الوطن

الصحافة الدولية ...الأوضاع في الجزائر والرئاسيات المقبلة

رسالة بوتفليقة الأخيرة تحظى باهتمام كبير، وتسليط للضوء على الاحتجاجات المناهضة للعهدة الرابعة

لطالما كان الوضع السياسي بالجزائر يشد اهتمام الصحافة الدولية خاصة الفرنسية منها، حيث استطاعت هذه الأخيرة في كثير من المرات أن تقدم تحليلات واقعية إلى حد ما عن الوضع العام، كما كانت في فترة من الفترات من بين مصادر الخبر بالنسبة للرأي العام الوطني والدولي، عندما كان رئيس الجمهورية المنتهية ولايته يعالج في مستشفى فال دوغراس. بالمقابل تحاول الصحافة العربية أن تكون في قلب الحدث من خلال القنوات التي تملك ترخيصا بالعمل في الجزائر، حيث تمكنت هذه الأخيرة من تغطية مختلف الاحتجاجات التي ناهضت العهدة الرابعة، كما تتابع الوضع الحالي في الجزائر والرئاسيات المقبلة باهتمام كبير من منطلق أنها رئاسيات ليست عادية تحمل رياح ربيع جزائري كما تحاول الكثير من المنابر الإعلامية تصويره.

ودشنت الصحافة الفرنسية الحملة الانتخابية التي بدأت أمس بمقال يتحدث عن الرسالة، التي بعثها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والتي تدخل في إطار إقناع الرأي العام والناخبين بصفة خاصة بموقف الرئيس وتبريره ترشحه لعهدة رابعة رغم حالته الصحية، حيث اعتبرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن الرسالة تعد بمثابة استعطاف للشعب الجزائري، من أجل التصويت لصالح بوتفليقة، كما عادت الصحيفة إلى الاحتجاجات التي اندلعت في عدد من الولايات رفضا للرابعة، مضيفة أن ذلك جاء من منطلق مخاوف عدم تمكن الرئيس من حكم البلاد لخمس سنوات جديدة بسبب حالته الصحية، مركزة في كل فقرة من المقال على سن الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة، حيث ذكر كاتب المقال أكثر من مرتين بأن الرئيس الجزائري المنتهية ولايته يبلغ من العمر 77 سنة، وهو تلميح واضح أن السن وحده بغض النظر عن الوضعية الصحية المتدهورة، يعتبر عائقا أمام رجل في حجم مسؤوليات رئيس للجزائر. صحيفة "لوفيغارو" من جهتها كتبت مقالا عن الرئاسيات المقبلة بعنوان ‘خمسة أسئلة على الانتخابات الرئاسية في الجزائر‘، حيث طرحت سؤالا كيف سيفوز بوتفليقة بالرئاسيات المقبلة، ولماذا هذه الرئاسيات بالذات تحمل كل هذه الاهمية، بالإضافة إلى التساؤل حول دور الجيش وهل يزال صاحب القرار والسلطة في صنع الرؤساء، أم أن التغييرات الأخيرة التي أجراها بوتفليقة قوضّت من سلطة الجيش؟؟.. وطرحت الصحيفة أيضا سؤالا، لماذا عدد الرافضين للعهدة الرابعة الذين يخرجون للتظاهر قليل، وماذا تريد الطبقة السياسية في الجزائر؟، كما تناولت الصحيفة الرسالة التي بعث بها بوتفليقة مساء أول أمس، واعتبرتها دليلا على أن بوتفليقة متمسك بالسلطة، وسيحاول أن يبقى فيها أطول ما أمكن للحفاظ على مصالح محيطه.. هذا وترى "لوفيغارو" أن السنوات الخمس المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة لمستقبل البلاد، ولا سيما مستقبلها الاقتصادي، رغم المكاسب المالية المحققة والتي تسمح للسلطة شراء السلم الاجتماعي وتوزيع المساكن، وزيادة الأجور. من جهة أخرى تابعت كبريات الصحف والمواقع العربية انطلاق الحملة الانتخابية الخاصة برئاسيات أفريل القادم بالكثير من الاهتمام والتحليل والتوقعات، حيث تطرق الموقع الالكتروني لـ " بي بي سي عربية" إلى رسالة بوتفليقة الاخيرة وتأثيرها على حملته الانتخابية، كما حلل الموقع أيضا الظروف التي تعيشها الجزائر حاليا، في ظل ما أسماه الاستقطاب الحاد الذي لم تعرفه الرئاسيات السابقة في الجزائر منذ مدة، معتبرا أن فوز بوتفليقة بكرسي الرئاسة ليس محسوما هذه المرة، مرجعا ذلك لظروفه الصحية وعدم قيامه بنفسه بحملته الانتخابية. من جهة أخرى تحدث موقع "فرانس 24" عن انطلاق الحملة الانتخابية وتنظيم المرشحين الستة لتجمعات في مختلف أنحاء البلاد، وذلك بغياب الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة بسبب مرضه، كما اعتبر الموقع ذاته أن أكثر ما يعكر صفو الحملة الانتخابية للمرشحين، يبقى بعض المظاهرات المناهضة لترشح بوتفليقة وبعض الاضرابات الفئوية. أما بالنسبة لموقع "الشرق الأوسط"، فقد عنون في افتتاحية له أن حملة بوتفليقة الانتخابية معلقة بين فكّي سلال، في اشارة إلى مزحته الثقيلة الاخيرة وما خلّفته من ردود أفعال، وأحداث غرداية، التي يبدو أنها أخذت أبعادا خطيرة، قال عنها الموقع إنها قد تكون شرارة لربيع جزائري محتمل. كما رصد الموقع أيضا بعض الردود من الشخصيات المقاطعة للرئايسات كجيلالي سفيان وعبد الرزاق مقري، اللذين اعتبرا الانتخابات التي انطلقت حملتها الانتخابية أمس، مجرد مسرحية ولكل شخص دور فيها يلعبه ولا يخرج عن النص ولو بكلمة واحدة. من ناحية أخرى خصص موقع "الجزيرة نت" جزءا كبيرا منه لتغطية كل ما يخص المرشحين الستة وحملاتهم الانتخابية ومكان انطلاقهم وعن حظوظ كل واحد منهم، معتبرا أن المنافسة ستتركز بين الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة ورئيس حكومته السابق علي بن فليس، والذي وصفه الموقع بأنه مرشح قوي وقد يصنع المفاجأة في ظل الصحة المتدهورة لبوتفليقة على حد قول الموقع.

س. زموش/ م. بوقرة

الإعلامي فيصل مطاوي:

 الصحافة الدولية تتابع الوضع في الجزائر بكثير من الاستغراب !! 

قال الإعلامي والصحفي فيصل مطاوي إن الصحافة الدولية تتابع الوضع في الجزائر بكثير من الحيرة والاستغراب، حيث تطرح في كل مرة عددا من التساؤلات، أهمها كيف لرجل مريض أن يحكم الجزائر لخمس سنوات أخرى؟؟، بالإضافة إلى محاولتها استقراء رأي الشارع، من أجل الوقوف على مدى رضى المواطن الجزائري على ما يحدث على الصعيد السياسي، وهل هو مهتم أصلا بهذه الرئاسيات. المعارضة هي الأخرى يضيف مطاوي في اتصال هاتفي مع "الرائد" أخذت حيزا لا بأس به من اهتمامات الصحافة الدولية، سواء من خلال عرض وجه نظر الأحزاب السياسية المقاطعة للرئاسيات، أو الحركات التي ظهرت مناهضة للعهدة الرابعة والاحتجاجات التي خرجت في هذا السياق. من جهة أخرى نفى مطاوي أن يكون الإعلام العربي قد تناول الوضع السياسي في الجزائر، مصورا أن ربيعا جزائريا على الأبواب، حيث قال في هذا الصدد إنه من واجب الإعلام سواء الجزائري أو العالمي إعطاء الفرصة للرأي والرأي الآخر، وهو ما يحدث من خلال فتح المجال أمام الرافضين للنظام ومناهضي العهدة الرابعة للتعبير عن وجه نظرهم، مضيفا في ذات الصدد أن المنطقة العربية عرفت تغيّرات جذرية، وكذلك الأوضاع السياسية في الجزائر تعرف العديد من التجاذبات والتطورات المتسارعة، وهو ما يحتم على الإعلام عدم التعامل مع الرئاسيات في الجزائر بطريقة روتينية. 

سارة زموش 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

من نفس القسم الوطن