الوطن
لغة "الواثق من الفوز" سمة خطاب مرشحي الرئاسيات
ثقافة التشكيك والتوجس لإقناع الناخبين
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 09 أفريل 2014
- بوحنية قوي: ثقافة التشكيك هي أسلوب يلجأ إليه المرشح لرفع وعائه الانتخابي
في ساحة عرض البرامج الانتخابية لكل من المترشحين الستة، يستعرض هؤلاء عضلاتهم في تسويق فكرة "أنا الفائز"، أكثر من شرح برامجهم بشكل يقنع الناخبين الجزائريين، ويشككون في نزاهة العملية الانتخابية إن هي جاءت عكس توقعاتهم، فالملاحظ على الخطاب السائد منذ بدء الحملة الانتخابية حتى اليوم، أن الجو العام اتسم بلغة التشكيك والشك والتخويف والخوف، فمديرية حملة الرئيس المترشح من خلال تجمعات نشطها كل من عبد المالك سلال، عمارة بن يونس، بلخادم والآخرين، حاولت منذ البدء أن تسوق لفوز الرئيس بعهدة رابعة، بشكل يجعل المتتبع لخطابها يشعر بأنها واثقة كل الثقة في نتائج التصويت التي تقول إنها ستكون لصالح بوتفليقة، وأنها ستعكس ارادة الشعب، ثم يتحدث أنصار الرئيس بلغة التشكيك في معارضيه وحتى منافسيه بأن أي رفض لنتائج الانتخابات معناه الزج بالبلاد في اللااستقرار، بينما يظهر على مفردات الخطاب المسوق من طرف المرشح الحر علي بن فليس في كل تجمعاته، بأنه واثق من الفوز، وأنه إن لم يفوز فذاك يعني أن تزويرا قد وقع، خاصة لما يقول "هذه المرة لن أسكت.." في إشارة إلى صمته على نتائج رئاسيات 2004. وفي خطابات مرشحة حزب العمال لوزيرة حنون، ومرشح الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي، وكذا عبد العزيز بلعيد (جبهة المستقبل)، وفوزي رباعين (عهد 54) كل هؤلاء الذين يوصفون في الإعلام بأنهم أرانب سباق، يسوقون لأنفسهم على أنهم اصحاب البرامج المثلى ويشككون في نتائج الانتخابات وفي السلطة، التي تنظمها ويتحدثون عن التزوير قبل حدوثه، وكلها لغة تزرع ثقافة الشك في مشهد انتخابي غابت عنه لغة البرامج، مما جعل الانتخابات تبدو وكأنها خارج اهتمام الشعب الجزائري.
وعن الخطاب السائد وسط المترشحين الذين يتحدثون بلغة الواثق من الفوز، يرى البروفيسور بوحنية قوي (أستاذ العلوم السياسية في جامعة ورقلة)، أن أسلوب التشكيك يعتبر آلية تسويقية تلجأ إليها الأحزاب لرفع منسوبها من الوعاء الانتخابي، وقد تكون هذه الآلية غير أخلاقية إن كان الذي يقوم بالحملة لا يستند في تشكيكه إلى قرائن، ويضيف بالقول "يجب للمشكك أن يثبت أنه قادر على توريط خصمه وليس شن حملة دون قرائن، وإذا وجدت القرائن فمن الجيد أن توضع أمام المتتبع والناخب لكي يتم تنويره وتوجيهه نحو الأفضل". أما عن التسويق لفكرة "إما أنا الفائز أو أنا ضحية تزوير" فهذا في نظر بوحنية قوي "فكرة مغلوطة".
مصطفى. ح