الوطن

هل يغذي الإعلام ثقافة التشكيك أم أنه ينقل الواقع كما هو؟

في ظل الاستقطاب الحاد قبيل الرئاسيات

 

تمر الجزائر هذه الأيام بمرحلة مصيرية تحدد مستقبل البلاد في السنوات القادمة، مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي الذي لا يفصلنا عنه إلا أيام قليلة فقط، وسط استقطاب حاد في الحياة السياسية والإعلامية. فالإعلام الجزائري سواء الورقي أو المرئي الحديث الولادة، منقسم على نفسه، فمنهم من يدعم مرشح ما وينتقد خصومه، ومنه من يقف على الحياد بحسب المفهوم الشخصي لذلك، وبين هذا وذاك يوضع الإعلام في قفص الاتهام باعتباره الأكثر تأثيرا على العقول، خاصة في هذه الفترة، حيث يتهمه البعض بأنه يعتمد على أسلوب الإثارة ويغذي ثقافة التشكيك والريبة لدى المواطن في العديد من الأشياء التي ينقلها ويجعلها مادة اعلامية لبرامجه السياسية، والتي تصبح فيما بعد مصدر شك في العملية الانتخابية برمتها. أما البعض الآخر فيرى أن وسائل الاعلام عموما، لا تنقل إلا الواقع كما هو، فالمواطن الجزائري منذ مدة -ليست بالقليلة- لا يثق في العملية الانتخابية، من كثرة ما شاب هذه العملية من لبس وتلاعب، مما جعل الناخب يحس بمهانة كبيرة بسبب ذهاب صوته إلى غير مستحقه، وبالتالي يجعل خيار المقاطعة هو الاكبر ولوسائل الإعلام دور في ذلك، زد على ذلك أن هذه الاخيرة تنقل كل الآراء والمواقف بمن فيها المشككة في العملية الانتخابية، لذا فإن الاتهامات التي توجه لوسائل الاعلام قد تكون صحيحة وقد تكون ظالمة له. والمتابع للحياة السياسية مؤخرا يدرك بعمق حجم تأثير الاعلام على سير الانتخابات ومدة فاعليته في الوسط السياسي والاجتماعي، وما إقدام بعض المترشحين على اطلاق قنوات خاصة من اجل ضمان تغطية واسعة والإشهار لبرامجهم الانتخابية، إلا دليل على اهمية هذه الاداة في استقطاب اكبر عدد من الانصار في الاستحقاق الانتخابي القادم. ومع كل هذا نجد المواطن الجزائري البسيط بين نار الحقيقة والتزلف وسط تيارات اعلامية بميولات وولاءات سياسية معينة، تصور مرشحا كملاك فيما تصف الاخر بالشيطان ومثير الفتنة الذي لا تهمه مصلحة البلاد. 

مراد. ب

من نفس القسم الوطن