الوطن

وقال الشعب كلمته

بوتفليقة رئيسا لعهدة رابعة بالأغلبية الساحقة

 

بغض النظر عن كل ما قيل عن عدم قدرة الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة على قيادة البلاد لخمس سنوات أخرى والخطاب المقاطع الذي روجت له المعارضة على مدار الشهرين الماضيين وكذا الحركات الاحتجاجية التي ظهرت رفضا للعهدة الرابعة، اختار الشعب في خامس انتخابات رئاسية في الجزائر بوتفليقة رئيسا لولاية رابعة، هذا الخيار رغم طعن بعض المرشحين فيه والحديث عن تزوير وقع في الانتخابات الرئاسية ورغم عدم تقبله من طرف المعارضة ما قد يعريه من الشرعية السياسية، إلا أنه يبقى شرعيا من الناحية القانونية والشعبية كون التوجه العام للانتخابات كان واضحا منذ الساعات الأولى لبداية الاقتراع.

أسفرت نتائج الانتخابات الرئاسية التعددية الخامسة في الجزائر عن فوز الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة رغم أنف الجميع وبتزكية شعبية واسعة، وهي نتيجة كانت متوقعة رغم الاحتجاجات والأصوات التي تعالت رفضا للعهدة الرابعة بسبب الحالة الصحية للرئيس، لكن بوتفليقة الذي أدى واجبه الانتخابي على كرسي متحرك استطاع كسب تأييد الجزائريين، ويرى عدد من المراقبين أن رسالة الشعب هذه يجب أن تقرأ بعناية من طرف كل الأطراف سواء المشاركة أو المقاطعة لهذه الرئاسيات، أولها السلطة التي عليها أن تفهم أن الشعب انتخب بوتفليقة حفاظا على مزيد من الاستقرار، معطيا إياه الفرصة لمزيد من الإصلاحات واسترجاع أموال الشعب المنهوبة كما وعد في برنامجه الانتخابي وتسليم المشعل للشباب وكذا محاربة البيروقراطية والحقرة، النقاط التي ركز عليها القائمون على الحملة الانتخابية للرئيس خلال كل تجمعاتهم الشعبية، فالكثير يرون أن الشعب انتخب من أجل الاستقرار ودرئا لمشاكل بلدان الربيع العربي ولأن منافسي الرئيس كانوا أقل مستوى منه رغم أنه مريض، المعارضة من جهتها يجب أن تقرأ رسالة الشعب بعمق، فرغم دعوتها له للمقاطعة، إلا أن الجزائريين شاركوا بنسبة أكثر من 51 بالمائة في هذه الرئاسيات وهي نسبة يمكن اعتبارها معتبرة بالنظر للظروف التي أحاطت بالانتخابات وحالة العزوف التي ميزت الحملة الانتخابية، ولعل هذه المشاركة توضح للمعارضة أن أمامها المزيد من العمل لتقترب من الحس الشعبي ولا تكتفي فقط بالظهور خلال المناسبات الانتخابية، كذلك المطلوب من المعارضة اليوم أن لا تعلق جميع كبواتها على التزوير رغم وجود هذا الأخير في كل المناسبات الانتخابية لكن يبقى محدودا وليس بالحجم الذي يطعن في شرعية الانتخابات.

س. زموش


من نفس القسم الوطن