الوطن

الحملة الانتخابية تدخل يومها الـ 15 ولا مكان للحوار السياسي بين المروجين لها

 

أعضاء هيئة أركان حملة الرئيس شخصوا الوضع القائم بعد أن غابت الحلول !

تدخل اليوم، الحملة الانتخابية لرئاسيات 17 أفريل الجاري، يومها الـ 15 منذ إنطلاقتها، ولا شيء يدل على أن الوضع سيكون وفق ما يطمح له دعاة العهدة الرئاسية الرابعة، ففي معسكر الموالاة أصبح يدرك منشطوا الحملة الانتخابية الذين هم أعضاء هيئة أركان حملة الرئيس المترشح لهذا الاستحقاق، أن الرئاسيات التي ستجرى بعد أيام معدودة من الآن تأتي في ظروف غير عادية، تمر بها الجزائر، وهي القناعة التي تأكد منها هؤلاء مع مرور الوقت خاصة وأن الأسبوع الثاني من تنشيطهم للحملة الانتخابية، ميزه حراك واسع للرافضين للعهدة الرئاسية الرابعة وصل حتى معاقلهم ووسط تجمعاتهم التي قاموا بها طوال عمر الأسبوع المنقضي، وهو الذي دفعهم إلى الردّ على هؤلاء بدل تقديم حوار سياسي يرافع لصالح البرنامج الانتخابي الذي يطمح من خلاله المرشح الحرّ للموعد لافتكاك تأشيرة المرور نحو قصر المرادية لعهدة رئاسية رابعة.

وشكل خطاب"الردّ" عبر أسلوب الشتم والقصف في معسكر المولاة، الميزة الرئيسية لمنّ نشطوا التجمعات الشعبية في مختلف ربوع الوطن طوال الفترة المنقضية من الأسبوع الثاني من الحملة الانتخابية، حيث تفرغ هؤلاء خاصة وزراء الحكومة المنضوون في هيئة الأركان سواء الحاليين أو الذين تخلوا عن حقيبتهم الوزارية من أجل تنشيط حملة الرئيس كعبد المالك سلال، عمار غول وعمارة بن يونس، إلى انتهاج هذا الأسلوب بدل الرهان على الحوار السياسي الذي يفترض أن يقدمه هؤلاء لباقي التشكيلات المنخرطة في المشهد السياسي الجزائري، والدفع بمرشحهم إلى الواجهة التي واصل الغياب عنها إلى حدّ الساعة مكتفيا بتوجيه الرسائل للشعب الجزائري ولخصومه فيما فضل أن يقدم نفسه للوفود الدبلوماسية الأجنبية التي تزور الجزائر في ثوب المرشح القادر على مواصلة مسار الاستقرار الذي جاء به منذ 1999 التي تم فيها انتخابه كرئيس للجمهورية، وهو الأمر الذي أثار حفيظة الطبقة السياسية التي أشار بعض من تحدثنا معهم بأن الرئيس المترشح يتصرف وكأن شعبه لا يعنيه، وبدل أن يتفرغ لتبرير موقفه من حركات الاحتجاج والرفض التي يتعرض لها، وقال في هذا السياق المحلل السياسي محمد أرزقي فراد في تعقيب له على الموضوع أنّ هناك شبه رفض ليس للمترشح الطامح لعهدة رئاسية رابعة فقط بل رفض لهذا المحيط الذي ناب عنه في تنشيط حملته الانتخابية التي تشارف على الانتهاء.

وقال فراد في السياق ذاته أنّ هؤلاء تفرغوا للدفاع عن برامج كان يمكن  أن تجسد في الـ 15 سنة الماضية، لكن الرئيس والحكومة عجزت عن تحقيقها طوال تلك الفترة ولا يمكنها اليوم أن تعطي الانطباع بأنها قادرة على تحقيق ذاك في العهدة الرئاسية الرابعة، وأشار المتحدث أن هناك شبه نفور من التجمعات التي ينشطها أعضاء هيئة حملة الرئيس المترشح للاستحقاق الانتخابي المقبل، وهو ميزة الأسبوع الثاني من الحملة، التي تفرغ فيها هؤلاء لتشخيص الوضع القائم دون تقديم الحلول التي يطالب بها الجميع سواء الشعب أو الطبقة السياسية المعارضة له ولترشحه.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن