الوطن

فرسان رئاسيات 2014 يتنافسون لكسب ود "الفيس"

تصريحات لقيادات من الفيس تؤكد على الوجود التنظيمي والسياسي للحزب

 

يسعى، مترشحو رئاسيات الـ 17 أفريل الجاري، إلى كسب ودّ القيادات الحالية للجبهة الإسلامية للإنقاذ، من منطلق أنها تحوز على وعاء انتخابي معتبر في الشارع الجزائري وتعتبره الكثير من الأطراف بأنه من القوى الأساسية فيه، حيث يحاول هؤلاء على جميع مشاربهم السياسية وتوجهاتهم الأيديولوجية والفكرية المساهمة في إعادة بعث نشاط الفيس من جديد سواء السلطة عبر مرشحها عبد العزيز بوتفليقة أو عبر باقي المرشحين الذين حاول كل واحد منهم أن يقدم أطروحات بخصوص هذه القضية، من خلال خطابات ورسائل مشفرة حاول كل طرف أن يستعرض ما توصلت له المفاوضات التي تجريها نيابة عنه أطراف أخرى مع قيادات هذه الأحزاب التي أكد من تحدثنا معهم على وجود هذه المشاورات التي يبدو أنها لازالت لم تتبلور بعد بالشكل المطلوب لدى هذه القيادات ولدى هذه الجهات أيضا التي تبحث عن خيار النجاح عبر هذا الوعاء الانتخابي، الذي دخل اليوم في مرحلة تنظيم هياكله بشكل محسوس وملموس تحسبا لعودة وشيكة له، ولعل الاختلاف هذه المرة في المشاورات هو أن فرسان رئاسيات أفريل الجاري هي التي حاولت أن تكسب ودّ هذا الوعاء وهي التي بادرت بفتح قنوات التواصل معهم خاصة وأن هناك تطورا في لغة الخطاب المسوق من قبل هذه القيادات التي تنشط في الداخل والخارج أيضا، حيث وأمام بداية العد العكسي لتنظيم هذه الاستحقاق الهام، ذكر الحزب "المحل "في نشاطات المترشحين لرئاسيات 17 أفريل عملة رائجة لدى الفرسان الستة لهذا الاستحقاق، من خلال دغدغة مشاعر قاعدة الفيس ، فباستثناء منشطي حملة الرئيس المترشح الذين لم يجرؤ أحدهم على ذكر الحزب المحل لحدّ كتابة هذه الأسطر، فإن باقي المترشحين على اعتبار أنهم لا يملكون قاعدة شعبية أضحى أساسيا بالنسبة لهم أن يتوجه اهتمامهم للقاعدة التي لا تملك قيادة رسمية ممثلة في"الفيس"، وأصبح التركيز الرئيسي عليهم في هذه الأيام.

ومن خلال قراءة للخطابات التي يسوقها المترشحون للرئاسيات، حول هذا الحزب، يتوضح أن الخطاب يحوز على مبادرات لاستقطاب قياداته من أجل توسيع أبواب الحوار حول المصالحة الوطنية، وبشكل علني، وهو ما يؤكد نية لدى جميع القوى بأن الرئاسيات المقبلة ستكون عكس ما حدث من قبل، ولم يعد الأمر حين نتحدث عن الجبهة الإسلامية للإنقاذ مرتبطا بملف تسوية الأزمة الوطنية وإنما بدأت تطرح قضايا أكثر بعودة الفيس للنشاط وأكثر من شواهد تؤكد على هذه العودة، منها ما أشار له القيادي في الجبهة "علي بلحاج" بوجود مشاورات ونشاطات لدى هذه القيادات وإن كانت بشكل غير رسمي، بينما حاول القيادي الآخر الهاشمي سحنوني اعتبار هذه اللقاءات غير رسمية، لهذا لا يمكن الحديث عن عودة مرتقبة لهذا التنظيم اليوم وعلى الجميع انتظار ما ستحمله باقي الأيام التي تسبق تنظيم هذه الرئاسيات.

وبالمقابل توضح مصادر على اطلاع بملف الفيس أنّ هناك أنباء على أن مجلس الشورى بدأ يجتمع من حين لآخر، وهناك تفعيل للهياكل الولائية للفيس على المستوى الوطني وعبر الولايات في مرحلة أولية، كما أن هناك تأكيدات على أن هذه الأمور تتم بعلم من السلطة التي لم تمنع هذا الحراك الذي يقوم به بعض قيادات الفيس، كما أن مسألة وجود اتصالات بين هذه القيادات وبين المترشحين أو ممثلين عنهم أو مع الأطراف التي تبنت المقاطعة كخيار يوضح أن مسألة عودة الفيس أصبحت اليوم حقيقة وأمرا واقعيا الآن وما يحدث من مخاض سياسي بين هؤلاء سينتج عنه الترتيب لعودة هذا التنظيم تحت أعين السلطة وبتدخل منها أيضا، وهو ما حاولنا أن نطرحه لدى عدد من قيادات الجبهة التي أكدت على أن العودة المرتقبة لتنظيمهم ستأخذ شقين تنظيميا وآخر سياسيا، وهو ما يعمل عليه الجميع اليوم.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن