الوطن

مسافرون عالقون في محطات القطارات والعمال متمسكون بالإضراب

الإدارة تتفرج.. والمواطن هو "الضحية"

 

تسبب الإضراب الذي شنه أمس سائقو ومراقبو وأعوان القطارات، في شلل تام لحركة القطارات على مستوى العاصمة، أين اضطر المسافرون للتوجه نحو محطات الحافلات، التي اكتظت عن آخرها، في الوقت الذي يواصل العمال إضرابهم، مطالبين بمنحهم مخلفاتهم المالية التي تعود لمارس 2010.

وبلغت نسبة الإضراب الذي دعت إليه نقابة السكك الحديدية، أول أمس، في يومه الأول استجابة واسعة، قاربت نسبة 100 بالمائة، شلت من خلالها مختلف الخطوط، الشيء الذي سبب شللا كبيرا في حركية نقل المسافرين والسلع والبضائع، داعين إدارة المؤسسة الوطنية للسكك الحديدية، بضرورة التدخل العاجل للاستجابة لمطلبهم الذين قالوا بأنه حقهم المشروع.

وأكد عضو بنقابة السكك الحديدية سلامات هامل في اتصال هاتفي مع "الرائد"، بأن الإضراب الذي دعت إليه نقابتهم، قد بلغت نسبته، 100 بالمائة، ما سبب شللا كبيرا في حركية النقل وتذمر كبير وسط المسافرين، داعيا في ذات السياق السلطات المسؤولة بضرورة التحرك العاجل، قبل أن تؤول الأمور إلى ما لا يحمد عقباه وذلك بالاستجابة لمطلبهم الواحد والوحيد، وهو صرف مخلفاتهم المالية العالقة منذ قرابة 36 شهرا، منددا في ذات السياق تماطل الإدارة بعدم الرد عليهم واكتفائها بالسكوت وتجاهلها وتماطلها في إيجاد حلّ ناجع لمطلبهم.

مواطنون عالقون في محطات القطارات

أزمة حادة عاشها سكان الضاحية الشرقية، ممن تعودوا على ركوب القطار للتوجه للعاصمة، فبعد الاحتجاج الأخير الذي شنّه سكان حي محمد الباي بالرغاية، وقطعهم لخط السكة الحديدية على مستوى حيهم احتجاجا على المفرغة العمومية، المقرر إنشائها في الحي، لم يجد سكان الثنية بومرداس بودواو، من حل سوى التوجه لمحطات الحافلات مرورا بالرغاية، التي تحولت إلى محطة لاستقبال الوافدين من الناحية الشرقية، في الوقت الذي استغل أصحاب "الكلونديستان" الفرصة لرفع سقف حقوقهم، أين اصطف هؤلاء أمام محطات الحافلات مستغلين تأخر المواطنين عن مقرات عملهم، ودراستهم بحكم أن عديد التلاميذ يزاولون دراستهم في الأسبوع الأول من العطلة عقب الإضراب، الذي شنه الأساتذة والذي حرمهم من عطلتهم الربيعية كاملة. وفي السياق تقول ليلى من الثنية، إنها ركبت سيارة كلونديستان، من مقر سكناها متجهة إلى رغاية، قبل أن تتفاجأ بشلل تام في حركة القطارات، ما اضطرها لركوب "كلونديستان" آخر إلى مقر عملها بالرويبة، غير أنها وصلت متأخرة على غير عادتها، بعد أن كانت تقلّ القطار القادم من الثنية على الساعة السابعة لتصل في حدود الثامنة إلى عملها، في الوقت الذي تأخر عديد الطلبة عن امتحاناتهم الرسمية التي أجلت بسبب الإضراب. 

 

 

العمال متمسكون بالإضراب 

وأضاف عضو نقابة السكك الحديدية سلامات هامل، أن المشكل بدأ منذ سنة 2010، عندما اعتمدت إدارة الشركة، على شبكة أجور جديدة، فيها اختلالات كثيرة، ثم أعادوا شبكة أجور أخرى، تم من خلالها احتساب تعويضات عن 6 أشهر، في الوقت الذي لا تزال بقية تعويضات 36 شهرا، والتي لم يتسلمها العمال لغاية اليوم، ما جعلهم يقررون الإضراب.

وأضاف ذات المتحدث أنهم راسلوا في العديد من المرات وزارة النقل والمديرة العامة للنقل، لكن من دون أي جدوى، الحالة التي جعلتهم يلجئون إلى الدخول في الإضراب.

 وهددت نقابة السكك الحديدية، بمواصلة الإضراب وسيبقى مفتوحا إلى غاية الاستجابة لمطلبهم قائلا "نحن نطالب من المسؤولين تحقيق مطلبنا قبل العدول عن الإضراب، الذي جرتنا إليه تماطل الإدارة في صرف مستحقاتنا المالية منذ 36 شهرا".

 

الإدارة تلتزم الصمت

شلل تام في حركة القطارات، قابله صمت رهيب من قبل الإدارة، التي وحسب سلامات هامل، لم تكلف نفسها عناء استقبال ممثلين عن العمال المضربين، الذين يتراوح عددهم بين 2000 و2500 عامل، دخلوا منذ صبيحة أمس في إضراب مفتوح، مشيرا إلى أن النقابة قد أودعت إشعارا بالإضراب، ولم تقم الإدارة بأي خطوة بغية التفاوض مع العمال، ومنعهم من الإضراب الذي حسبه عطل مصالح المواطنين، وتسبب في فوضى كبيرة على مستوى مختلف المحطّات، محمّلا الإدارة تبعات الإضراب، أمام عجزها عن الوصول إلى حل يرضي الطرفين، ويحول دون مواصلة العمال لإضرابهم، الذي شل حركة القطارات على مستوى الخطوط التابعة للناحية الجهوية وسط، أي من الشلف نحو العاصمة إلى بومرداس وبرج بوعريريج، على أن ينتقل ليشل جميع الخطوط والولايات مستقبلا، في حال لم تتدخل الإدارة لتسوية وضعية المضربين.

منى. ب

من نفس القسم الوطن