجماع على أن التغيير الوزاري المقبل سيحمل الكثير من المفاجآة بالنسبة لهم وللطبقة السياسية، التي قد تتدعم ببعض الشخصيات الجديدة التي قدمت دورا مهما في الاستحقاق الانتخابي الفارط.
وعلى عكس هؤلاء، يسبح طموح عمار سعداني أمين عام جبهة التحرير الوطني في فلك آخر بعيد عن فلك هؤلاء، حيث اصبحت الخرجات الأخيرة له التي تجمعه بإطارات ووزراء في الدولة ومحيط الرئيس، تتمحور كلها حول أحقية أن يكون نائبا للرئيس في حالة ما قرر الرئيس الاستعانة بنائبين له في التعديل الدستوري المقبل، فيما أشار لهؤلاء بحسب مصادر مقربة منه، إلى أن نائب الرئيس سيكون بتوصية من تشكيلة حزبه التي تحوز على الأغلبية في كل المجالس المنتخبة، وحتى لو لم يكن شخص نائب الرئيس من مدرسة جبهة التحرير الوطني، فإنه حريص على أن يكون من محيط هذا التشكيل السياسي، الذي يبدو من خلال خطاب سعداني يسعى لممارسة ضغط على الرئيس لاعتلاء مناصب عليا في أعلى هرم السلطة.