الوطن
نتائج التصويت لا تعكس تمام الرضى عن طرق السلطة في معالجة مشاكل الجنوب
محللون بخصوص نسب المشاركة في ولايات الجنوب
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 20 أفريل 2014
في رأي بعض المحللين السياسيين لا تعكس نسب المشاركة المقدمة من طرف مصالح الداخلية بخصوص التصويت في بعض ولايات الجنوب، حقيقة رأي سكان هذه المناطق في طرق معالجة السلطة لمشاكل التنمية وبقية النقائص، كما لا يعني تصويت سكان غرداية أنهم راضون على الطريقة التي تدير بها السلطات أزمة الطائفية بين المزابيين والشعانبة.
جاءت نسب المشاركة في الانتخابات بولايات الجنوب مرتفعة مقارنة بأخرى في الشرق أو الغرب، فتمنراست، ورقلة، إليزي، تندوف وبشار تراوحت فيها نسب التصويت ما بين 60 إلى 80 في المائة، وهو رقم يؤكد بأن سكان الجنوب صوتوا لصالح الاستقرار ومقاربة الخطر الأمني الذي يتهدد الصحراء الجزائرية، لكن بغرداية الأمر قد يبدو مختلفا حسب بعض المحللين السياسيين، بحكم أن نسب المشاركة التي أعطتها الداخلية لا تظهر بأن المواطنين هناك قد صوتوا لمقاربة السلطة في حل الأزمة، بل آثروا رفض العنف فقط.
إذا وضع ما صرح به وزير الداخلية والجماعات المحلية أول أمس لما أعلن عن النتائج الأولية التي أظهرت فوز بوتفليقة بالأغلبية، فإن الجزائريين في ولايات الجنوب صوتوا ضد الخطر الخارجي والتهديد الأمني، فالوزير لمح إلى أن البلاد لا تعيش ظرفا عاديا وهي تعيش في محيط وجو فوار، وتحدث ايضا عن أحداث أمنية بالجنوب وبعض العراقيل داخل البلاد، وكان يقصد ما يحدث في غرداية والتهديدات الإرهابية على الحدود مع مالي وليبيا وتونس. وتظهر نسب التصويت بكل من بشار (60 في المائة)، وتندوف (78 في المائة)، وتمنراست (69 في المائة)، وإليزي (94 في المائة) مع غرداية بنسبة مشاركة وصلت إلى 55 في المائة، ما يعكس بلغة الأرقام أن سكان الجنوب لم يستجيبوا لنداء المقاطعة، بينما في رأي بعض المحللين السياسيين، هذه النتائج لا تعكس الحقيقة بشأن موقف ولايات الصحراء الجزائرية. فالأستاذ في العلوم السياسية بجامعة الجزائر سليم قلاقة يرى أن النسب "لا تعكس الواقع" وهي في نظره غير عادية، فبالرغم من أن الظاهر يؤكد أن المنطقة لا ترغب في مزيد من العنف والتهديد الإرهابي، إلا أن نسبة المشاركة في ولاية غرداية بالتحديد محل تساؤلات، فلا يمكن أن يصوت سكان الولاية لصالح الرئيس بنسبة تفوق 70 في المائة، إذا ما تم أحذ بعين الحسبان طريقة معالجة السلطة للأزمة فيها، حيث إظهار نسبة مشاركة كبيرة في منطقة تعرف مشهدا غير مستقر، يسوق لفكرة أن غرداية راضية عن نهج السلطة في إدارة الأمور هناك، ويعتقد قلاقة أن النتائج عموما لا تعكس حقيقة رأي سكان الجنوب ككل، بينما المعارضة التي شككت في النسب واتهمت الإدارة بالتزوير، لم تقدم هي الأخرى ما يثبت العكس على حد قول الاستاذ.
من جهته، نحى المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، الدكتور عامر صباح عامر في اتجاه آخر لما قال بأن سكان الجنوب مجتمع محافظ وتكثر فيه الطرقية، وكما هو معلوم فإن نسبة التصويت أن كانت كبيرة فهي تعكس إرادة هؤلاء في دعم الرئيس كونهم سبق ودعموه منذ 1999، وأشار أيضا إلى كون الزوايا كثيرا ما لعبت دورا في تعبئة الناخبين، ويعتبر المتحدث أن نسب المشاركة غير مفاجئة مقارنة بالولايات الأخرى، لكن هذا لا يعني حسبه أن نسب التصويت تظهر حقيقة موقف سكان الجنوب.