الوطن
"رئاسيات 2014" تفرز خارطة انتخابية جديدة
غياب وعاء منطقة القبائل والتيار الإسلامي أبرز مظاهرها
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 17 أفريل 2014
- المقاطعون: "نتوقع إقبالا ضعيفا على صناديق الإقتراع والنسبة لن تتجاوز الـ 40 بالمائة"
أفرزت رئاسيات 2014 خارطة انتخابية جديدة لم تقبل عليها الجزائر من قبل، بحسب ما أكده محللون وسياسيون طوال الفترة الماضية التي سبقت العملية الانتخابية التي ستجرى اليوم، وأشار هؤلاء أن أبرز مظاهر هذه الخارطة هو غياب الوعاء الانتخابي الأكبر الذي يمثل منطقة القبائل بالإضافة إلى الوعاء الانتخابي الخاص بالتيار الإسلامي الذي فضل زعماءه أن يتجهوا نحو المقاطعة وآخرون نحو الحياد، وحمل هؤلاء مشروع "العهدة الرئاسية الرابعة"، الذي يسير نحو التجسد على أرض الواقع بعد ظهور نتائج صناديق الاقتراع الذي سيجرى على مدار ساعات اليوم، مسؤولية هذه الظاهرة التي أفرزها المشهد السياسي خاصة وأن مسألة مشاركة هذين الوعاءين الانتخابيين تبقى ضئيلة جدا في نظر هؤلاء. ويقول في هذا الصدد رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، إن غياب التيار الإسلامي عن طريق مرشح عنه أو دعمه لأحد المترشحين الستة الذين سيخوضون سباق المنافسة اليوم على كرسي قصر المرادية، سيظهر حقيقة الإقبال الشعبي على هذه الرئاسيات التي يرى المتحدث بأنها فقدت أبجدياتها منذ إعلان السلطة عن الرئيس المنتهية عهدته الرئاسية الثالثة عبد العزيز بوتفليقة كمترشح لهذا الاستحقاق، مشيرا إلى أن ترشح الرئيس لعهدة رئاسية رابعة ليس السبب الوحيد في عزوف الناخبين عن صناديق الاقتراع في تقديراته، التي قال إنها جاءت بناء على تقارير حقيقية أعدها أعضاء ناشطون في تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة لرئاسيات وهو ما سيقف عنده هؤلاء الذين سيسعون اليوم لعمل دور المراقب عن بعد لما سيحدث أمام مراكز الاقتراع للوقوف على هذه الحقيقة والكشف عنها للرأي العام بحر الأسبوع المقبل. من جهته، أشار جيلالي سفيان، رئيس حزب جيل جديد، أن الخيار الذي تبنته تشكيلته السياسية رفقة شركائها السياسيين الآخرين في تنسيقية المقاطعة، قد جاء بعد دراسة معمقة في ما يحدث في الشارع الجزائري وعبر مختلف ولاياته ودون استثناء منطقة عن منطقة أخرى، حيث قال إن غياب الجو الحقيقي لتنظيم رئاسيات في متسوى تطلعات الشعب والناخبين بالدرجة الأولى هو الذي دفعهم إلى التأكيد على أن حزب المقاطعة هو الذي ستكون له الكلمة اليوم، فيما توقع المتحدث أن لا تتعدى نسبة المشاركة في الاستحقاق الذي سيجرى اليوم بدء من الساعة الثامنة صباحا وحتى السابعة من مساء اليوم، الـ 40 بالمائة، وهي النقطة التي قال ستكون الحدث الأبرز الذي ستفرزه رئاسيات 2014. ويتوضح من خلال آراء هؤلاء التي يرفضها المشاركون في الاستحقاق سواء الداعمون للمترشح الرئيس الطامح لعهدة رئاسية رابعة أو خصومه في السباق الانتخابي الاعتراف بها إلى التأكيد على أن الحل لا يكمن في المقاطعة والعزوف عن الإدلاء بأصوات الهيئة الناخبة على حدّ تعبير الناطق الرسمي باسم جبهة التحرير الوطني السعيد بوحجة، ولكن عبر المشاركة واختيار المرشح الذي يراهن عليه هؤلاء للوقوف في وجه مترشح الحزب عبد العزيز بوتفليقة الذي يطمح على حدّ تعبيره كرئيس الجمهورية سابق وكمترشح لهذه الرئاسيات أن تتم العملية الانتخابية في جو من الاحترام والشفافية والديمقراطية التي سترفع الجزائر عاليا.
خولة بوشويشي