الوطن

أمير قطر في الجزائر لوضع آليات اتفاقيات اقتصادية هامة

أطراف تربط الزيارة بالانتخابات ورياح التغيير وترحيب شعبي بها

لماذا التخوّف من زيارة أمير قطر للجزائر؟؟ 

وصل أمس أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، للجزائر في زيارة رسمية جاءت بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، سيبحث خلالها سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والوسائل الكفيلة بتدعيمها وترقيتها في شتى المجالات، وقد حظيت هذه الزيارة باهتمام كبير من الطبقة السياسية بالجزائر وكذا المرشحين لرئاسيات 2014، حيث وصفت من البعض المتحامل على تنامي دور قطر العربي والدولي  بأنها تحمل خلفيات غير معلنة، خاصة وأنها جاءت في تزامن مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، بالإضافة إلى اقتراب موعد الرئاسيات والظروف المحيطة بها في الجزائر، وكذا الغموض الذي يكتنف مستقبل البلاد بعد موعد 17 أفريل المقبل.

سبقت زيارة الأمير القطري للجزائر العديد من ردود الأفعال، حيث رفضت بعض الأطراف السياسية في الجزائر وخاصة الفرنكوفونية والمرتبطة بالسياسات الفرنسية هذه الزيارة في هذا التوقيت بالذات والجزائر مقبلة على انتخابات رئاسية غير عادية بفعل حالة الاحتقان في الشارع الجزائري، والرفض الذي خلقه ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة، لتستبق هذه الأطراف الحديث عن ربيع عربي جزائري، خاصة وأن زيارة أمير قطر التي جاءت مصاحبة لزيارة وزير الخارجية الامريكي .

ويعتبر التعاون الجزائري القطري في كثير من المجالات متميز، حيث تعد قطر أكبر مستثمر في الجزائر سنة 2013، هذا التعاون الاقتصادي طوره تقارب في الرؤى السياسية بين البلدين، رغم كل ما تحاول بعض المنابر ان تتهم به قطر من ضلوعها في الاضطرابات، التي مست الدول العربية تحت غطاء ما يسمى بالربيع العربي، والاتهامات التي وجهت لها بأنها تسعى لتتزعم الساحة العربية، والاضطلاع بدور الناطق الرسمي لها،  كل هذه الاتهامات جعلت الطبقة السياسية في الجزائر متخوفة من أي تقارب جزائري-قطري أو أي زيارة قطرية للجزائر، خاصة وأن الظرف الذي تمر به البلاد والاضطرابات التي عرفتها الفترة الأخيرة واتساع جبهات المعارضة للسلطة والمطالبة بإسقاط النظام وتبني مرحلة انتقالية، تنمي كل مؤشرات الربيع العربي، وإن كان الجزائريون واعين أن الربيع العربي على طريقة سوريا ومصر لن ينفع الجزائر في شيء. 

رغم أن قطر من خلال مواقفها السياسية ودعمها المادي، أكدت في العديد من المرات أن ما تمر به المنطقة العربية والعالم من أوضاع سياسية واقتصادية متغيرة تجعلها أكثر قناعة وإدراكا لأهمية العمل معا لتحقيق مزيد من التعاون والتقارب في جميع المجالات وعلى كل المستويات، القناعة التي دفعتها للعب دور كبير في العملية السلمية في دارفور، كذلك موقفها من الانقلاب في مصر والداعم للشرعية في هذه الأخيرة، بالإضافة إلى تأكيد موقفها تجاه دعم قطاع غزة، رغم ضغوطات العربية والدولية التي تمارس ضد قطر بسبب هذه المواقف والتي وصلت إلى حد سحب سفراء دول عربية، لم تلعب سابقا دورا مؤثرا ولم تمارس سوى بعثرة للجهود العربية،كما ان هذه المواقف اكسبت قطر تعاطف شعبي عربي واسلامي غير مسبوق وهي تلقى كل الدعم في مساعيها ومواقفها الداعمة لحق الشعوب في اختيار حكامهم ودعم حركات التغيير السلمي كما ان استمرار قطر في دعم الشعوب والانظمة المحاصرة مثل السودان وفلسطين نزع عنها كل شبهات التعاطي مع القوى الاستكبارية في العالم .

ان تخوفات البعض وحملاتهم الاعلامية ضد قطر هي من اطراف معروفة بعدم شرعيتها الشعبية ،ولهذا يتوقع الكثير من الجزائريين استمرار التعاون الثنائي بين البلدين ولا ينسى الجزائريون المواقف المشرفة في فترة العشرية السوداء من قطر الشقيقة ودعمها للجزائر في تلك الفترة وكذلك التمييز القطري في الموقف اتجاه الصحراء الغربية عكس المنظومة الخليجية ككل .

 

 

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن