الوطن
جبهة"الرفض" تتوسع وسط حراك دبلوماسي خاص !
مع بداية العد العكسي لموعد الاقتراع
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 07 أفريل 2014
ساهم، الحراك الدبلوماسي الذي شهدته الجزائر في الفترة الماضية التي سبقت موعد ظهور فرسان الاستحقاق الرئاسي الذي سيجرى منتصف الشهر الجاري، وبدرجة أكبر بعد توضح شخصية وهوية المترشحين لهذا الموعد في توسع جبهة الرفض لتنظيم هذا الاستحقاق وبدرجة أكبر رفض المترشح الحرّ فيه عبد العزيز بوتفليقة الطامح لعهدة رئاسية جديدة له، حيث تزامن الحراك الذي تعيشه الجزائر اليوم في الشارع من قبل الحركات الشبابية الرافضة والمقاطعة لهذا الموعد مع حراك سياسي واسع خلفه الاستنجاد بالخارج والاستقواء بهم من أنصار مرشح السلطة ومحيطه والذي ظهر في الحراك الدبلوماسي الذي تشهده الجزائر اليوم وهي تتطلع لإجراء هذه الرئاسيات، بعد أن كان هذا الحراك الدبلوماسي"الكبير" و"النوعي"على حدّ تعبير دعاة العهدة الرابعة غائبا عن المشهد الجزائري طوال السنتين الماضييتن، حيث اعتبرت الطبقة السياسية أن هذا الحراك غير بريء طالما تم توظيفه من أنصار الرئيس والمدافعين عن برنامجه، وتوقع هؤلاء ممن تحدثت معهم"الرائد"، أن يساهم في موجهة الاحتجاج والرفض مستقبلا والجزائر تقبل بعد أيام معدودة على تنظيم هذا الاستحقاق.
حزب العمال:"لدينا تساؤلات مشروعة بشأن الحراك الدبلوماسي الأجنبي في الجزائر"
وضع، حزب العمال الذي قدم رئيسته وزعيمته لويزة حنون كمترشحة لسباق رئاسيات أفريل الجاري، العديدة من التساؤلات التي لم يجد لها هؤلاء إجابات بحسب ما أشار له الناطق باسم الحزب رمضان تعزيبت، الذي قال بأن الحزب يأمل في أن لا يكون الحراك الدبلوماسي الذي تعيشه الجزائر اليوم مرتبط بضغط أو ابتزاز تقوم به الدول الكبرى من أجل الاستقراء على الجزائر والرئيس المقبل لها، ومحاولتهم للتأثير في السياسة الجزائرية مستقبلا مع الرئيس الذي سيحكم الجزائر بعد 17 أفريل الجاري.
وقال المتحدث في السياق ذاته بأن التساؤلات التي يطرحها حزب العمال والطبقة السياسية عندنا بشأن هذا الحراك الذي يتزامن مع المواعيد الانتخابية الكبيرة، مشروعة خاصة وأن الدبلوماسية الأجنبية بغض النظر عن طبيعة وهوية هذه الدول طالما حاولت أن تستثمر في الجزائر من أجل حثها على تطبيق أجنداتها.
الأفالان:"الجزائر بلد محوري وهام ولا يمكن أن يفرط هؤلاء في استقرارها"
اعتبر، حزب جبهة التحرير الوطني، الذي يرافع لصالح المترشح الحرّ عبد العزيز بوتفليقة من أجل الدفع به لسدّة الحكم لعهدة رئاسية رابعة بعد رئاسيات 17 أفريل الجاري، أن الإنزال الأجنبي في الجزائر عبر الوفود الدبلوماسية التي تقبل على الجزائر في السنتين الأخيرتين، تتعلقان بالدور المحوري الذي تلعبه الجزائر بالنسبة للعالم سواء الغرب أو أوروبا أو الدول العربية، حيث وصف المكلف بالإعلام على مستوى الأفالان، السعيد بوحجة، أنّ هؤلاء الدول لا يمكن أن يفرطوا في استقرار الجزائر الذي يعتبر خلاصة 15 سنة حكم للرئيس ومرشح الحزب عبد العزيز بوتفليقة في الرئاسيات المقبلة.
وبالرغم من أن بوحجة رفض أن تعبر هذا الإنزال الدبلوماسي الخارجي في الجزائر وهي تتطلع لتنظيم رئاسيات هامة وفي ظروف غير عادية، مساومات أجنبية إلا أنه لم ينفي الأهمية التي تمثلها الجزائر في المنطقة وحرص هؤلاء على مواصلة هذا الدور في السنوات المقبلة، وهو ما يدفعنا إلى التساؤل عن الشروط التي يمكنها أن تضعها السلطة لهذه الوفود من أجل الدفع بمرشحها لكرسي قصر الرئاسة؟، لكن وعلى حدّ تعقيب المتحدث فإن السلطة تعتبر ما سيسفر عنه الصندوق يوم 18 أفريل الجاري شأنا داخليا ولا يمكن أن تناقشه مع الأطراف الأجنبية مهما كانت مكانتها.
رحابي:"السلطة تخسر أمام كل إنزال ديبلوماسي دعم الشعب لها"
أشار المحلل السياسي والوزير الأسبق، عبد العزيز رحابي، إلى أن الجزائر كغيرها من الأنظمة العربية، لم تعرف كيف تستثمر في الإنزال الديبلوماسي الذي تشهده أمام كل المواعيد السياسية الكبيرة، حيث تعتقد هذه الأنظمة أن باستقدامها لرؤساء دول ووزراء خارجية يمكنها أن تؤثر في الشعب وتحثه على الذهاب إلى صناديق الإقتراع من منطلق أنها تمثل الشرعية الدولية أمام هؤلاء، وهي نظرية خاطئة أثبتت الـ 52 سنة الماضية أننا مخطئون فيها.
واعتبر رحابي الذي شغل منصب سفير في السابق، أن التأثير السياسي الأجنبي على الرأي العام الجزائري، وهو يتطلع لتنظيم استحقاق رئاسي هام وفي وقت حساس تمر به الجزائر التي تعيش انتفاضة داخل بيت الموالاة ومن المعارضة تقدم اليوم نموذجا سيئا عن الغرض الذي دفع بهذه الوفود إلى التواجد بالجزائر وعقد مشاورات سياسية معها حول ما ستقبل عليه بعد 17 أفريل، فهو مهما كان بريئا فإن صمت هؤلاء وتكتمهم على محتوى النقاشات ومحاوره هي التي تزيد من ضعف هذا الجناح أمام سلطة الشعب.
خولة بوشويشي