الوطن

سياسيون: الجزائر تشهد مخاضا سياسيا لم تعشه الاستحقاقات الانتخابية من قبل

جسدتها خطابات أنصار الموالاة ودعاة المعارضة

 

يرى عدد من المحللين السياسيين أن الحملة الانتخابية التي دخلت في أسبوعها الثاني، قد أفرزت تحالفات أضعفت الحملة الانتخابية خاصة لدى مرشح الموالاة التي اجتمع لدعمه عشرات الشخصيات السياسية والأحزاب بالإضافة إلى الوزراء في الحكومة الحالية، خاصة على مستوى الخطاب المسوق من قبلها لدى عامة الشعب طوال الأيام الماضية، وهو خطاب حمل كلاما لم يرقى للمستوى المطلوب بحسب ما أشار له عدد من المحللين السياسيين الذين سألتهم"الرائد"، حيث أكد هؤلاء على أن بعض المرشحين استعملوا عنفا لفظيا ودخلوا في خطابات عقيمة اختلطت فيها الحسابات السياسية مع الشخصية.

يقول المحلل السياسي سليم قلالة، أن مستوى الخطاب السياسي الذي تبناه مترشحوا رئاسيات 2014 أو بمعنى أصح مساندوا المرشح الحرّ لهذا الاستحقاق عبد العزيز بوتفليقة الذي يحوز على أرمادة من المتحدثين باسمه والمدافعين على مشروعه، في نزول مستمر، تراوح بين الشتم أحيانا وأحيانا أخرى الطعن في مبادرات المعارضين لمشروعهم مهما كانت، سواء التي تأتي من المعارضة السياسية أو تلك التي تأتي من الشارع، وقال المتحدث أن هذه الخطوة أظهرت غياب الفكر السياسي والمشروع والرؤية لدى هؤلاء الذين وجدوا أنفسهم يدافعون عن مشاريع هم عاجزون عن تطبيقها على أرض الواقع خاصة وأنهم يدافعون عن برنامج مترشح كان في سدّة الحكم لـ 3 عهدات رئاسية كاملة.

واعتبر المتحدث أن الخطابات التي يسوق لها هؤلاء أضرت بالمترشح أكثر مما خدمته، بالنظر إلى أن مستوى الخطاب اختلف بين مدافع عن مشروع المترشح ومدافع آخر عن نفس المشروع ونفس المترشح، حيث أكد هؤلاء عن عجز في توصيل الأفكار وصياغة الخطاب السياسي.

من جهته أشار المحلل السياسي محمد أرزقي فراد، أن الطبقة السياسية لاحظت عن كثب خلال الأسبوع الأول من مرور الحملة الانتخابية بوجود فتور في الاقبال على التجمعات الشعبية بعد أن طفت في الساحة وبشكل لافت ظاهرة التنابز بين القوى السياسية التي تنشط هذه التجمعات، وبدل أن يتفرغ هؤلاء للرهان على البرنامج الذي يسوقونه خاصة حلفاء المرشح الحرّ عبد العزيز بوتفليقة تفرغ هؤلاء للردّ على الحراك الرافض لهم ولمرشحهم، سواء من قبل القوى السياسية أو القوى الشعبية التي انتفضت في أكثر من محطة لقول"لا للعهدة الرابعة".

وأشار المتحدث في السياق ذاته أن هناك التركيبة البشرية التي راهن عليها المرشح عبد العزيز بوتفليقة والتي تختلف إيديولوجيا فيما بينها خاصة في حالة عمار غول وعمارة بن يونس الذين تكفلا بالاشراف على حملة المترشح بشكل جماعي لاحظنا وجود فوارق كبيرة بينهما وبين الخطاب الذي يسوقانه معا، وهو ما لم يستسغه المتلقي الذي حافظ على تفعيل نظرية العزوف عن حضور هذه اللقاءات فيما فضل آخرون المشاركة فيها والردّ على ما جاء به هؤلاء داخل القاعات وقد شاهدنا أكثر من تدخل للمواطنين الرافضين لمستوى الخطاب السياسي المنتهج ولغة الخشب التي يأتي بها هؤلاء الساسة في المواعيد الانتخابية.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن