الوطن

زروال يطالب بالإجماع لتصحيح أخطاء دستور 2008

"دعاة الرابعة" يعملون على تشويهه وإلصاق صفة الجهوية فيه

 

حمل البيان الذي أصدره الرئيس السابق للجمهورية، اليمين زروال، للشعب نهاية الأسبوع المنصرم، تأويلات عديدة دفعت بالقوى السياسية المحسوبة على الموالاة والمعارضة إلى تباين مواقف متفاوتة ومتقلبة على اعتبار أن خطاب هذا الأخير بعد 15 سنة من الصمت، حمل العديد من الغموض والكثير من التأويلات التي فضل عدم الخوض في تفاصيلها مكتفيا في الوقت ذاته بتقديم خارطة الطريق التي من شأن القوى الوطنية التي ترى فيها حلا للمشاكل التي تحدث في أعلى هرم السلطة بسبب ما خلفته تصريحات دعاة العهدة الرئاسية الرابعة للرئيس المترشح للرئاسيات المقبلة عبد العزيز بوتفليقة، والذين لا يرون في غير مرشحهم من هو قادر على إدارة مستقبل الجزائر داخليا وخارجيا أيضا.

حيث حرص الرئيس، على تقديم جملة من الحلول التي من شأنها أن تدفع بالجزائر نحو الوحدة بين أبنائها وضمان استقرارهم وأمنهم الذي هو من أمن واستقرار المؤسسة العسكرية التي دافع عن الدور الذي لعبته وتلعبه اليوم في تحقيق المزيد من الاستقرار داخل الجزائر وعلى حدودها، وبالرغم من أن هذه الأرضية شكلت النواة الرئيسية التي جاء بها بيانه إلا أن المساندين لمشروع العهدة الرابعة لبوتفليقة، ومن خلال التوقيت والتزامن مع زلة سلال حاولوا إلصاق تهمة "الجهوية" فيه على اعتبار أن البيان يتزامن والحراك الذي يحدث في منطقة الأوراس ضدّ تصريحات مدير حملة الرئيس والوزير الأول السابق عبد المالك سلال، تجاه أبناء الشاوية، ويتخلص هؤلاء دعاة العهدة الرابعة، من هذه المسألة أي الجهوية التي تم توجيه التهم إليهم بالاعتماد عليها في سبيل الدفع بمشرحهم نحو كرسي قصر المرادية.

وكانت المنابر المتاحة أمام دعاة الرابعة منذ إصدار هذا البيان عشية يوم الأربعاء المنصرم، تمحورت النقاشات فيها حول كيفية الردّ على هذه المبادرة التي تبناها اليامين زروال عشية انطلاق الاستحقاق الانتخابي المقبل، حيث اعتبر هؤلاء الرئيس السابق للجمهورية بأنه شخصية لطالما عرفت بانتهاج سياسة الهروب أمام المسؤوليات، وهي النقطة التي سيحاول هؤلاء الترويج لها عبر مختلف المنابر التي سيطلون فيها لتنشيط حملة مرشحهم للرئاسيات القادمة، وبحسب ما اطلعت عليه "الرائد"، من محيط دعاة العهدة الرئاسية الرابعة لبوتفليقة، فإن التركيز على مسألة الجهوية وسياسة الهروب المعروفة عنه هي أفضل طريقة يمكن أن يقتل بها هذا الجناح المبادرات التي ستأتي بعد بيانه، خاصة لدى القوى الوطنية الأخرى التي انتهجت نفس أسلوب الرجل لتسجيل وقفة تاريخية في وجه الرئيس المنتهية عهدته الرئاسية عبد العزيز بوتفليقة.

وركز بيان زروال، الذي انسحب من الحياة السياسية والعسكرية قبل ذلك على أن الأخطاء السياسية والدستورية هي نتاج وأد الديمقراطية التي أفرغت من محتواها بسبب التعديل الأخير للدستور سنة 2008 من قبل رئيس الجمهورية والذي تم فيه فتح العهدات الرئاسية التي مكنته اليوم من إعادة تقديم نفسه كمرشح بديل لنفسه، وهي القضية التي حاول أن يرافع لها في خطابه هذا حين تحدث عن الانجازات التي جاء بها دستور 1996 الذي كان الضامن لتحديد العهدات الرئاسية في الجزائر والضامن للقضاء على طموحات أي مرشح من المترشحين للانتخابات بأن تكون عهدتين رئاسيتين كافيتين لتحقيق الاستقرار في الجزائر.

وسار زروال على خطى من سبقوه وأصدروا خارطة طريق تمكن الجزائريين من تحقيق الديمقراطية المرجوة، من خلال حرصه على أن لا تحمل الأرضية التي يعرضها على هؤلاء تصفية الحسابات الشخصية، بل حافظ على الإطار الوطني الجامع المبني على الوحدة والمشاركة وهو ما يؤكد سعي هذا الأخير إلى الذهاب مع جميع من يشاطرون الرؤية نحو مرحلة انتقالية توافقية يتم فيها بناء دولة القانون والمؤسسات يشارك فيها جميع الوطنيين.

خولة بوشويشي

 

 

من نفس القسم الوطن