الوطن

داوي يحذّر من تأزم الوضع بغرداية

دعا الحكومة إلى التدخل العاجل

 

حذر أمس، النائب بالمجلس الشعبي الوطني عن حزب الكرامة والناطق الرسمي باسمه محمد داوي من تأزم الوضع أكثر مما هو عليه الآن بالمنطقة، داعيا الدولة الجزائرية إلى التدخل العاجل لإعادة الأمن والاستقرار للمنطقة، مؤكدا في ذات السياق أن الحل بيدها وليس بيد أي طرف من الأطراف الأخرى. وصرح محمد داوي، لـ "الرائد" أن الصراع الموجود بغرداية ليس بالجديد وأن هناك عدة أسباب أدت إلى تأزم الوضع بالمنطقة على غرار انتشار آفة المخدرات وغلاء العقار بغرداية الذي يعتبر أغلى من الجزائر العاصمة، مشددا أن الحل بيد الدولة لوحدها لإعادة الاستقرار للمنطقة. هذا ودعا ذات المتحدث السلطات المعنية على غرار العدالة والأمن بالبحث عن الحلول المناسبة بكل صرامة وبدون تساهل لأن القضية أصبحت تشكل خطرا على الجزائر عامة وليس على غرداية بصفة خاصة، كما قال الناطق الرسمي باسم حزب الكرامة "أنا أعرف منطقة غرداية جيدا وعملت بها لسنوات وأؤكد أن الصراع في المنطقة هو صراع قديم ولكن كان بشكل بسيط،أما الآن فقد تأزم الصراع أكثر وأصبح علنيا، الأمر الذي أدى ببعض الأطراف إلى استغلال الوضع"

واستنكر ممثلو المجتمع المدني الميزابي في بيان لهم تلقت نسخة منه بعض وسائل الإعلام التي أعطت لما يحدث في غرداية بعدا طائفيا ومذهبيا، مستنكرا مثل هذه الخطوات الهدامة التي تنخر وحدة الأمة الإسلامية المستهدفة ووحدة الشعب الجزائري الأبي الذي حافظ على وحدته خلال العصور وتعاقب أشكال الاستدمار عليه.

وطالب ممثلو المجتمع المدني الميزابي في ذات البيان بالتدخل الفوري لمعالي وزير الشؤون الدينية والأوقاف لمحاربة هذه الأفكار المغلوطة وسعي المجلس الإسلامي الأعلى وجمعية العلماء المسلمين لتنظيم ملتقيات حول الفكر الإباضي وقربه من مشارب مذاهب السنّة، فضلا عن تنديد السلطات الجزائرية رسميا لدى السلطات السعودية لما تقوم به إحدى القنوات الدعوية السعودية التي من المفروض أن تعمل على توحيد المسلمين لا على تفريقهم، كما دعوا كل غيور على الإسلام ووحدة المسلمين، وكل وطنِي غيور على وحدة الجزائر أن يقف رجلا واحدا ضد من يستهدف استقرار المجتمع الجزائري ووحدته، هذا المجتمع الذي عاش عبر العصور وتعايش بفسيفسائه العرقية والمذهبية، ويعمل بكل ما في وسعه لمحاربة هذه النعرات الطائفيّة المستوردة والغريبة عن قيم المجتمع الجزائري وثوابته.

للإشارة فقد تنقل الوزير الأول بالنيابة يوسف يوسفي السبت الفارط إلى غرداية للإطلاع ميدانيا على تطور الأوضاع واتخاذ التدابير بهدف وضع حد للأحداث المؤلمة التي تمر بها المدينة. ورافق يوسفي في هذه الزيارة وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية الطيب بلعيز وقائد الدرك الوطني اللواء أحمد بوسطيلة وممثل المدير العام للأمن الوطني. وبخصوص مقتل الشباب الثلاثة في أعمال عنف بغرداية مؤخرا، أكدت المديرية العامة للأمن الوطني أن الحديث عن وجود شظايا من مادة الحديد في أجسام الضحايا، أو الجزم بأن مصرعهم نتيجة طلقات نارية هو "كلام سابق لأوانه قبل ظهور نتائج التحقيق المفتوح من قبل شرطة غرداية". 

وتواصلت المواجهات بين شباب غرداية بعد تصاعد وتيرتها بشكل خطير في يومها السابع على التوالي واستمرت الفوضى لتنتقل إلى كل من حي مسجد الإمام مالك بن أنس، وحي بلعديس في شعبة النيشان، وكسر غرباء ملثمون أعمدة الإنارة العمومية بالمنطقة، ليعقب ذلك هجوم على عشرات المنازل بقارورات المولوتوف، وطالت الفوضى لتؤدي إلى حرق غابات بومرافق في جوار قصر مليكة.

سعاد.ب

من نفس القسم الوطن