الوطن
"انتصار دعاة المقاطعة"
جاب الله ينتقد التضخيم غير المسبوق لنسب المشاركة ويؤكد:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 19 أفريل 2014
أكدت أمس جبهة العدالة والتنمية أنها لم تتفاجأ بما حدث من قبل السلطة يوم 17 أفريل 2014، من تضخيم غير مسبوق لنسبة المشاركة فيما سمي ظلما انتخابات رئاسية، وفي المقابل استبشرت خيرا بالتعاطي الإيجابي للشعب مع موقف المقاطعة، الذي دعوناه إليه بالخلو الكلي لمكاتب الاقتراع من المواطنين طوال أغلب ساعات النهار.
وأوضح بيان اطلعت "الرائد" على نسخة منه أن ما كان سببا في مقاطعتنا الانتخابات قد تحقق، فلطالما دعونا السلطة والمعارضة للتعاون من أجل توفير الشروط الدستورية والقانونية، التي تجعل الانتخابات حرة قانونية ونزيهة، لكن السلطة صمت آذانها فلم تولي هذا المطلب أي اهتمام، لأنها لا تؤمن بكون الشعب مصدر السلطة يمارسها عبر الاختيار الحر، وقد كان هذا الإعراض من قبل السلطة سببا رئيسيا لمقاطعتنا الانتخابات ودعوتنا الشعب لمقاطعتها.
وأردف بالقول "تمنينا أن تستجيب الطبقة السياسية كافة لهذا الموقف فتقرر بصفة جماعية تبني خيار المقاطعة، لكن غلبة الحسابات المصلحية الضيقة والتقديرات الخاطئة والمبالغة في الأمل والتفاؤل قسّم المعارضة وأعطى فرصة للسلطة للاستثمار في ذلك".
وقد حمّل المصدر السلطة مسؤولية الإصرار على إفساد الممارسة السياسية في البلد وبخاصة الاستحقاقات الانتخابية، وذلك بعدم مراجعة القائمة الانتخابية وعدم معالجة الخلل الموجود في قانون الانتخابات، ورفض إسناد مهمة تنظيم وتسيير الانتخابات إلى هيئة مستقلة دائمة، بعيدة عن السلطة وغياب العدل في تعاطي الإعلام مع المترشحين، والتوظيف الفاضح لمؤسسات الدولة وإمكاناتها المادية والبشرية لصالح مرشح السلطة، مع استعمال المال الفاسد في شراء الذمم.
كما دعت الجبهة المعارضة إلى مراجعة مواقفها المختلفة من السلطة الحاكمة وسياساتها وبرامجها وأجندة عملها، وأن تتوحد حول موقف الرفض لها والعمل للاتفاق حول مستلزمات التحول الديمقراطي السليم والصحيح والضمانات الدستورية والقانونية الواجب توفرها لجعل الانتخابات حرة قانونية ونزيهة.
وقدرت جبهة العدالة والتنمية نسبة المشاركة بالتي لم تتجاوز 20 في المائة على المستوى الوطني، وأن 80 بالمائة على الأقل من الشعب قاطعوا الانتخابات وهذا انتصار لدعاة المقاطعة ودليل على تنامي إدراك الشعب لسياسات عدوان السلطة على الحريات والحقوق، وفي مقدمتها حق الأمة في الاختيار ووعيه بأن التغيير ضروري وأن أولى خطواته هو اجتماع الطبقة السياسية المعارضة على أجندة وطنية تتمحور حول التحول الديمقراطي الصحيح.
محمد. ا