الوطن

لعمامرة: لا توجد أي علاقة بين الزيارة والانتخابات لأنها أمر داخلي يخص الجزائر وحدها

فيما تم تحوير تصريحات المبعوث الأمريكي ثم اعتباره بـ"خطأ" المترجم

 

كيري:واشنطن تطمح في إجراء رئاسيات في كنف الشفافية ووفق المعايير الدولية 

حضر، ملف رئاسيات منتصف الشهر الجاري، بقوة في تصريحات كل من وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة والأمريكي جون كيري، على هامش أشغال قمة"الحوار الاستراتيجي الجزائري /الأمريكي"، الذي عقد بالجزائر خلال الساعات الماضية، حيث حاول الطرف الجزائري اعتبار المسألة شأنا داخليا ولا تحمل أبعادا ذات علاقة بالرئاسيات، مؤكدا على أن الانتخابات أمر داخلي يخص الجزائر وحدها، وهو الأمر الذي قابله ردّ أمريكي بالتأكيد على أن واشنطن تأمل وتطمح في إجراء رئاسيات في كنف الشفافية ووفق المعايير الدولية المعمول بها، وهو الأمر الذي حاولت وكالة الأنباء الجزائرية تحويره في تغطيتها للحدث.

وعمدت الوكالة التي تعتبر هيئة إعلامية رسمية، إلى تحريف تصريحات كيري، فيما يخص الرئاسيات المقبلة، وبدل أن تشير إلى أن واشنطن"تطمح أو تأمل في أن تجري الانتخابات الرئاسية في كنف الشفافية ووفق المعايير الدولية المعمول بها "، كما نقلته مصالح الخارجية الأمريكية عبر موقعها الإلكتروني وكتبت أن كيري قال"إننا مرتاحون لكون الانتخابات الرئاسية المقررة في 17 أفريل تجري في إطار الشفافية"، وهي الأمنيات التي سارعت الهيئات الرسمية الأمريكية إلى نفيها من خلال تسليطها لضوء على حيثيات التصريح الصحفي الذي قاله مبعوثها للجزائر، وفي أول ردّ فعل عن الخطوة نفى مدير وكالة الأنباء الجزائرية أن تكون مصالح مؤسسته من قامت بتحريف الكلام مشيرا في تصريح له لموقع"كل شيء عن الجزائر"، بأن الخطأ تسبب فيه المترجم الخاص الذي رافق المسؤول الأمريكي إلى الجزائر، مشيرا إلى أن مصالحه ستقوم بنشر التسجيل الصوتي فور توفره للتأكيد على نية الهيئة التي يشرف عليها.

وبين الرؤية التي تقدم بها جون كيري حول الرئاسيات وبين الرؤية التي تسوق لها السلطة، كان ملف الرئاسيات في صلب المواضيع الذي جمعت على مدار ساعات طويلة، جمعت بين وزير الشؤون الخارجية جون كيري والرئيس عبد العزيز بوتفليقة وعدد من إطارات الدولة يتقدمهم رئيس وزير الدولة أحمد أويحيى الذي تقوم مصادر مقربة منه في تصريح لها لـ"الرائد"، أن المبعوث الأمريكي استفسر عن الحراك الشعبي الذي يحدث في الشارع وفق ما أشارت له تقارير السفارة الأمريكية ومنظمات غير حكومية ناشطة هنا بالجزائر، التي قدمت تقارير عن الحراك الشعبي في الشارع الجزائري منذ إعلان ترشح الرئيس لولاية رئاسية رابعة، فيما رفضت مصادرنا التعليق على الردود التي تلقاها هذا الأخير والوفد المرافق له من قبل أويحيى.

وبالمقابل كشف كيري ولعمامرة في تعقيب لهما عن أهم المحاور التي تناولها الطرفان في هذا اللقاء، خاصة في الشق المتعلق بالرئاسيات حيث أوضح كيري الرؤية التي تفضلها أمريكا في الجزائر وهي تتطلع لتنظيم هذا الموعد الانتخابي الهام، حيث قال ممثل الخارجية الأمريكية بأن دولته "تتطلع إلى إنتخابات تتسم بالشفافية بما يتماشى مع المعايير الدولية، وسوف تعمل الولايات المتحدة مع الرئيس الذي يختاره أن الشعب  وبالشكل الذي يقود إلى المستقبل الذي تستحقه الجزائر وجيرانها وهو مستقبل يستطيع فيه المواطنون ممارسة حقوقهم المدنية والسياسية"، أما ممثل الخارجية الجزائرية فقد أكد على الأهمية التي تكتسيها المرحلة مشيرا إلى أن الرئاسات أمر داخلي يخص الجزائر وحدها وهو الأمر الذي رفض كيري التعليق عليه مكتفيا بالردّ على السؤال المتعلق بالحدث من منطلق تطلعات بلده.

هذا وشكلت محاور أخرى تحوز على اهتمام مشترك محور النقاشات كقضايا الإرهاب، والتعاون الأمني خاصة في ما يخص منطقة الساحل التي قال بأن الجزائر تبذل جهودا كبيرا فيها، كما جدد لعمامرة تأكيداته على خيارات الجزائر فيما يعلق بالحراك الأجنبي بدول الجوار حيث أوضح على أن الجزائر لازالت تتمسك بخيار عدم مشاركتها خارج الحدود بوحدات قتالية.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن