الوطن

رئيس دولة يشتكي من بعض رعاياه لمسؤول أجنبي!

في سابقة تعد الأغرب والاكثر اثارة في تاريخ الجمهورية

 

أقدم رئيس الجمهورية، المنتهية عهدته الرئاسية الثالثة، والمترشح لسباق رئاسيات الخميس المقبل، عبد العزيز بوتفليقة، على نقل شكوى صريحة منه لمسؤول أجنبي كان في زيارة رسمية للجزائر التقاه على هامشها، حيث أبدى له انزعاجه من تصرفات بعض رعاياه ومنافسيه على كرسي قصر المرادية في الانتخابات التي ستجرى بعد أيام قليلة من اليوم، وهو يشرح له الوضع الذي تعيشه الجزائر اليوم وهي على مقربة من تنظيم أهم استحقاق انتخابي، وتعتبر هذه الخطوة التي قام بها رئيس الجمهورية سابقة في تاريخ الدبلوماسية الجزائرية، وتصعيدا آخر من محيط العهدة الرئاسية الرابعة ومن مرشحها تجاه الرافضين لهذه العهدة وللظروف التي ستجرى فيها هذه الرئاسيات، ما يطرح إشكالية تدويل الأزمة السياسية التي تمر بها الجزائر وهي على مقربة من هذا الاستحقاق خاصة وأن صك كرسي الرئاسة الذي يسعى بوتفليقة لافتكاكه شعبيا ومن خلال طمأنة الشركاء الاجانب في زياراتهم المتتالية على ان كل المعطيات تؤمن له الوصول الى المرادية للمرة الرابعة.

وأظهر الحديث الذي جمع بين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ووزير الشؤون الخارجية الإسباني خوسي مانويل غارسيا مارغالو مارفيل، أمس الأول، بالعاصمة بأنه انخرط بدوره في حملة التخوين والتخويف التي جاء بها خطاب التشكيك طوال أيام الحملة الانتخابية التي رفع الستار عن أحداثها أمس، حيث تحدث بوتفليقة وهو يستقبل المبعوث الإسباني، الذي يقوم بزيارة للجزائر عن حملة انتخابية صعبة جدا على حدّ تعبيره، استهدفت بعض أنصاره ووكلاء حملته الانتخابية حين قال "هناك دعوات للعنف وسلوكات غير ديمقراطية"، وأضاف وهو يشرح الظروف التي تمت فيها الحملة الانتخابية طوال الثلاثة أسابيع الماضية والتي ناب عنه وكلاؤه في تنشيطها، بأن هؤلاء تعرضوا للتهديد ولسلوكات عنيفة صنفها في خانة "الإرهاب"، ولم يتوقف عند هذا الحدّ بل استفسر عند نظيره الإسباني بالقول "لاحظنا أن الأمر كان جد صعب، هل تعتقدون أنها كانت شديدة؟".

وبالرغم من أن الرئيس لم يحدد هوية المترشحين أو الشخصيات المنافسة له ولبرنامجه الانتخابي ولعهدته الرئاسية الرابعة ممن هددوا وكلاءه، إلا أن الرئيس لمّح إلى أن الأمر يتعلق بمنافسه الرئيسي على كرسي قصر المرادية، علي بن فليس، الذي لم يذكره بالاسم لكنه قال بأنه "هدد الولاة ورؤساء الدوائر ويدعوهم لمراقبة أطفالهم وعائلاتهم بعد الانتخابات الرئاسية في حال كان هناك تزوير" وهو الخطاب الذي شكل النواة الرئيسية لحملة المترشح الحرّ لرئاسيات الخميس المقبل علي بن فليس، الذي اعتبر بوتفليقة أن خطابه "إرهاب عبر التلفزيون".

وقد حاول الرئيس الذي ظهر في صورة مغايرة عن ظهوره الإعلامي السابق الذي دأب عليه وهو يستقبل مبعوثين أجانب منذ الوعكة الصحية التي تعرض لها منذ فترة أبعدته عن المشهد السياسي الوطني وناب عنه فيها الوزير الأول السابق ومدير حملته الانتخابية الحالية عبد المالك سلال، حيث حرص أمام كاميرات التلفزيون أن يتجاذب أطراف الحديث مع ضيفه حول الأوضاع التي تشغل الشارع الإسباني، غير أنه رفض أن يتطرق إلى ما يحدث من حراك في الشارع الجزائري بشكل عام وفي مدينة غرداية بشكل خاص التي تعيش منذ مطلع السنة على صفيح ساخن.

خولة بوشويشي

 

من نفس القسم الوطن