الوطن
الأجنحة المتصارعة في الأفالان والأرندي في قلب معركة داخلية سيفصل فيها بعد الرئاسيات
اجتمعوا على دعم"العهدة الرابعة"لتحقيق رهانات قبل الأوان
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 16 أفريل 2014
- بلخادم:"على اللجنة المركزية أن تناقش مشكل الأزمة في الحزب بعيدا عن حرب المواقع"
"انتهت الرئاسيات"، من هذا المنطلق، بدأت الأجنحة المتصارعة داخل قيادات أكثر التيارات الحزبية قوة وتأثيرا في الخارطة السياسية بالجزائر ممثلة في جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، العمل مباشرة بعد أن وضعت الحملة الإنتخابية أوزارها، بسلبياتها وإيجابيتها على هاتين التشكيلين السياسيين اللتين ساهمتا بشكل كبير في تنشيط التجمعات الشعبية الكبرى التي نشطها وكلاء الرئيس المترشح للاستحقاق الانتخابي الذي سينظم يوم غد الخميس، عبد العزيز بوتفليقة.
ويعيش اليوم الأفالان الذي دخل الحملة الإنتخابية بجناحين واحد مع الأمين العام الحالي عمار سعداني والآخر ضدّه، ليخرج الصراع الذي تولد مع الحملة الإنتخابية بـ 5 أجنحة، واحد يتزعمه أنصار الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم، وآخر يقوده الجناح الداعم لعمار سعداني الأمين العام الحالي للحزب فيما يقود منسق الحزب عبد الرحمان بلعياط جناح يضم أعضاء من المكتب السياسي السابق الذين يقتنعون به، بينما فضل جناح الوزراء السابقين للحزب الإبقاء على جناحهم بعيدا عن باقي الأجنحة المتخاصمة فيما بينها خاصة بعد أنّ سحب جناح التقويمية نفسه من جماعة بلعياط، وهو الأمر الذي تسببت فيه حملة مرشحهم لرئاسيات 2014، أكثر من الخلافات الحزبية الأخرى التي كانت قبل بداية الحملة الإنتخابية وقبل الشروع في دعم رئيس حزبهم الشرفي وهو يتطلع لعهدة رئاسية رابعة يوم 18 أفريل الجاري.
وعلى الجناح الآخر من المعادلة التي يراهن بوتفليقة عليها في تحقيق عهدة رئاسية رابعة بعد ظهور نتائج إقتراع الغد، ظهرت أكثر من حركة تصحيحية وأخرى خاصة بالشباب داخل بيت الأرندي فيما يسعى طرف آخر من أنصار الأمين العام السابق أحمد أويحيى إلى العودة إلى واجهة الحزب بعد أنّ عاد للمشهد السياسي من بابه الواسع بعد تعيينه في منصب وزير دولة ومدير لديوان رئاسة الجمهورية شأنه في ذلك شأن حليفه السابق في الحكومة عبد العزيز بلخادم، مستغلين عثرات كل من الأمناء العامون الحاليون للأفالان والأرندي عمار سعداني وعبد القادر بن صالح على التوالي في تنشيط الحملة الإنتخابية التي كانت اختبارا حقيقيا لجميع الأجنحة التي كانت تقود معارك خفية داخل هاذين الحزبين طوال الأسابيع الماضية.
وإن كان حزب جبهة التحرير الوطني كما تقول بعض القيادات التي سألتها"الرائد"، قد وضع خلافاته السابقة على حدا فالأمر بحسب هؤلاء راجع لكون الحزب وقياداته كانت منشغلة في التحضير للحملة الانتخابية وما تحمله الرئاسيات المقبلة من تحديات وأشار في هذا الصدد عضو المكتب السياسي رشيد عساس إلى أن الأولية بالنسبة للحزب كانت التفرغ للحملة الانتخابية والرئاسيات ودعم مرشح الحزب، وباقي الأمور التنظيمية سيتم النظر فيها مباشرة بعد التفرغ من الرئاسيات، بدوره أكد الناطق الرسمي باسم الحزب العتيد، السعيد بوحجة على أن القيادة الحالية للحزب هي التي تمثل الشرعية ولا شرعية غير التي يحوز عليها عمار سعداني وأعضاء المكتب السياسي الذين يشتغلون معه منذ تزكيته كأمين عام للجبهة، مشيرا إلى أن الأجنحة التي ظهرت مع بداية الحملة الإنتخابية لرئاسيات 2014 لم تكن مرتبطة بما سيقبل عليه الحزب مستقبلا، لأن الحزب كان وسيظل يلعب الأدوار الرئيسية في الساحة السياسية الوطنية.
وفي رده على تطلعات أعضاء اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني، قال الأمين العام السابق للجبهة، عبد العزيز بلخادم في تصريح مقتضب لـ"الرائد"، أنّ الأزمات التي حدثت في جبهة التحرير دائما كانت مرتبطة بحرب مواقع يسعى البعض للوصول إليها مستغلين الحراك السياسي الذي يكون مرتبطا بحزب كبير وعريق كجبهة التحرير الوطني، مؤكدا على الفترة المقبلة سيكون فيها أعضاء اللجنة المركزية الذين يمثلون الأفلان أمام تحدي كبير لمعالجة الأزمة التي يمر بها الحزب من جذورها ويبعد عما وصفه بـ"الرغبة في التموقع"، التي قال بأن البعض يحبذ ممارستها.
خولة بوشويشي