الوطن
وكلاء بوتفليقة نشطوا تجمعاتهم وسط تعزيزيات أمنية مشددة
قبل 24 ساعة من إسدال الستار عن حملة رئاسيات 2014
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 12 أفريل 2014
- خصوم الرئيس اكتفوا بتجمع واحد لتعبيد الطريق نحو كرسي الرئاسة
نجح وكلاء المترشح الحرّ لرئاسيات 2014 المزمع تنظيمها الخميس المقبل في تنشيط الحملة الانتخابية التي تشارف على الانتهاء يوم غد الأحد، بعد 21 يوما من النشاطات بفضل التعزيزيات الأمنية الكبيرة، التي تقول مصادر لـ"الرائد"، من هيئة أركان حملة الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة إن 60 بالمائة من هذه التجمعات تم تنظيمها وسط تعزيزات أمنية كبيرة، خاصة في المدن الشرقية والمدن الوسطى والجنوبية للوطن، بينما كانت التجمعات التي تم تنظيمها بمدن الغرب سلمية إلى حدّ معتبر، كما لم يتم إلغاء أي تجمع من التجمعات الكبرى التي نظمها أعضاء الهيئة المشكلة من عبد المالك سلال، أحمد أويحيى، عبد القادر بن صالح، عبد العزيز بلخادم، عمار سعداني، عمار غول وعمارة بن يونس، عبد السلام بوشوارب، بوعلام بسايح، محمد العربي ولد خليفة، عبد العزيز زياري وحمراوي حبيب شوقي، في الجهة الغربية للجزائر عكس الجهات الأخرى.
وبالرغم من أن التجمعات التي قام بها وكلاء المترشح الحرّ لهذا الاستحقاق الانتخابي، في مختلف الولايات والمدن الـ 48 قد كانت تتم بين 7 إلى 8 تجمعات يومية بالنسبة للتجمعات الشعبية الكبرى التي تتم في الولايات، إلا أنها لم تساهم في كسب تأييد شعبي كبير للمترشح الحرّ لهذا الاستحقاق، كما تم الاستعانة بجمهور من خارج هذه الولايات لملء القاعات، بعد أن تعذر عليهم كسب هذا الرهان الذي كان يظهر ممكنا على الورق. وبرر أحد أعضاء هيئة أركان حملة الرئيس في رده على استفسارنا، بأن الحملة الانتخابية كانت تشهد في اليوم الواحد وفي ولاية واحدة في بعض الأحيان 4 تجمعات، ولم يكن من السهل تحقيق الشعبية والجماهيرية ذاتها في نفس الأماكن. وبالمقابل وجد خصوم المترشح عبد العزيز بوتفليقة أنفسهم في سباق ضدّ الزمن من أجل تنظيم تجمع إلى تجمعين في اليوم الواحد بمختلف ولايات الوطن.
خصوم الرئيس راهنوا على العمل الجواري لكسب أصوات الناخبين وتعبيد الطريق نحو المرادية
وجدت زعيمة حزب العمال ومرشحة الحزب لويزة حنون نفسها في سباق ضدّ الزمن، من أجل تحقيق البرنامج الذي أعدته مديرية حملتها الانتخابية، حيث خصصت هذه الهيئة بين تجمعين إلى 3 تجمعات بشكل يومي لمترشحة الحزب طوال الـ 21 يوما من عمر الحملة الانتخابية، ولم يتم لحدّ كتابة هذه الأسطر أن ألغت لأي سبب من الأسباب تجمعاتها التي نشطتها عبر مختلف جهات الوطن، حيث لم تصادفها أي عراقيل أو موجات الغضب والاحتجاج عكس مترشحين آخرين لها سواء الرئيس أو باقي المتنافسين.
وتقاطعت حنون في هذه النقطة مع المترشح الحرّ لهذا الاستحقاق علي بن فليس، الذي نشط بدوره بين تجمعين اثنين إلى ثلاث تجمعات بشكل يومي طوال الأيام الماضية من عمر الحملة الانتخابية، فيما ناب عنه رؤساء الأحزاب والشخصيات التي أعلنت تأييدها لبرنامجه، على تنظيم تجمعات أخرى موازية في الولايات، التي لم يكن ينشط فيها أمين عام جبهة التحرير الوطني الأسبق والمنافس الأول للرئيس المترشح لعهدة رابعة عبد العزيز بوتفليقة، حيث نجح بن فليس في التغلب على زعيمة حزب العمال ووكلاء المترشح عبد العزيز بوتفليقة في الكثير من التجمعات الشعبية، التي نظمها بالمدن الشرقية والوسطى والجنوبية للوطن.
أما المرشحون الآخرون، من مصاف فوزي رباعين مرشح عهد 54، وموسى تواتي من الأفانا وعبد العزيز بلعيد من جبهة المستقبل، فقد اكتفى كل واحد منهم بتنشيط تجمع شعبي واحد بشكل يومي، فيما تم برمجة بين تجمع إلى تجمعين اثنين فقط طيلة الـ 21 يوما من عمر الحملة الانتخابية. وبرر القائمون على مديرية الحملة الانتخابية هذه الخطوة إلى أنها كافية وقادرة على توصيل رسالة هؤلاء للشعب، كما أن تفوق الترسانة التي ترافع لبرنامج منافسهم الأول عبد العزيز بوتفليقة كانت بالعدد فقط، في انتظار ما ستفرزه صناديق الاقتراع يوم 18 أفريل الجاري.
ويتقاطع كل من رباعين تواتي وبلعيد، في كونهم فشلوا في الحفاظ على معدل تجمع شعبي واحد بشكل يومي، حيث ألغى كل واحد منهم ما بين تجمع إلى تجمعين اثنين في عدد من الولايات، واكتفوا بعقد لقاءات جوارية مع مناصريهم والعاملين في المديريات الولائية لحملتهم الانتخابية، بعد أن عجز بعضهم في ملء قاعات التجمع وهو الذي دفعهم لاختيار العمل الجواري لتعويض ما فاتهم.
"الجهوية" و"الاحتجاج" أخلت بموازين عمل وكلاء الرئيس
دافع القائمون على مديرية حملة الرئيس المترشح لرئاسيات الـ 17 أفريل الجاري عبد العزيز بوتفليقة من المنسقين المشرفين على مختلف الجهات الأربعة للوطن، عن الحصيلة التي حققها أعضاء هيئة حملة أركان الرئيس، وحمّل بعضهم البعض الآخر مسؤولية ما حدث من انزلاقات في بعض التجمعات، خاصة وأن من سألناهم حول المهزلة الانتخابية التي عرفتها الأيام المنقضية من عمر الحملة الانتخابية، وجهوا أصابع الاتهام للمشرفين الرئيسيين على المناطق التي عرفت موجة الاحتجاج، خاصة بالوسط والشرق الجزائري.
وقال في هذا السياق المشرف على حملة الرئيس بالجهة الغربية للوطن، ميلود شرفي في تصريح له لـ"الرائد"، إن التجمعات التي نشطت بمختلف ولايات الغرب الجزائري، تمت وفق البرنامج الذي تم التخطيط له من قبل مديرية حملة الرئيس، حيث لم يتم إلغاء أي تجمع شعبي نظم بالولايات التي تنتمي للجهة الغربية للوطن، وقدر المتحدث عدد التجمعات التي نشطت بهذه الجهة بأكثر من 400 تجمع، بين تجمع شعبي نشطه أعضاء هيئة أركان الحملة الانتخابية للمترشح عبد العزيز بوتفليقة أو مداولات الأحزاب الداعمة له. وفي رده على سؤالنا حول رؤيته للعزوف الشعبي والجماهيري على مختلف التجمعات التي نشطها وكلاء الرئيس، قال شرفي إنه يتوجب علينا توجيه السؤال للمشرفين على الجهة التي عرفت موجة الاحتجاج والرفض، لكونه كلف بالتنسيق على مستوى ولايات الغرب فقط ومهرجاناتها كانت على حدّ تعبيره في المستوى.
وانتقد بدوره محمد جميعي المشرف على التنسيق بالولايات الشرقية للوطن والمقدر عددها بـ 15 ولاية، الحملات المضادة لعمل هيئة أركان حملة الرئيس، والتي أدت إلى إلغاء بعض التجمعات بالمدن الوسطى للوطن والجنوب، الذي تخلى علي الهامل على العمل فيها بحسب ما أشارت له بعض التقارير. وأوضح جميعي أن الجهة الشرقية التي يشرف عليها كانت تشهد بشكل يومي بين 4 إلى 6 تجمعات في الولايات التابعة للإقليم الشرقي.
واعتبر المتحدث أن موجات الاحتجاج التي شملتها بعض المدن الشرقية للوطن، لم تعرقل عملهم، من منطلق أن كل طرف راهن على البرنامج الذي يعمل لصالحه. وقال جميعي في هذا السياق إن عمل المشرفين على حملة الرئيس عملوا على إقناع الشعب ببرنامجه، بعيدا عن الصدامات التي كانت سببا في بعض الأحيان إلى إلقاء بعض التجمعات الأخرى، غير أنه أكد على أن المدن الشرقية تم فيها بالرغم من كل موجات الاحتجاج للرافضين للعهدة الرابعة تنظيم التجمعات بعيدا عن التعصب.
خولة بوشويشي