الوطن
المرشحون للرئاسيات يهملون التعاون العربي الجزائري في برامجهم
في ظل تراجع دور الجزائر الريادي في القضايا العربية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 25 مارس 2014
خلت برامج المرشحين الستة للرئاسيات المقبلة من خطوط عريضة للتعاون الجزائري العربي، حيث لم يول المرشحون لمنصب رئيس الجمهورية أهمية كبيرة للسياسة الخارجية رغم أن هذه الأخيرة ليست على ما يرام بسبب مرض الرئيس وعدم تمكن أكثر من ستين سفيرا من تجديد أوراق اعتمادهم بالجزائر وغياب تمثيل حقيقي للطرف الجزائري في أكثر المحافل الدولية أهمية، الأمر الذي جعل دور الجزائر الريادي على الساحة العربية يتراجع، بسبب التركيز على المسائل الداخلية والاضطرابات الاجتماعية والسياسية التي سبقت الانتخابات الرئاسية.
عدا المرشحين الحرين علي بن فليس وعبد العزيز بوتفليقة لم يذكر أي من المرشحين الأربعة الاخرين خطة واضحة لتعزيز التعاون الجزائري العربي ضمن برامجهم الانتخابية، رغم أهمية هذا الأخير باعتبار أن الجزائر كان لها دور محوري في كل القضايا العربية، ولطالما كانت صاحبة المبادرة في معالجة عدد من القضايا على المستوى العربي، إلا أن التركيز على القضايا الداخلية الاقتصادية منها والاجتماعية والتي تهم المواطن والناخب بصفة خاصة جعل المرشحين يغفلون الحديث عن السياسة الخارجية في برامجهم، بالمقابل ذكر المرشح الحر عبد العزيز بوتفليقة أن برنامجه من ناحية السياسة الخارجية يرتكز على تعزيز التعاون مع بلدان الساحل ومساهمة أفضل في توثيق الأمن والاستقرار في هذه المنطقة في إطار تمسك الجزائر بمبادئ عدم التدخل في شؤون الغير وحسن الجوار والتضامن، من جهة أخرى أكد برنامج بوتفليقة على دعمه للشعب الصحراوي من أجل ممارسة حقه الثابت في تقرير مصيره تحت إشراف الأمم المتحدة، كما ستواصل تقديم دعمها الفعال إلى الشعب الفلسطيني لاستعادة السيادة على دولته وعاصمتها القدس الشريف، في حالة انتخاب بوتفليقة لعهدة رابعة، هذا ويرتكز برنامج هذا الأخير في إطار السياسة الخارجية على بعث مسار بناء الصرح الـمغاربي الذي يعد خيارا استراتيجيا دائما لشعوب الـمنطقة وتوثيق روابط الأخوة والتعاون مع بلدان الـمنطقة، وإعطاء دفع للحوار السياسي مع كل البلدان العربية من أجل الـمساهمة في بعث العمل الـمشترك في خدمة الـمصالح العليا للشعوب العربية والأمن القومي العربي، وكذا تعميق التعاون الثنائي مع البلدان العربية التي لا تزال تزخر بقدرة معتبرة على عقد عمليات شراكة ذات فوائد متبادلة، مثلما ستستمر في تجسيد الشراكة الـملموسة والتضامن بين المجموعتين الإفريقية والعربية، من جهته لم يحمل برنامج المرشح الحر علي بن فليس تفصيلا كبيرا في شق التعاون الجزائري العربي بينما تحدث عن تدعيم الخطوات المتخذة في إطار ترقية العلاقات الدولية وتطويرها، خاصة على الصعيد المغاربي والأفريقي وحوض المتوسط وإزاء كل شركاء الجزائر، ومراجعة خريطة التوزيع القنصلي بشكل يتلاءم مع مصلحة الجزائر وحسب تواجد جالية وطنية في البلد المضيف، بالإضافة إلى دفع الدبلوماسية الاقتصادية والثقافية بغية مرافقة التنمية الاقتصادية والاجتماعية عن طريق إحداث بعثات اقتصادية وتجارية في البلدان الرئيسية التي تربطنا بها علاقات شراكة تجارية، وفي البلدان التي تشكل سوقاً واعدة للتصدير، ووضع آليات للتعاون الثقافي والتربوي والجامعي.
س.زموش