الوطن

خطوة "الأفافاس" حملة ضدّ"التنسيقية" أم برنامج لاستقطاب وعاء منطقة القبائل !

البعض اعتبرها إحدى أوجه الصفقة التي عرضتها السلطة على الحزب

 

  • قيادات التنسيقية: "السؤال هل مبادرته تدخل في إطار الصفقة أم شطحة سياسية فقط"

طرحت، المبادرة التي أطلقها مؤخرا السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية، أحمد بيطاطاش على القوى الوطنية والسياسية التي تتأهب لاستحقاق انتخابي هام بعد أيام قليلة من اليوم، الكثير من التساؤلات التي صبت في مجملها حول جدوى هذه الخطوة التي تتقاطع مع نفس المبادرة التي سبق وأن أعلنت عنها بعض القوى الوطنية والشخصيات السياسية التي تعمل ضمن برنامج تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة لرئاسيات الـ 17 أفريل الجاري، خاصة فيما يتعلق بمحاور هذه المبادرة والأطراف التي تشتغل فيها وتوقيت الإعلان عنها، حيث اعتبرها البعض إحدى أوجه الصفقة التي عرضتها السلطة على الحزب سابقا فيما اعتبرها البعض الآخر حملة مضادة لعمل هذه الهيئة بينما أشار آخرون ممن تحدثت معهم"الرائد"، إلى أنها فرصة من حزب الدا الحسين من أجل استقطاب الوعاء الانتخابي لمنطقة القبائل الذي يحاول دعاة الرابعة الاستثمار فيه.

وتساءل عدد من القياديين في الأحزاب التي تشكل تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة، في حديث لهم معنا على أن هناك تساؤلا ترفض قيادات من الأفافاس الردّ عليه في الوقت الحالي يتعلق بحيثيات هذه المبادرة وإن كانت تدخل ضمن صفقة سياسية ما مع أطراف سياسية أخرى أم أنها شطحة سياسية أراد من خلالها الحزب أن يقول بأنه موجود في الساحة السياسية الوطنية خاصة وأن مبدأ الحياد الذي اختارته تشكيلة جبهة القوى الاشتراكية تجاه موعد رئاسيات، وهو"الحياد" أثار حفيظة قيادات الحزب وإطاراته ومناضليه قبل غيرهم من القوى السياسية والوطنية الأخرى.

 

رفض الكشف عن حيثيات العمل ومحاوره

الأفافاس: "هدفنا توفير أرضية للنقاش مع جميع المشاركين في العملية السياسية"

 

رفض، أحمد بطاطاش التعليق عن فحوى المبادرة التي أعلن عنها الأفافاس مؤخرا، وقال السكرتير الأول للحزب في تصريح مقتضب أدلى به لـ"الرائد"، إنّ المحاور الرئيسية التي يتشكل منها برنامج اللقاءات التي أعلنت عنها تشكيلته السياسية يتعلق بمؤتمر وطني توافقي، يسعى من خلاله هؤلاء تقديم الرؤية والحلول التي من شأنها أن تمنح دفعا قويا للقوى الوطنية لإخراج الجزائر من الأزمة الوطنية التي أصبحت مطلب غالبية الفاعلين في الساحة السياسية سواء الساسة أو الوطنيين.

ويظهر هذا التوجه الذي تسير عليه تشكيلة جبهة القوى الاشتراكية، غياب الحوار بين حزب الدا الحسين وبين باقي الأطراف السياسية الأخرى، خاصة وأن الأفافاس كان واضحا في الطرح الذي تقدم به، حين لم يشر لأي من الشخصيات والأحزاب التي قد تتقاطع معه في المشروع الوطني التوافقي الذي أعلن عنه، ويقول في هذا الشأن بعض المحللين السياسيين الذين هم على اطلاع بملف الأفافاس أن الرصيد التاريخي الذي يحوز عليه بعض قيادات الحزب بدءا من زعيمه التاريخي الدا الحسين وصولا للجيل الذي جاء بعده ولازال يسير على نفس برنامجه وأسسه من شأنه أن يجعل منه رقما صعبا في المرحلة التي تلي رئاسيات 2014، خاصة وأن هناك شبه إجماع لدى الجميع في البحث عن مرحلة انتقالية وربما الطرح الذي سيقدمه الأفافاس على القوى الوطنية سيلقى الترحيب الكبير مقارنة بالمبادرات التي ستطلقها القوى الأخرى كالتنسيقية.

 

البعض اعتبرها طبخة سياسية يتم التحضير لها لوقف مطلب المرحلة الانتقالية

قيادات التنسيقية: سبق لنا وأن عرضنا عليهم العمل معنا لكنهم رفضوا !

انتقدت بعض قيادات التنسيقية مبادرة الأفافاس الأخيرة من منطلق أنها مبادرة تتقاطع مع ما تقدم به الشخصيات والأحزاب المنخرطون فيها، كما أنه تم فتح باب الحوار مع تشكيلة حزب الدا الحسين من أجل الانخراط معهم في هذا العمل السياسي الذي يراد به التحضير لمرحلة انتقالية وانتقال ديمقراطي للسلطة في الجزائر مباشرة بعد ظهور نتائج رئاسيات 2014، بغض النظر عن هوية الرئيس المقبل للجزائر والذي سيفرزه الصندوق يوم 18 أفريل الجاري.

وقال رئيس حركة النهضة محمد ذويبي في تعقيب له بخصوص هذا الموضوع بالقول"حين قاطعنا قلنا بأن المقاطعة هي رسالة سياسية قبل أي شيء آخر لجميع القوى الوطنية السياسية والتاريخية بأنها التعبير السلمي عن رفضنا لما سيحدث في رئاسيات 2014"، مشيرا إلى أن خلاصة هذه الخطوة نتج عنها إعلاننا رفقة شركائنا السياسيين عن ندوة وطنية يتم التحضير لها حاليا على مستوى اللجنة السياسية للتنسيقية بغرض السعي وراء التغيير الذي أصبح أكثر من مطلب وطني اليوم في الجزائر.

بدوره انتقد رئيس حزب جيل جديد، جيلالي سفيان، الطريقة التي أعلن بها الأفافاس عن مبادرته، مشيرا إلى أن الغموض يحيط بالأفافاس منذ إعلانه عن مبدأ الحياد وعدم التدخل فيما سيحدث قبل الرئاسيات المقبلة، حيث قال حينها الحزب بأنه لن يشارك في الموعد ولن يدعم أي طرف كما أنه يرفض أن يقاطع أيضا، وهو الأمر الذي كنا قد طرحناه عليه في إطار التشاور الذي فتحته القوى السياسية والشخصيات المنضوية اليوم تحت جناح"تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة"، مما دفعنا إلى التساؤل اليوم حول الهدف الذي يريد الأفافاس تحقيقه اليوم من خلال إعلانه عن هذه المبادرة الجديدة، وفي تعليق له على إمكانية التحاق أحزاب أو التنسيقية للعمل ضمن البرنامج الذي سيعرضه الأفافاس عليهم قال المتحدث بأن التنسيقية لن تنخرط في هذا العمل الذي سبق لها وأن عرضته على هذا الحزب الذي كنا نتوقع_على حدّ تعبيره_، أن يلتحق بنا من أجل توسيع دائرة المبادرة السياسية الباحثة عن التغيير.

وقال قيادي آخر من قيادات التنسيقية والشخصيات المقاطعة، رفض الكشف عن اسمه، بأن توقيت الإعلان عن هذه المبادرة من قبل جبهة القوى الاشتراكية، يوضح بشكل كبير وجود طبخة سياسية بين أطراف من السلطة والأفافاس، وبخاصة أن هذا النظام فقد شرعيته ومصداقيته ليس داخل الوطن فقط بل أمام أنظار العالم وهو الأمر الذي دفع بهم إلى مساعي البحث عن المصداقية والشرعية لما ستفرزه الساحة السياسية الجزائرية من حراك بعد ظهور نتائج صناديق الاقتراع. 

هذا واعتبر الناطق الرسمي باسم التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، عثمان معزوز في حديث له مع"الرائد"، بأن المبادرة التي أطلقها الأفافاس حاليا غير واضحة ولكنها تتقاطع بلا شك مع المبادرة التي أعلنت عنها تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة للرئاسيات، والتي يعتبر حزبه شريكا فيها، وهو الأمر الذي يدفعنا للتساؤل عن إمكانية الجلوس معهم على طاولة الحوار مستقبلا ووفق هذه الأرضية، حيث أشار المتحدث إلى أن هناك مشاورات بين قيادات التنسيقية من أجل استعراض خطوة الأفافاس والقوى الوطنية التي تبحث عن التغيير وبالتأكيد سيصدر قرار رسمي عن هذه الهيئة في غضون الأيام القليلة المقبلة.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن