الوطن
مراسلة كيري... دعوة للتدخل أم محاولة لوضع أمريكا في الصورة؟
في ظل الأوضاع الداخلية المضطربة وقبل أسبوعين من الانتخابات الرئاسية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 02 أفريل 2014
تحرك بعض السياسيين من المرشحين المقصيين لرئاسيات أفريل وكذا منظمات مجتمع مدني، من أجل وضع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي يقوم بزيارة للجزائر في صورة ما يحدث داخليا، والجدل الذي خلقه ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة، حيث راسلت هذه المنظمات والشخصيات جون كيري، من منطلق قناعتها أن زيارة كيري للجزائر لم تأت فقط بهدف تفعيل التعاون الإستراتيجي بين البلدين، وإنما من أجل الانتخابات الرئاسية ودعم أمريكا للعهدة الرابعة، رغم تأكيد الأطراف الرسمية أن الزيارة عادية، حيث تطالب هذه المنظمات والشخصيات جون كيري بعدم التدخل لصالح طرف ضد الآخر، رغم أن مثل هذه الخطوة يمكنها أن تقرأ على أنها دعوة للتدخل الأمريكي في الشؤون الداخلية.
وأثارت زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للجزائر في هذا الوقت الكثير من ردود الافعال والتصريحات، التي انتقدت هذه الزيارة خاصة في ظل الموقفين المتضاربين في شأن ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة. وكانت زعيمة حزب العمال لويزة حنون والمرشحة لرئاسيات 2014 أول من تطرق لهذه الزيارة في إطار خطابها المرتكز على الأجندات الخارجية، والمحذر دائما من التدخل الاجنبي في الشؤون الداخلية للجزائر، حيث قالت حنون على مدار أسبوع في إطار حملتها الانتخابية، أن زيارة كيري جاءت لتوريط الجزائر وهي تعيش ظرفا صعبا في ظل اقتراب الرئاسيات. من جهته تطرق وزير الخارجية الاسبق مولود حمروش بداية الاسبوع لهذه الزيارة حيث قال إنها تثير العديد من الشكوك، وكذلك اختلفت آراء رجال السياسية بين من اعتبرها مؤشرا كبيرا على تدخل الإدارة الامريكية في الانتخابات الرئاسية وتصورها على أساس تزكية أمريكية لعهدة رابعة، وبين من اعتبر أن كيري جاء للجزائر للتعبير عن موقف بلده الرافض للأوضاع الداخلية في الجزائر وترشح بوتفليقة لعهدة رابعة رغم الرفض الشعبي. هذا واختارت بعض المنظمات الشعبية وكذا بعض المرشحين المقصيين من رئاسيات 2014، وضع كري ومنه الولايات المتحدة الامريكية في الصورة، من خلال فتح قنوات حوار مع الخارجية الأمريكية وشرح موقف هذه الأطراف الرافض للعهدة الرابعة، حيث راسلت ما يسمى الحركة الشعبية الحرة لشباب الجزائر جون كيري مذكرة إياه بضرورة الاستماع إلى كافة وجهات النظر، والحساسيات التي أفرزها ترشح الرئيس بوتفليقة حتى لا يقع ضحية تقييم خاطئ للوضع، مثلما وقع للوزير الأول الفرنسي جون مارك أيرو. كما نشر المترشح المقصي من الانتخابات الرئاسية رشيد نكاز عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك"، نداء إلى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، بهدف حثه على الاجتماع بكافة المترشحين الستة لرئاسيات 17 أفريل 2014 بالإضافة إلى الفاعلين السياسيين الحاليين. من جهته بعث المرشح المقصي من رئاسيات 2014 علي بن واري رسالة مطولة نشرت عبر وسائل الإعلام موجهة لأوباما، حيث اشتكى بن واري النظام عند أوباما، متهما إياه بتزوير الانتخابات الرئاسية كل مرة. ولعل محاولة مراسلة جون كيري لم تكن سديدة بالنسبة للبعض، حيث يمكن لها أن تقرأ انها بمثابة دعوة للتدخل الاجنبي من طرف مناهضي العهدة الرابعة، بينما يتمسك النظام المتهم من طرف هؤلاء بتلقيه الدعم من أطراف خارجية لتمرير مشروع الرابعة،في حين أن زيارة كيري تدخل في إطار عمل أي دولة لها علاقات مع دول أجنبية.
س. زموش