الوطن

المرشحين يستثمرون في المشاكل الإجتماعية

فيما تبقي حصيلة بوتفليقة الوقود للحملة الإنتخابية في ظل العزوف الشعبي

 

بعد أسبوعين من الحملة الانتخابية لا يزال العزوف الشعبي أهم ما يميز هذه الأخيرة،   بالإضافة إلى الرفض التي يواجهه المرشحين حتى داخل تجمعاتهم الشعبية، والذي تحول في بعض الأحيان إلى إحتجاج،  بالمقابل غير أغلب المرشحين للرئاسيات من وجهة خطابهم بعدما كان مرتكز على الوعود السياسية والحديث عن الديمقراطية وأهمية التغيير عن طريق الصندوق، ليبدأ الحديث عن المشاكل الإجتماعية التي تهم المواطن بالدرجة الاولى على غرار السكن البطالة التكفل الصحي وغيرها، في محاولة منهم لاستقطاب الجمهور الذي يبقي في واد والحملة اللإنتخابية في واد أخر.

إقتصر خطاب المرشحين الستة للرئاسيات وممثليهم على الوعود بالتغيير، في شتى مجالات الحياة العامة خاصة فيما تعلق بظروف الإجتماعية للمواطنين في حين لا تزال حصيلة الرئيس المترشح عبد بوتفليقة هي الوقود للحملة الإنتخابية التي تدخل أسبوعها الثالث والاخير، في ظل عزوف شعبي رهيب  حيث يرتكز خطاب المرشحين الخمسة الأخرين عدا ممثلي بوتفليقة على انتقاد هذه الحصيلة بشكل علني ومباشر أو من خلال أنتقاد النقائص الموجودة في كل قطاع بينما يسعى منشطو الحملة الإنتخابية لبوتفليقة على التذكير في كل مرة بانجازات الرئاسي وحصيلته خصوصا فيما تعلق بالشق الأمني ومكتسبات المصالحة الوطنية، رجال الرئيس يحاولون في كل مرة اللعب على مشاعر المواطنين من خلال حديثهم عن المعروف الذي قدمه بوتفليقة للشعب الجزائري والذي يجب على هذا الأخير أن يحفظه للرئيس من خلال التصويت عليه لعهدة رابعة، كما يؤكد منشطو حملة بوتفليقة أن هذا الأخير هو الرجل الوحيد الذي قدّم برنامجا واضحا للناخبين مقارنة بخصومه، وأن التصويت لصالح الرجل سيُحقّق للجزائر انتصارا ويسمح لها بالحفاظ على مكتسباتها ومن أهمها الإستقرار الأمني، بالإضافة إلى الحديث عن وعود تتعلق بالقضاء على "الحڤرة " بشكل نهائي، ومشكلة السكن والبطالة كما يشدد القائمون على حملة الرئيس كل مرة على ضرورة المحافظة على الوحدة الوطنية، وغلق كل ثغرة أمام أعداء الجزائر، والتي  يمكن استغلالها لزعزعة أمن واستقرار البلاد،  مؤكدين أن السياسة المتبعة من طرف الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة، مكنت الجزائر من استعادة مكانتها في المحافل الدولية، مما جعلها محطة زيارات كبار المسئولين الأجانب، رغم أنهم يصطدمون في كل مرة بمعارضي العهدة الرابعة أخرها ما حدث أمس لمدير الحملة الإنتخابية عبد المالك سلال الذي تعرض موكبه للرشق بالحجارة خلال زيارته ولاية بجاية من أجل تنشيط تجمع شعبي هناك،  هذا ويحاول المرشحين المتبقيين الإستثمار في الجوانب السلبية لحصيلة الرئيس طيلة 15 سنة، حيث يسلطون الضوء في كل مرة على الفساد الذي أنتشر السنوات الأخيرة بالإضافة إلى مشاكل البيروقراطية وعدم إستقلالية العدالة واعدين بتسوية كل هذه المشاكل، وفي هذا الصدد أكدت لويزة حنون خلال تجمع شعبي لها أنه لا يمكن الانتقال إلى الديمقراطية بدون  عدالة مستقلة ومنصفة إزاء جميع المواطنين وأن الجزائر في حاجة لعدالة متحررة من نفوذ وزير العدل ومن سلطة المال ومن الضغوط الصادرة عن الحكومة من أجل معاقبة كل المتورطين في قضايا فساد على غرار وزير الطاقة والمناجم الاسبق شكيب خليل الذي سبق لحنون وأن وعدت بمحاكمته في حال فوزها في الرئاسيات، فيما ركز موسى تواتي هو الأخر على انتقاد النظام أن هذا الأخير تسيره مجموعة افراد تقوم منذ الاستقلال بتعيين رؤساء الجزائر مما أدى إلى غياب انتخابات حرة ونزيهة حقيقية ووجود رئيس للدولة وليس رئيس للجمهورية كما هو منصوص عليه في دستور الجزائر وقوانينها"، محاولا التقرب من المواطن أكثر من خلال خرجات ميدانية لعدد من القرى والمداشر، من جهته يحاول على بن فليس من خلال تجمعاته الشعبية التركيز على برنامج واضح وانتقاد سياسيات وليس أشخاص حيث وضع خلال الأسبوع الثاني من الحملة الإنتخابية خطوط واضحة لبرنامجه واعد بالنهوض بقطاع الفلاحة  كما أكد في أخر تجمع شعبي له في ثاني أسبوع في الحملة بإعادة النظر في سياسية الدعم الفلاحي وتقليص فاتورة الاستيراد وجعل المنتوج الفلاحي الوطني قابل للتصدير، بالمقابل إعتبر عبد العزيز بلعيد من أن "برنامج بناء مليوني سكن في الجزائر برنامج وهمي انتهجته السلطات العمومية بدليل الفضائح في التوزيع التي تشهدها الجزائر في السنوات الاخيرة"، في حين وعد في هذا الصدد بتوفير السكن والقضاء على المشاكل الإجتماعية الأخرى المتمثلة في البطالة والبيروقراطية، نفس الخط يمشي عليه فوزي رباعين الذي سلط الضوء نهاية الاسبوع على نقائص قطاع الصحة مؤكدا نيته في إصلاح هذا الاخير في حال فوزه في الرئاسيات.

س.زموش

من نفس القسم الوطن