الوطن

مستقبل المعارضة السياسية محور نقاشات الأحزاب

بعد أن رسمت التنسيقية أواخر شهر ماي كموعد لتنظيم ندوة الانتقال الديمقراطي

 

  • حمس: نسعى لندوة الانتقال الديمقراطي جامعة لكل القوى الوطنية
  • جيل جديد: هدفنا تحديد الإطار العام للمعارضة السياسية 

رسمت اللجنة السياسية، التي تعمل على تحضير الندوة الوطنية للانتقال الديمقراطي التي دعت لها تنسيقية الأحزاب والشخصيات المعارضة للرئاسيات الفارطة، والتي أصبحت تشتغل اليوم في إطار ما يعرف بـ"تنسيقية الانتقال الديمقراطي"، أواخر شهر ماي الداخل كموعد لتنظيم الندوة التي ستعرف مشاركة شخصيات سياسية وتاريخية بارزة في المشهد السياسي الوطني، حيث سيرافع هؤلاء للتغيير وفق محاور تتعلق في الأساس حول كيفية الانتقال الديمقراطي للسلطة، والدفع بالمرحلة الانتقالية للواجهة السياسية، حيث أشارت مصادر من التنسيقية في حديث لها مع "الرائد"، أن الشخصيات المعنية بالحضور والتي أعطت موافقة مبدئية على المشاركة في هذه الندوة الوطنية، التي ستحدد مسار ومستقبل المعارضة السياسية في الجزائر، تتمثل في شخص مولود حمروش، أحمد طالب الإبراهيمي، علي يحيى عبد النور، اليامين زروال، فيما لم يمنح حسين آيت أحمد أي مؤشر أو ضوء لمشاركتهم هذا المشروع الذين يرافعون له.

وأكد ذات المصدر أن عمل وآلية اللجنة السياسية التي اجتمعت أمس بمقر حركة مجتمع السلم "حمس" بالعاصمة، رسمت طريقة العمل والمحاور الرئيسية للإطار العام التي سيشتغل فيه هذه الندوة، وقد حضر اللقاء الأعضاء الـ 18 المشكلون لهذه اللجنة والذين يمثلون الأحزاب الخمسة المشاركة في التنسيقية وهي "حمس"، "النهضة"، "الأرسيدي"، "جبهة العدالة والتنمية"، "جيل جديد" وممثلون عن رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور المنسحب من سباق الرئاسيات، التي جرت نهاية الأسبوع المنصرم وفاز فيها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بعهدة رئاسية جديدة له، حيث خصص الاجتماع بعد دراسة المحاور الأساسية التي ستبنى عليها ندوة الإنتقال الديمقراطي وآلية العمل داخل الندوة ومحتواها، أعاد هؤلاء صياغة المحاور الرئيسية للوثيقة التي سيتم إرسالها لعدد من الشخصيات والقوى الوطنية التي سيتم إقتراح مشاركتها في الندوة في غضون الأيام القليلة القادمة، وذلك بعد عرضها على قادة التنسيقية الذين سيتكفلون بهذه المهمة، التي تهدف إلى فتح حوار سياسي صريح يشارك جميع أبناء الجزائر فيه صياغته مضمونه تحضيرا لتحقيق المرحلة الإنتقالية التي يطالب بها الكثير من الفاعلين في الساحة السياسية.

 

حمس: نسعى لندوة الانتقال الديمقراطي جامعة لكل القوى الوطنية

هذا وستكون هذه الندوة فرصة للحديث عن مستقبل المعارضة السياسية في الجزائر والتي أصبحت محور نقاشات أحزاب الموالاة وخصومهم السياسيين بحسب ما أكده قياديين من التنسيقية في حديث لهم معنا، حيث قال في هذا الصدد عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم أن الحركة التي يرأسها خلفا لأبو جرة سلطاني، قد اختارت طريق الحوار مع جميع القوى السياسية التي تشتغل في إطار المعارضة الجادة التي تهتم لمصلحة الجماعة والإطار الجامع لهذا التكتل الباحث عن التغيير الحقيقي، حيث يسعى هو وحزبه المنخرط في تنسيقية الانتقال الديمقراطي إلى فتح باب للمشاورات حول مكانة ودور المعارضة ومستقبلها السياسي اليوم بعد أن حسمت الرئاسيات موقع كل طرف من المعادلة السياسية. وأشار مقري في السياق ذاته إلى أن الإطار العام ضمن ندوة الانتقال الديمقراطي لتكون جامعة لكل القوى السياسية والشخصيات الوطنية التي تبحث عن تغيير حقيقي يرسم مستقبل الخارطة السياسية في الجزائر، والتي قال إن حركته ستواصل العمل ضمن هذا البرنامج التغييري، سواء مع المعارضة فيما بينها أو بين المعارضة والسلطة ولكن وفق إطار منظم وشامل.

 

جيل جديد: هدفنا تحديد الإطار العام للمعارضة السياسية وندوة الإنتقال ستكون فرصة ذلك

يعتقد رئيس حزب جيل جديد، جيلالي سفيان، أن الفضاء الذي تتيحه ندوة الانتقال الديمقراطي التي تعتزم تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة للاستحقاق الانتخابي الفارط والتي أصبحت اليوم تعرف باسم"تنسيقية الانتقال الديمقراطي"، سيساعد على فتح حوار وطني شامل مع جميع القوى التي تؤمن بمبدأ التغيير وأهميته اليوم، حيث يرى المتحدث أن العمل السياسي المنوط بالطبقة السياسية أصبح مرتبط بالعمل الميداني ولم يعد متعلقا بالصالونات المغلقة.

وأشار رئيس الحزب الذي انسحب بدوره من سباق الترشح لرئاسيات 2014، بأن الهدف من هذه الندوة والذي يصب في طرح فكرة المرحلة الانتقالية التي أصبحت اليوم مطلبا سياسيا هاما لدى جميع القوى الوطنية حتى تلك المحسوبة على السلطة، والتي تبادر بدورها بحسب ما نتابعه من تصريحات لبعض ممثلي هذا الجناح إلى طرح وفق معايير لا زلنا لم نطلع عليها بعد، ولكنها موجودة على أرض الواقع وهو ما يفرض علينا نحن كقوى المعارضة أن نفتح أفق الحوار ضمن هذا الإطار مع جميع الشخصيات والأحزاب، سواء تلك المعتمدة أو غير المعتمدة ممن نرى لديهم رغبة وقناعة في التغيير وبناء جزائر الغد جزائر العدل والقانون.

وتوضح هذه الأطروحات التي شكلت النواة الرئيسية للنقاش الذي جمع أعضاء اللجنة السياسية المكلفة بالتحضير للأرضية التي تراهن عليها ندوة الانتقال الديمقراطي التي ستدعو لها قوى المعارضة المشكلة للتنسيقية، بعد أقل من 5 أسابيع من الآن، هناك شبه رفض للوعود التي تأتي بها السلطة في كل المواعيد السياسية، والتي تأخذ فيها عادة زمام المبادرات السياسية، حيث فضلت المعارضة اليوم وإلى غاية تجسيد هذا المشروع على أرض الواقع أن ترافع للتغيير، في ظل غياب مبدأ التوازنات لدى جناح السلطة التي لم تفصل بعد في هوية الشخصيات، التي ستراهن عليهم في استحقاقات العهدة الرابعة مباشرة بعد أداء الرئيس لليمين الدستورية قبل نهاية الشهر الجاري وتنصيب نفسه كرئيس للجمهورية بصفة رسمية لعهدة جديدة.

خولة بوشويشي


من نفس القسم الوطن