الوطن
النخبة الجزائرية تستبشر خيرا لما بعد 17 من أفريل
مخاوف الشارع مشروعة وسببها الإعلام المضلل
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 16 أفريل 2014
سار العديد من الكتّاب والمثقفين الجزائريين بنفس الخطى الواثقة بعدم حدوث انزلاق اجتماعي على مستوى الشارع الجزائري، كنتيجة لحالتي التخوف والتوجس التي يعرفها هذا الاخير عشية الموعد الانتخابي، والذي غذاه الصراع القائم بين المرشحين القطبين علي بن فليس وعبد العزيز بوتفليقة -ممثلا بمدراء حملته الانتخابية-، وتبادلهما لمختلف أشكال التهديد والوعيد عبر وسائل الاعلام.
وأكد الكاتب الجزائري كمال قرور في تصريح له لجريدة "الرائد"، أمس، بأن الشارع الجزائري لن يشهد أي حراك اجتماعي كنتيجة لحالة الخوف من المجهول، باعتباره قد عرف سابقا تبعات الاحتجاج والخروج إلى الشارع للتعبير عن الآراء السياسية، قائلا بأن حالة التوجس والخوف من القادم طبعته الهستيريا الاعلامية، الممثلة خاصة في القنوات الفضائية التي اتهمها بالمضللة والحاملة للخلفيات، حيث قال إن الاعلام في الجزائر هو من يعمل على إيقاد نار الفتنة وزرع السياسات التخويفية على الصعيد الاجتماعي، مضيفا بأن حالة التخوف هذه لم تعرفها الجزائر من قبل، وأن سببها الاساسي هو النظام بنوعيه، مشيرا إلى دعاة العهدة الرابعة ورافضيها الذين لا يفوتون فرص التهديد بالخروج إلى الشارع في حال ما إذا عرفت الانتخابات تزويرا. ليضيف الكاتب توفيق ومان من جهته بأن حالات الخوف والتوجس من المستقبل المجهول هي حالات مشروعة ومتوقعة، لكنها لن تغير من الواقع، باعتبار أن الشعب الجزائري قد عاش ويلات العشرية السوداء سابقا، والتي زرعت فيه وعيا سياسيا يمنعه من تكرار تجربة سنوات الدمار، مضيفا بأنه يحمل ثقة كبيرة في أن الشعب الجزائري لن يسمح لدعاة الخراب في المساس بالجزائر وسمعتها ومكانتها العالمية، ومذكرا باعتباره رئيسا للجمعية الجزائرية للأدب الشعبي، بأن النخبة الجزائرية المثقفة قد طالبت قبل أسبوعين جميع المترشحين وكذا من سيتمكن منهم من اعتلاء كرسي المرادية، بإشراك الثقافة ضمن البرامج الانتخابية، وكذا الاهتمام بالطبقة المثقفة واستشارتها في مختلف القضايا التي تخص البلاد ومستقبلها. وهذا ما أكده لنا أيضا المخرج المسرحي جمال قرمي عبر اتصال هاتفي امس، قائلا "إن الشعب الجزائري لا يمكننا مقارنته بشعوب اخرى باعتباره حاملا لجذور المقاومة، وباستطاعته تحمل كل الصعوبات والمسؤوليات، مضيفا بأن حالة التخوف هذه هي انعكاس لسيناريو تقوم به جهات تعمل على تحدي النظام والسلطة، مفسرا حالة الصراع الواقعة بين المرشحين بأنها ديمقراطية في حد ذاتها وتحدث في جميع بلدان العالم، كما اكد بأن الشعب يعيش في سلام، ومتوقعا بذلك أن تسير الانتخابات بصفة جد عادية. في حين ارجع الممثل ايدير بن عيبوش غياب التحرك الاجتماعي بعد 17 افريل الجاري، في حالة ما اذا شهدت الانتخابات تزويرا إلى الغياب الكلي للوعي سواء على الصعيد الثقافي أو السياسي أو الاجتماعي، ومؤكدا بأن الشعب لن يتحرك وستسير الامور بطريقة عادية بسبب الوعي.
ليلى عمران