الوطن

بوتفليقة مخطئ إن كان يعتقد أن زيارة جون كيري ستخدمه

الدبلوماسي ووزير الاتصال الأسبق عبد العزيز رحابي يصرح لـ "الرائد"

 

يتساءل الدبلوماسي والوزير الأسبق للاتصال عبد العزيز رحابي عن سبب زيارة كاتب الدولة للخارجية الامريكية جون كيري إلى الجزائر في هذا الظرف بالذات، حيث تشهد الجزائر تنظيم انتاخابات رئاسية، وبرأي الوزير فإنه لا أمريكا مستفيدة من هذه الزيارة ولا حتى بوتفليقة، وقال رحابي في هذا الجانب إن هذه الزيارة لم تبرمج في وقتها، لأنه وبسحب الأعراف الدبلوماسية وطقوس الزيارات الدولية من هذا الحجم، أن تقوم الحكومة الجزائرية بالتشاور مع نظيرتها الأمريكية قبل تحديد موعد الزيارة، خاصة إذا علمنا بأن الجزائر منشغلة بأمور داخلية (تنظيم رئاسيات)، فكان الأولى على الجزائريين أن يقولوا "نحن في فترة انتخابية". 

ورجح رحابي في تصريح ليومية "الرائد"، بأن تكون واشنطن قد مارست ضغوطا على الجزائر كي تبرمج الزيارة في هذا الظرف بالذات، بينما تكون السلطات الجزائرية قد وضعت في حسبانها بأن زيارة جون كيري قد تخدم بوتفليقة المترشح لعهدة رئاسية أخرى، حيث يريد -كما يتوقع رحابي- أن يلتقي كيري بأحزاب المعارضة في الجزائر. ويرى الدبلوماسي الأسبق رحابي بأن بوتفليقة يريد من خلال الزيارة التي سيقوم بها جون كيري للجزائر أن يرسل اشارات لعدة أطراف في البلاد، ابرزها الجيش، والمعارضة، ومفادها بأن الولايات المتحدة تؤيده، لكن هو في الحقيقة مخطئ حسب رحابي، إذ أن الشارع العربي والجزائري يرفض ولا يحب أمريكا لأنها تؤيد إسرائيل في احتلالها لأرض فلسطين. وبما أن القضية الفلسطينية محل اجماع وطني فيما يتعلق بالسياسية الخارجية للجزائر، كان يجدر بالرئيس بوتفليقة أن يضع هذا في الحسبان، وهو ضرورة الحفاظ على هذا الاجماع، لأن أي اخلال بهذا الأخير قد يخلق جدلا واسعا في الداخل، سواء شعبيا أو سياسيا كما كان يحدث في كل مرة. أما فيما يتعلق بالأجندة التي يكون جون كيري قد وضعها لزيارته للجزائر في اطار جولته للمنطقة، يعتقد عبد العزيز رحابي بأن كيري قد يفتح ملف تطبيع العلاقات الجزائرية-المغربية لبحث تذليل عقبات تطويرها، بما أن المغرب حليف استراتيجي أكثر من الجزائر، خاصة لما يتعلق الأمر بعلاقات المملكة المغربية بإسرائيل، فالجزائر ليس لها دور في الوساطة بين الفلسطينيين وإسرائيل، بينما المغرب بحكم علاقاتها بهذه الأخيرة تكون في نظر واشنطن أهم من الجزائر. وبغض النظر عن الحوار الاستراتيجي بين أمريكا والجزائر فيما يتعلق بالتعاون الثنائي في مجالات عدة منها الاقتصاد، إلا أن الزيارة -حسب رحابي- ستفتح ملفات استراتيجية أخرى كالأزمة في أوكرانيا والشرق الأوسط. أما الملف الأمني فواشنطن تريد من الجزائر لعب دور في الساحل بحكم خبرتها في محاربة الإرهاب لكن الأمر ليس كما يظن الكثير، بل على العكس، أمريكا تعطي للجزائر تفويضا كي تكون عينها على الارهاب في المنطقة، أي محاربة التنظيمات الجهادية والقاعدة عن طريق امكانيات جزائرية أو حرب بالوكالة فقط.

مصطفى. ح  

من نفس القسم الوطن