الوطن

واشنطن تسعى لانخراط أكبر في احتواء مد الإرهاب المتطرف

كيري في الجزائر... الأبعاد الأمنية والاستراتيجية

نقل البيت الأبيض ثقله إلى الجزائر منذ دخول منطقة الساحل الإفريقي في اضطرابات لا نهاية لها بعد تدخلات عسكرية مباشرة في ليبيا وشمال مالي أصبحت مثار تهديدات أمنية لمصالح إدارة اوباما وشركائها، الأمر الذي ما فتئت تعبر عنه صراحة في أكثر من مناسبة عبر أجهزتها الدولية ليبقى رهانها في المستقبل على الجزائر "صمام الأمان". 

وليس من العبثية أن تعلن واشنطن عن إطلاق الحوار الاستراتيجي الذي نظمته في أكتوبر 2012 حيث كان يترأسه من الجانب الجزائري وزير منتدب ومن الجانب الأمريكي مساعد وزير الخارجية. فنظرا للأهمية القصوى للجزائر من الجانب الجيو استراتيجي يراهن "العم سام" عليها لكبح نفوذ المنظمات الإرهابية المتشددة كما تصنفها الإدارة الأمريكية، خصوصا بعد هجوم تيغنتورين الإرهابي وقيادة فرنسا تدخلا عسكريا خلق بؤرة توتر جديدة في عمق الساحل، كانت ليبيا هي الأخرى موقعا لتنفذ مليشيات مسلحة غنمت 

ترسانة من الأسلحة الفتاكة المهربة من مخازن القذافي. ومثلما يرى مراقبون أمريكيون فإن كيري يصل إلى الجزائر من أجل الوقوف على مسألتين أساسيتين، الأولى مسألة مكافحة الإرهاب، خاصة ما يتعلق بالوضع حاليا بمنطقة الساحل، حيث تلعب الجزائر دورا هاما ومحوريا في المنطقة، في حين أن المسألة الثانية تتعلق بموضوع "الانتقال الديمقراطي" في العالم العربي. وسوف يحاول في الشق المتعلق بالأمن كيري إقناع كل من الرئيس عبد العزيز

بوتفليقة، وأيضا وزير الخارجية رمطان لعمامرة والعديد من المسؤولين الجزائريين، بمد يد العون لجيرانها سواء في ليبيا أو تونس ومالي من أجل ضبط الحدود والاستقرار. ويجزم محللون للعلاقات الثنائية بين واشنطن ومنطقة شمال إفريقيا أن الهاجس الأمني سيكون حاضرا بقوة في المحادثات الثنائية، التي ستجمع المسؤول الأمريكي ونظرائه  الجزائريين، وأن كيري سينقل وجهة نظر البيت الأبيض فيما يتصل بالحرب ضد الإرهاب في منطقة الساحل، وسيحاول الحصول على أكبر ما يمكن من انخراط الجزائر في أجندة واشنطن لاحتواء المد الإرهابي المتطرف بمنطقة الساحل.

م. اميني

من نفس القسم الوطن