الوطن

هل سيستجيب المواطن لدعوات الخروج للشارع؟

سيناريو التسعينيات يلوح في الأفق ودعوات للحفاظ على المكاسب المحققة

 

خلقت لغة التهديد والتصعيد التي تبناها المرشحان للرئاسيات عبد العزيز بوتفليقة ووزيره الأسبق علي بن فليس الكثير من ردود الأفعال، المتخوفة من انزلاق الأوضاع وتكرار سيناريو العشرية السوداء، إلا أن المواطن والحديث الذي يدور في الشارع  حمل بعدا آخر تميز بالرزانة ويثبت أن الشارع الجزائري من الصعب التحكم فيه وتعبئته من أجل الفوضى، خاصة وأن الرئاسيات المقبلة لا يمكن وصفها بالحدث الذي أصبح همّ المواطن، لولا الكواليس التي أحاطت بها والتراشق الذي يحصل بين أكبر المرشحين.

وأجمع أمس عدد من المواطنين الذين التقت بهم "الرائد" أن دعوات الخروج للشارع لا تعنيهم رغم موضوعيتها إن تعلق الأمر بتزوير مفضوح ومصادرة للرأي الشعبي خلال الرئاسيات، إلا أن المحيط الإقليمي الموجود يثير التخوف، خاصة وأن جميع بلدان الربيع العربي لا تزال تعرف الاضطراب والفوضى، على غرار مصر وسوريا وكذا ليبيا، بالإضافة إلى التوتر الموجود على الحدود الليبية وشمال مالي، زد على ذلك الانزلاق الذي حدث في غرداية وكلف عددا من القتلى وعشرات الجرحى، والذي يأخذ هذه الفترة بعدا سياسي أكثر منه مذهبيا وطائفيا، كل هذا يعيد لأذهان الجزائريين سيناريو العشرية السوداء وحالة الدمار التي عرفتها الجزائر بسبب الشارع، ويجعل تعبئتهم صعبة إن لم نقل مستحيلة، باعتبار المكاسب المحققة على مستوى الأمن والاستقرار كحد أدنى، دون الأخذ بعين الاعتبار المكاسب الاقتصادية والاجتماعية، رغم أن هناك من الرأي الآخر الذي يؤكد أن تاريخ 17 أفريل المقبل، يجب أن يكون أولى الخطوات أمام الديمقراطية، وأنه على الجزائريين أن لا يسكتوا على محاولات مصادرة صوتهم، في ظل إصرار المرشح الغريم لبوتفليقة علي بن فليس على إعلان فوزه في الشراع إن تطلب الأمر، وهو المرشح الذي يملك عددا كبيرا من الأنصار مثله مثل الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة. بالمقابل تحاول عدة حركات على غرار ‘بركات‘ رفض اللعب على الوتر الحساس من خلال الاحتجاج عشية الرئاسيات، وتحاول الجهة المقابلة لرافضي العهدة الرابعة وحكم بوتفليقة التشويش على هذه الوقفة، من خلال تصوير وجود مخطط لتفجير الجزائر كما صورته بعض وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية، ولكن في خضم كل هذا تبقى الكلمة للمواطن، فهل سيستجيب لدعوة الخروج للشارع؟؟ أم أنه سيكتفي بعدم التصويت تعبيرا على رفضه للعهدة الرابعة والظروف التي أحاطت بالرئاسيات ككل؟؟

س. زموش

من نفس القسم الوطن