الوطن

حمس على أبواب تصدع جديد بسبب المشاركة في السلطة

مقري قد يلجأ إلى مؤتمر استثنائي للدفاع عن موقفه

 

هدد عبد الرزاق مقري رئيس حركة حمس بالدعوة إلى مؤتمر استثنائي إن حاولت الأغلبية في مجلس الشورى أن تغير من نهج الحركة المعارض للدخول في السلطة. وهي تلمحيات منه لأنصار المشاركة في الحكم، أبرزهم عبد الرحمان سعيدي وأبو جرة سلطاني، ابرز خصومه داخل الحزب. مما يؤكد من كلامه بأن حمس لا تنوي عقد أية صفقة مع السلطة بما يتيح لها العودة إلى أحضانها من جديد. 

يبدو أن حمس تعيش جوا غير عادي داخل مؤسساتها المنتخبة بعد أقل من أسبوع على اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية، فالكلام الذي قاله رئيسها عبد الرزاق مقري أمس في تصريح عبر صفحته الرسمية في موقع "فيسبووك" التواصلي، يوحي بأن أطرافا في السلطة تحاول زعزعة موقفها المعارض لمبدأ المشاركة في الحكم. ويتضح ذلك مما أشار خليفة سلطاني على رأس الحركة، حيث قال إن النظام السياسي "سيحاول أن يستوعب الحركة بمختلف الإغراءات في القلب وعلى الأطراف".

 وجاء تصريح مقري يحمل لهجة تهديد لمعارضيه في داخل الحركة، خاصة لما قال "واعلموا جميعا بأنه لو حدث ما ليس في الحسبان على الإطلاق وتغيرت الأغلبية داخل مجلس الشورى، فسأحرك حقي الديمقراطي المؤسسي في دعوة مؤتمر استثنائي، وسأخوض حملة كبيرة مع قواعد الحركة لتثبيت الخط وضمان حسن قيادته"، وهي تلميحات واضحة إلى خصومه الذين وقفوا منذ البدء ضد مبدأ فك الارتباط مع السلطة ابرزهم سلطاني وسعيدي، بينما كان مقري دوما يمثل التيار الراديكالي المعارض للإستوزار أو أية ارتباط بالسلطة. 

وحسب ما قاله رئيس حمس في تصريحه، فالسلطة تحاول استمالة أعضاء قياديون في الحركة قصد اغرائهم بمناصب في الحكومة المقبلة. ويقول مقري "إننا نعلم بأن النظام السياسي سيحاول أن يستوعب الحركة بمختلف الإغراءات في القلب وعلى الأطراف"، وهو بذلك يلمح إلى وجود محاولات من جانب السلطة لإعادة الحركة أو بعض القيادات والإطارات منها إلى المشاركة في الحكم كما فعلت من قبل في عهدة أبو جرة سلطاني. وفي ذات السياق، قال مقري إنه إن حصل فعلا اتصالات أو صدرت تصريحات من طرف عناصر من داخل الحركة، فهذا لا يعني أن حمس ستغير من نهجها الذي اختارته وهو معارضة النظام. مؤكدا أن "مشروع الحركة اليوم هو العمل مع كل أطياف المعارضة ضمن ندوة الانتقال الديمقراطي وحينما نتفق مع المعارضة". بينما لمح لرغبة حزبه لقبول أية مبادرة للحوار مع السلطة لكن الذهاب رفقة كل قادة التنسيقية"، سنذهب للحوار مجتمعين مع السلطة فإن قبلت التغيير والإصلاح الحقيقي الذي يرسمه كل الجزائريين فذلك الذي نريد وإلا فسنستمر في النضال بكل صبر".

مصطفى. ح

من نفس القسم الوطن