الوطن
المترشحون ينزلون بخطاباتهم إلى الحضيض لإستمالة الناخبين
بعضهم يستعمل لغة السب والآخرون لغة الشارع والتغني بالماضي البعيد...
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 31 مارس 2014
بين لغة الوعود خارج نص البرنامج الإنتخابي، إلى عبارات رنانة فارغة من المحتوى، تحكي أمجاد ماض لا يفقهه كثير من شباب اليوم من جيل " الإنترنت "، إلى خطاب السب والشتم في حق هذا المرشح أو ذاك، ارتسم مشهد أقل ما قيل عنه أنه بعيد عن لغة الخطاب الحقيقي الذي يمكنه أن يستميل الناخب الجزائري للذهاب للتصويت، ومال الخطاب إلى لغة " أنا منقذكم الأعلى... سأجعل لكم البلد جنة ...وغيرها من لفظات يصيغها المرشحون لإستحقاق 17 أفريل، لغة التهديد والوعيد والتغريد خارج اهتمامات الشارع الجزائري الذي بدى أنه غير معني بمشهد سياسي لا يرقى لمستوى طموحاته.
اختلطت لغة مرشحي الرئاسيات أو منشطي حملتهم في التجمعات عبر الولايات، بلغة السب والشتم والبكاء على الماضي، فمنهم من فضل استعمال لغة الشارع للرد على منافسه، في حين، عوض الإرتقاء بلغة خطاب مقنع لاستمالة الناخبين، فضل السواد الأعظم من مرشحي الرئاسيات أو منشطي حملاتهم الإنتخابية إلى النزول لمستوى الخطاب السياسي إلى الحضيض، ظنا منهم أن ذلك يقربهم من الجماهير العريضة، " ولهذا يستعملون لغة ضحلة وسطحية باهتة فارغة من كل معنى ومليئة بالديماغوجية " كما قال أحد الأساتذة الجامعيين"، وبرأيه فإن مستوى الخطاب الذي يلقيه المترشحون ضعيف وبعيد عن اهتمامات المواطن الإقتصادية والإجتماعية، ومن المفروض حسبه، أن يتكم المترشح عن برنامج الخمس سنوات المقبلة لا البكاء على الماضي، والأولى أن يتحدث المترشحون عن إيجاد حل لعزوف الجزائريين عن الانتخابات وإعادة الثقة في المسار الديمقراطي، بينما يتضح من خلال ما يقال عبر دقائق من بدء خطاباتهم في التجمعات، أنهم يسهبون في انتقاد مرحلة سابقة من عمر الحاكم السابق دون تقديم بديل ملموس على ما ينتقدونه.
يتبدى من خلال ما يردده بعض منشطوا الحملة الانتخابية أنهم يعيشون خارج هذا العصر بدليل أنهم يخاطبون شبابا دخل قاعات التجمعات لمجرد فضولن فراحوا يخاطبونه بلغة التاريخ والماضي، بينما السواد الأعظم من الشباب هم من جيل ما بعد التسعينات.
ومن بين ما يتسم به خطاب المترشحين الستة، الحديث عن غلطات بعضهم البعض، كما فعلت لويزة حنون زعيمة حزب العمال لما وجهت سهامها نحو بن فليس، وتقول عنه كلاما مستفز ا، بينما يذهب إلى ، وتفرغ كلهم إلى سب بقية المترشحيين كما فعل عمارة بن يونس والوزير الأول المستقيل عبد المالك سلال من خلال تصريحات أنزلت مستوى الخطاب إلى الحضيض، مما جعل الجزئاريين ينفرون من تجمعات حملة المرشح الرئيس بدعوى أن الذين يقومون بالحملة لصالحه يسبون الشعب ويتغنون بأمجاد الماضي دون الحديث عن برنامج متكامل لمستقبلهم. مصطفى. ح