الوطن

سياسيون: احتقان الشارع سيضع يوم الاقتراع على المحك

البعض اعتبر الحملة فرصة لتقدم المعارضة في ظل تراجع السلطة

 

اعتبرت الطبقة السياسية عندنا، أن الحملة الانتخابية لرئاسيات 2014، كرست الاحتقان السياسي في الشارع الجزائري، وهو الاحتقان الذي ولده خطاب التخوين والتخويف، الذي انتهجه كل جناح من الأجنحة التي تنشط في الساحة السياسية التي تتأهب لتنظيم استحقاق انتخابي هام الخميس المقبل، وبدرجة كبيرة المترشحون لهذه الرئاسيات والذين تتهمهم المعارضة بأنهم منحوا صك الشرعية لمرشح السلطة، حين قبلوا بالمشاركة في الموعد، في الوقت الذي سارعت الكثير من الأحزاب السياسية وبعض الشخصيات الوطنية لمقاطعة هذا الموعد ورفض المشاركة في عملية "التحايل" على القوانين والدستور.

وأشار بعض السياسيين والمحللين ممن سألتهم "الرائد"، حول الدور الذي لعبته المعارضة والسلطة طوال الـ 3 أسابيع الماضية من عمر الحملة الانتخابية لرئاسيات 2014، أجمع هؤلاء على أن المعارضة التي رفضت المشاركة في الموعد كانت فترة الحملة الانتخابية بالنسبة لها فرصة للتموقع مع شركائها السياسيين والتقدم أيضا، وقد تفوقت على السلطة في الكثير من الأحيان بينما وجدت السلطة وأنصارها في هذه الأيام تغرد لوحدها في كل الولايات التي ناب فيها وكلاء الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة عنه لتقديم برنامجه للشعب، وتوقع هؤلاء أن لا يمر يوم الاقتراع المرتقب نهاية هذا الأسبوع في الظروف التي يتطلع لها الجميع، خاصة وأن أنصار العهدة الرابعة يسعون لاكتساب شرعية لمرشحهم ذلك اليوم، وهو الأمر الذي لم يحدث منذ الإعلان عن ترشحه وهذا ما أظهرته أيام الحملة الانتخابية.

 

بن بيتور: "دعاة الرابعة هم من سيتحملون مسؤولية الفوضى التي ستقع بعد 17 أفريل"

حمّل المنسحب من سباق رئاسيات 2014، أحمد بن بيتور في تصريح له لـ"الرائد"، جناح العهدة الرئاسية الرابعة للرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة، مسؤولية الاحتقان الموجود اليوم في الشارع الجزائري، حيث اعتبر المتحدث بأن وكلاء الرئيس الذين نشطوا حملته الانتخابية طوال الثلاث أسابيع الماضية، مواجهات صعبة بينهم وبين الرافضين للعهدة الرابعة والمقاطعين للانتخابات، في مشهد سياسي لم تعشه الجزائر من قبل.

ورفض بن بيتور أن يحمل منافسي الرئيس مسؤولية المشاركة في ما سيحدث بعد ظهور نتائج اقتراع الـ 17 أفريل الجاري، مشيرا إلى أن لكل طرف وجهة نظر وعلينا أن نحترمها، كما أن لكل واحد من المترشحين الـ 5 المنافسين لمرشح السلطة قد قدم أرضية ويسعى للرهان عليها، كما نقوم نحن _يضيف المتحدث_، بالرهان على الأرضية التي قدمناها في إطار عمل التنسيقية التي ترى في المرحلة الانتقالية البديل للأوضاع السياسية التي تمر بها الجزائر منذ عقود.

 

الأرسيدي: "نخشى من قنبلة موقوتة يحضر لها النظام للحصول على الشرعية الشعبية المفقودة"

أبدى رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، محسن بلعباس، تخوفا مما ستحمله الأيام التي تسبق يوم الاقتراع الذي قال إن السلطة ستبحث فيه عن الشرعية الشعبية التي فقدتها طوال الأيام السابقة من الحملة الانتخابية لرئاسيات 2014، واعتبر بلعباس في تصريح له لـ"الرائد"، أن وكلاء المترشح الحرّ لهذا الموعد الانتخابي عبد العزيز بوتفليقة، يحضرون لقنبلة موقوتة للاستلاء على حق الشعب في إبداء رفضه للعملية الانتخابية يوم 17 أفريل الجاري، خاصة وأن لغة العنف والاضطرابات كانت سيدّة الأحداث التي عاشتها الجزائر عبر 48 ولاية في 21 يوم الماضية من عمر الحملة الانتخابية، من خلال انتفاضات شبانية والطبقة السياسية ضدّ وكلاء الرئيس، الذين نابوا عنه في تنشيط حملته الانتخابية مثله مثل باقي منافسيه، وهو الأمر الذي رأى فيه بلعباس فرصة للاستيلاء على إرادة الشعب.

ووصف خليفة سعيد سعدي على رأس الأرسيدي، أن النظام القائم يحضر لخطة سيتم انتهاجها بدء من يوم 17 أفريل يوم الاقتراع وصولا إلى اللحظة التي سيتم فيها الإعلان عن نتائج الصندوق، وهي الخطة التي قال إنها انقلابية وضدّ رغبة الشعب، الذي أعلن من خلال الحراك الذي تبناه طوال الأيام التي كان فيها المترشحون للرئاسيات ووكلاؤهم يستعرضون برنامج الاستقرار الذي يرافعون له، وفق أجندة بعيدة عن طموحات الشعب الذي انتفض ضدّ جميع البرامج، لكنه وبالمقابل لم يرفض المبادرات التي تقدم بها بعض الأطراف، كالتنسيقية وبعض القوى الوطنية الأخرى للذهاب نحو مرحلة انتقالية تحفظ فيها إدارة الشعب وحقه في التعبير عن الكيفية التي تسير بها البلاد.

وأوضح المتحدث في هذا السياق أن هذه المبادرة أصبحت اليوم أكثر من ضرورية لأنها تجسد مبدأ الديمقراطية التي يطالب بها جميع الأطراف، بغض النظر عما ستفرزه صناديق الاقتراع يوم 18 أفريل الجاري.

 

الأفافاس: "رئاسيات الجزائر ستفرز خارطة انتخابية انشطارية"

قال الناطق باسم جبهة القوى الاشتراكية، يوسف أوشيش، إن رئاسيات الجزائر ستفرز خارطة انتخابية انشطارية، وهو التوقع الذي دفع بالمجلس الوطني لحزبه إلى إبداء موقف المحايد من الحدث وما يحدث فيه من تصعيد، خاصة وأن موجة الاحتجاج والرفض توسعت منذ بداية الحملة الانتخابية وصولا إلى أيامها الأخيرة، وربما هو الموقف الذي ترفضه قيادات الحزب، شأنها في ذلك شأن بعض القوى التي تشاطر الحزب نفس الرؤية وتسعى معها للعمل وفق البرنامج الذي عرضته عليها قيادات الحزب.

واعتبر أوشيش أن الحديث عن الاحتقان السياسي الذي ولدته حالة الرفض لرئاسيات 2014، سيكون أبرز حدث ستعيشه الجزائر في الفترة المقبلة، خاصة وأن القوى السياسية التي قدمت أطروحات حول أسباب رفضها لتنظيم هذا الإجراء أو اختار مبدأ الحياد كحزبنا، تراقب في الحراك الشعبي في الشارع الجزائري الذي يتأهب الخميس المقبل للذهاب نحو صناديق الاقتراع والبحث عن بديل لن تفرزه صناديق الاقتراع ولا إرادة الشعب، في ظل وجود إرادة كبيرة من السلطة لإجهاض مبادرات التغيير.

 

أويحيى في رحلة البحث عن البدائل

وعلى الطرف الآخر من اللعبة السياسية التي تتأهب بدورها لخوض غمار الرئاسيات بالدفاع عن مشروع المترشح الحرّ لهذا الموعد عبد العزيز بوتفليقة، أشارت تقارير أمنية يكون قد تلقاها أحمد أويحيى الذي يعد الناطق باسم "هيئة أركان حملة الرئيس"، والعضو الذي يرأس اجتماعاتها، بأن الاحتجاجات التي ظهرت في الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية، كانت الأكثر تأثيرا على آداء وعمل المشرفين على التجمعات الشعبية في المدن الكبرى للوطن خاصة بالنسبة للجهة الوسطى والشرقية، كما أوضحت هذه التقارير التي تعتبر أمنية أكثر منها إدارية، حول آداء وفاعلية كل عضو من أعضاء هذه الهيئة، إلى أن هذه الاحتجاجات التي كانت غالبيتها تتعلق بتجمعات الوزير الأول السابق عبد المالك سلال، عمارة بن يونس وعمار غول، أفقدت الرئيس إمكانية اكتساحه لبعض المدن الجزائرية بعد ظهور نتائج صناديق الاقتراع، وهو ما حاول أويحيى بحسب مصادر مقربة منه، أن ينقل هذه الانشغالات لوكلاء الرئيس شخصيا، حيث أبدى لهم تخوفا من حالة الاحتقان الموجودة في الشارع ولدى الطبقة السياسية، خاصة وأن هناك مبادرات عديدة للتجمهر والاحتجاج يوم الاقتراع في العديد من المدن الكبرىن وهو الأمر الذي سيسعى هذا الجناح إلى طرحه في اجتماع مرتقب لهم في غضون اليومين المقبلين من أجل التصدي له.

 

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن