الوطن
الشعب الجزائري يبعث رسائل مطمئنة ويثبت درجة وعيه الكبيرة
بعد مشاركته المقبولة في الاستحقاق الرئاسي
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 19 أفريل 2014
بغض النظر عن الفائز الذي اعلنه وزير الداخلية، فإن الفائز الفعلي في الاستحقاق الرئاسي هو الشعب الجزائري الذي يثبت وعيه، فالشعب برغم من القيل والقال فإنه حدد موقفه وادى واجبه، الذي لم يكن احد يتوقعه، وبعث بعدة رسائل على الكل أن يفهمها ويعيرها الكثير من الاهتمام، خاصة من جعله هذا الشعب على رأس البلاد لخمس سنوات قادمة.
فقد توالت النتائج والنسب، والتي كانت تحمل خبر فوز بوتفليقة في جل الولايات، وتحمل في طياتها نسب مشاركة قياسية في بعض ولايات الوطن، وصلت بعضها إلى 90 بالمائة ، إلا أن ذلك لا يمنعنا أن نعترف بأن خيار بوتفليقة هو خيار شعبي، فرضه الناخبون لعدة أسباب اهمها المحافظة على الاستقرار والخوف من المستقبل المجهول والماضي المعلوم. فبرغم مما عاشه الجزائريون في الايام الاخيرة من الحملة الانتخابية من صراع محموم بين ابرز مرشحين، وخطابهما التخويفي والجهوي ، إلا أن الناخب الجزائري أظهر وعيا كبيرا وعقلا راجحا، كان من المفترض أن يتحلى به المرشحون، حيث اثبت المواطن من خلال هذه الانتخابات انه ليس مستعدا للتفريط في كل مكتسباته الامنية والاجتماعية رغم بعض النقائص طبعا، كما اثبت الشعب ايضا انه ليس مستعدا في اي حال من الاحوال أن يسمح لأي كان أن يلعب بوحدته الاجتماعية ، وكانت من نتائجها اعمال شغب رافقت العملية الانتخابية رغم انها كانت محدودة ومسيطر عليها، كما اثبت هذا الشعب ايضا انه من الصعب اقتياده إلى مصير مجهول، باعتباره عاش ويلات دامت عشرية من الزمن، لم يكن احد مستفيد منها وكان هو الخاسر الاكبر فيها، وإذا كان من الصعب اقتياد هذا الشعب فإنه قد اصبح من السهل تخويفه وكبح جماحه، فقد كانت بعض الصور والأشرطة التي اذاعتها قنوات قريبة من السلطة كفيلة بتخويفه، وجعله حريصا على الاستقرار ، وبكل هذه الرسائل التي بعث بها الشعب الجزائري للسلطة تصبح الكرة في ملعب هذه الاخيرة، ويجب عليها تثمين وعيه وحرصه على امن واستقرار الوطن، الذي بدى فيه أن المحكومين اكثر حرصا عليه ممن يحكمونه.
بوقرة. م