الوطن

ملف غرداية يعكر صفو الانتخابات وحديث عن تعفن الأوضاع

قتيلان.. حصيلة تجدد المواجهات وامتدادها لبريان

 

لا تزال الأوضاع بغرداية غير مطمئنة قبل أقل من أسبوع عن الانتخابات الرئاسية، حيث استمرت المواجهات ليلة الجمعة إلى السبت في غرداية وبريان، حيث أسفرت عن مقتل شخصين وجرح العشرات بالإضافة إلى عمليات تخريب واسعة طالت المحلات التجارية والمستثمرات الفلاحية وحتى المساجد، في سابقة خطيرة من نوعها منذ بداية المواجهات بين العرب والإباضيين قبل حوالي أربعة أشهر. بالمقابل بدأت الأحداث تأخذ بعدا سياسيا أكثر منه طائفيا، حيث حمّل الطرفان مسؤولية ما يحدث للدولة المنشغلة بالانتخابات الرئاسية، الأمر الذي قد يدفع بسكان المنطقة لمقاطعة الرئاسيات.

واستمرت طوال ليلة أول أمس المواجهات في منطقة أحباس نشور بغرداية، حيث أصيب العشرات بجروح ، وتم حرق ونهب العديد من المنازل، بالإضافة إلى الاعتداء على مصليات تابعة للسكان المالكيين أثناء صلاة الصبح، وهذا بعد تجدد المواجهات في الولاية نهاية الأسبوع، والتي امتدت إلى بريان وتواصلت بغرداية ومنطقة لعديرة الفلاحية المجاورة لبلدية الضاية. وأسفرت هذه المواجهات عن مقتل شخصين،  أحدهما شاب في حي كاف حمودة ببلدية بريان لقي مصرعه إثر اقتحامه أحد بيوت المالكيين للاعتداء عليهم، فيما توفي شخص آخر بمنطقة أحباس نشور بعاصمة الولاية غرداية، في حين أصيب العشرات من المواطنين، وسط كل هذا تواصل مصالح الأمن التحري لمعرفة المتسببين في هذه الأحداث. من جهته أصدر المجلس المالكي أمس بيانا حذر فيه من تطور الأوضاع وخروجها عن السيطرة أكثر مما هو عليه حاليا، كما حمّل البيان السلطات وعلى رأسها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مسؤولية عزوف المجتمع المالكي بغرداية عن التفاعل مع الانتخابات الرئاسية القادمة، داعيا كل المالكيين للاستعداد للانخراط فيما ستمليه الاحداث من مواقف كفيلة بعودة الأمور إلى نصابها، كما دعا ذات البيان بلغة جادة وصريحة كل الشعب الجزائري لاتخاذ مواقف جدية لنصرة المظلومين في غرداية وأبناء المنطقة. ويضم المجلس المالكي الذي أصبح الناطق الرسمي باسم المالكيين في المنطقة العديد من أعيان الولاية، بالإضافة إلى المئات من الشباب ما يجعل قراراته مطبقة ومواقفه متبنية من طرف أغلب مالكيي المنطقة. 

 

سكان غرداية يثورون ضدّ تصريحات سلال 

رفض، ممثلوا فعاليات المجتمع المدني بولاية غرداية، في الوقفة الاحتجاجية التي نظموها ظهر أمس، أمام دار الصحافة الطاهر جاووت بالعاصمة، أن يتم استغلال الأوضاع الأنية المتوترة بالمنطقة لأغراض سياسية.

ودعا المحتجون، الحكومة إلى فتح تحقيق معمق في الأحداث التي تعيشها الولاية منذ بداية السنة الجارية، حيث أن نار الفتنة أدت إلى قتل وتشريد وحرق العشرات من الأرواح والمنشآت هناك، وهو الأمر الذي أصبح يتجدد باستمرار في ظل رفض الدولة حل المشكل وتأجيل الفصل في نتائج التحقيقات الأمنية هناك إلى ما بعد الرئاسيات . وتساءل المحتجون ممن تحدثت معهم"الرائد"، عن أسباب التأجيل ودوافعه ما دام هناك نية في حل المشكل الذي يبرره البعض بالطائفي والبعض الآخر بالسياسي فيما يبقى أهل المدينة يعانون من ويلات نار الفتنة التي أحرقتهم منذ أشهر.

ونقل هؤلاء عبر الشعارات والصور التي حملوها، تعبيرا عن رفضهم للمساومات التي يتعرض لها سكان مدينة غرداية، من قبل بعض الأطراف السياسية التي تحاول أن تجعل من المدينة ومن أرواح أبنائها فرصة لتحقيق أغراضهم الشخصية خاصة وأن الجزائر تقبل على رئاسيات بعد أيام قليلة من اليوم، وهو الأمر الذي من شأنه أن يعيق العملية الانتخابية بحسب ما أشار له بعض من تحدثنا معهم.

س. زموش/ خولة بوشويشي


من نفس القسم الوطن