الوطن
العاصمة قبلة مرشحي الرئاسيات في آخر أيام الحملة الانتخابية
قاعات تملأ بمناضلي الأحزاب بعد فشلها في تعبئة الجماهير
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 13 أفريل 2014
بعد يوم واحد من إنزال الستار على حملة الانتخابات الرئاسية، فضل عديد المترشحين أن يقولوا آخر كلامهم من منبر بعاصمة البلاد، لكن ليس لمخاطبة سكان العاصمة التي يفوق عدد الناخبين المسجلين بها مليون ناخب، بل لجلب موالين لهذا المرشح أو ذاك، وكذا منتخبين ومناضلين من حزب أو مجموعة أحزاب مساندة من ولايات أخرى، مما يؤكد من جهة أخرى بأن مديريات حملات المرشحين أو معظمها لم تتمكن من إقناع الجزائريين بخطاباتها، بدليل غياب المواطن الناخب عن هذه التجمعات، والعاصمة التي شهدت حراكا من بعض الحركات غير الحزبية مثل "بركات" غير أنها بقيت بعيدة عن العرض الانتخابي.
كما هو معروف في أدبيات وعادات الانتخابات وحملاتها لما يتعلق الأمر بالرئاسيات، يختار المترشحون دوما أن تكون نقطة نهاية شرحهم لبرامجهم الجزائر العاصمة التي ينظمون فيها آخر تجمعاتهم، وحسب ما يظهر من خلال برنامج المترشحين الستة، فإن المرشح عبد العزيز بلعيد رئيس جبهة المستقبل وهو أصغر المترشحين اختار أن ينشط تجمعه في اليوم ما قبل الأخير للحملة، في الجزائر العاصمة، مثله مثل المرشح رئيس حزب عهد 54 فوزي رباعين، وأيضا لوزيرة حنون، بينما فضل تواتي ( الافانا ) تنشيط تجمعه في ولاية البليدة وهي قريبة من العاصمة، وعلي بن فليس الذي فضل تنشيط ثلاثة تجمعات شعبية بكل من غليزان ومستغانم ووهران بينما ترك آخر يوم للعاصمة، حيث سينشط تجمعا في الشراقة بغرب العاصمة، في حين ينتظر أن ينظم أنصار الرئيس المترشح تجمعهم الأخير في قاعة حرشة حسان بالعاصمة أيضا، وبذلك، يكون إعلان إنزال الستار على عشرين يوما من حملة انتخابية لم تنل حظها من الاهتمام الشعبي، بدليل أن معظم التجمعات التي احتضنتها القاعات بمختلف الولايات التي حل بها منشطو الحملة كانت شبه فارغة، وإن حدث وأن ملئت، فمعظم الحضور من مناضلي حزب المترشح أو الأحزاب المساندة له، وبعض المنتخبين الذين ينتمون له، وهو الحال مع تجمعات المترشح الرئيس، حيث كان أغلب من حضر التجمعات ينتمون لخمسة أو ستة أحزاب، مثلها مثل باقي المترشحين، وفي هذا الجانب يرى، المحلل السياسي، بوحنية قوي ( أستاذ العلوم السياسية في جامعة ورقلة ) أن الأحزاب أو المرشحين يلجؤون إلى ملء القاعات بمناضليهم أو منتخبيهم ومسانديهم لكون الأغلبية من الجزائريين يحسون بأنهم غير معنيين بالحملة، تماما مثلما يرى بأن تنشيط تجمعات بالعاصمة في آخر أيام الحملة هو لكون سكان العاصمة يحس جزء كبير منهم بأنه غير معني بالحملة "لذلك كان لزاما اللجوء الى تعبئة المناضلين" على حد قول المتحدث، بينما في رأيه، يختار مرشحو الرئاسيات العاصمة كآخر محطة لكونها "هي البوصلة النهائية لقياس التأثير وهي أكبر وعاء وهي مؤمنة من جميع النواحي"، كما يعتقد بوحنية قوي بأن المهم بالنسبة للمترشحين ليس أن يحضر سكان العاصمة إلى تجمعاتهم، بل الأهم هو التعاطي الصحفي مع التجمعات، "فالمشاهد لا يدرك من الحاضر وإنما يدرك حجم الحضور وهي أهم وسائل التلاعب والتسويق والتأثير السياسي" على حد قول محدثنا.
وتقول بعض الأصداء بشأن التجمعات التي ستنشط في آخر يوم بالعاصمة، أن مديريات حملات المترشحين اهتدت لجلب مناضلي ومنتخبي الأحزاب من ولايات أخرى لملء القاعات، بعد تيقنهم من استحالة تعبئة الجماهير لحضور تجمعاتهم والسماع لخطاباتهم، مما يؤكد أن الخطاب سيكون موجها لمناضلي الاحزاب أكثر من توجهه للناخبين بعد فقدان المترشحين للصلة مع المجتمع.
مصطفى. ح