الوطن

مواطنون أيقنوا أن الرئاسيات حسمت نتائجها

ما ينبئ بمشاركة كارثية خلال الاستحقاق

 

الجو المشحون والمتسم بالخطاب القائم على التشكيك، الذي ستجري فيه الانتخابات الرئاسية ليس مقتصرا فقط على المرشحين للرئاسيات ووسائل الإعلام التي تقف مع هذا ضد ذاك، بل هو أيضا كان ولا يزال حديث الشارع على مدار 6 أشهر سبقت الرئاسيات، حيث تكلم العديد من المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر المقاهي والطرقات، أن الرئاسيات المقبلة هي محسومة النتيجة لصالح مرشح ظاهر، الوضع الذي تجلى من خلال الحركات التي ظهرت ضد العهدة الرابعة، والاحتجاجات التي اندلعت عبر عدد من الولايات. 

قبل أقل من أسبوعين على الانتخابات الرئاسية لا يزال العزوف الشعبي سيد الموقف، حيث من المتوقع أن تكون نسبة المشاركة كارثية بالنظر إلى المؤشرات التي أحاطت بالحملة الانتخابية، بالإضافة إلى حالة الرفض التي لا يزال المواطن يعبر عنها مثل ما حدث أمس في بجاية، حيث خرج عدد من المواطنين في مظاهرات ضد النظام، ولعل هذا الرفض المعبر عنه من طرف مواطنين عاديين أغلبهم شباب لا ينتمون لأي تيار سياسي واضح، وكذا المتجلي من خلال حركات والتي ظهرت بمجرد إعلان بوتفليقة لترشحه على غرار رفض وبركات، يثبت أن المواطن أو الناخب بصفة أدق أصبح يشكك في أهمية الفعل الانتخابي ككل وجدواه، حيث يعتبر ذلك السبب الحقيقي وراء العزوف الشعبي عن الانتخابات وعن مجريات الحملة الانتخابية. هذا التشكيك هو ما يفسر أيضا خروج عدد من المثقفين والنخبة وكذا مواطنين عاديين في احتجاجات ضد العهدة الرابعة، مؤكدين أن الرئاسيات محسومة النتائج وأن الفعل الانتخابي لن يغير شيئا، ومصرين أن ترشح بوتفليقة يعني بشكل قاطع فوزه في الرئاسيات دون منازع، وهي الرؤية التي تبنتها أيضا أحزاب سياسية وكانت ذريعة لها لمقاطعة الرئاسيات، والدخول في حملة مضادة لدعوة المواطنين للعزوف عن الرئاسيات، رغم أن هذا الأخير موجود أصلا. هذه الوضعية تغذيها كذلك تصريحات بعض المرشحين للرئاسيات الذين أكدوا أحقيتهم في الفوز إن لم يكن هنالك تزوير، مهددين بالخروج للشارع في حالة وجود هذا الأخير، ما قد يوسع حالة العزوف أكثر.

س. زموش

من نفس القسم الوطن