الوطن

رئيس حركة "إيرا" يهاجم أحزاب المعارضة ويصف قادتها بتجار المواقف

اتهمته بحرق كتب دينية

قال رئيس منظمة "إيرا" الحقوقية، بيرام ولد الداه ولد أعبيدي، إن تحالف القوى السياسية ضده لن يكون له أثر في مسيرة الحركة أو طموح أنصاره الراغبين في فرض التغيير الجذري بموريتانيا.
وقال ولد أعبيدي، في حديث خاص لوكالة الأخبار الموريتانية مساء أول أمس، إن الضجة التي أثيرت حول تصرفاته بالأمس مفتعلة بالأساس، وإن المعلومات التي تم تداولها بشأن إحراقه كتاب الله معلومات كاذبة، وأضاف "نعم لقد أحرقنا نسخا من خليل وأخرى من ابن عاشر، إننا حسمنا أمرنا وقررنا الإعتماد على كتاب الله وسنة رسوله، وليس من الوارد بعد اليوم أن نشغل أنفسنا بتفسير يخلط بين النص والرأي والواقع".
وعن تهديد الرئيس باتخاذ اجراءات صارمة ضده قال ولد أعبيدي "أقول لكم ولكل الذين يراهنون على القوة سبيلا لفرض الآراء إننا لن نتراجع قيد أنملة، وليتصرفوا كما يحلوا لهم".
 وقال ولد أعبيدي وهو محاط بالعشرات من أنصاره "قتلي سيسرع الثورة في موريتانيا، وسينهي حكم الإقطاعيين المستبدين، وبقائي طليقا سيعزز مكانة الحركة واجتهاداتها السياسية لتحرير الناس من وهم التقليد إلى سعة الإسلام ورحمته".
وأضاف "أي مصلحة دنيوية أو دينية تلك التي تبيح تشريد الأطفال واغتصاب الإماء وبيع الأحرار والمتاجرة بالأعراض؟ وأي فقه هذا الذي ينظر ويشرع مصادر آراء الناس وهتك أعراض نسائهم، وعدم الإعتراف بأبنائهم؟".
وخلص للقول "كلما رأيت عيون سعيد أو أي عبد محروم من نعمة الوالدين، تذكرت أولئك الذين شرعوا للأسياد استحلال أعراض الناس دون وجه حق، وكلما نظرت في كتاب الله وسنة رسوله اكتشفت كم هم بعيدون كل البعد من مصادر الوحي، إن غياب الصلة بين الناس ومصدر الرسالة هو السبب في كل ما نعيش من عذابات اليوم".
وعن العزلة السياسية التي وضع فيها الحركة من خلال تصرفاته بالأمس قال ولد أعبيدي "نحن الآن في شعب أبي طالب، ندرك أننا سنحاصر ونشرد ونعاقب على تمسكنا بكتاب الله وسنة رسوله ورفضنا الخرافات الأخرى، ولكن التاريخ سينصفنا من أولئك الذين ظنوا أنهم بقوتهم الزائفة سيهزمون الحقيقة ودعاة الحرية".
 ووجه ولد أعبيدي شتائم قاسية لقادة أحزاب المعارضة، وقال إن احراق كتب الأمس كشف الطبيعة البراغماتية للنخبة السياسية والتحالف الهش المبني على المنافع والمكاسب، وإن قادة احزاب المعارضة تجار وهم ونخاسة وإقطاعيون في ثوب قادة أحزاب.
وفي سياق متصل، قال حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية إنه يدين ويستهجن الإقدام على حرق الكتب الفقهية، ويعتبر ذلك عملاً خارجاً على ثقافة البلد وأخلاقه ومنطق التعامل مع العلم وأهله والرأي والقائلين به.
وأوضح الحزب في بيان أصدره أول أمس السبت أن "نظرته للفقه المالكي عموماً وللتراث الاسلامي والفقهي في هذا البلد هي نظرة تقدير واستصحاب مع أن كل كلام يؤخذ منه ويرد، وأن الملزِم هو الكتاب والسنة".
وذكر بأن موقفه من الاسترقاق في هذا البلد هو رفضه وإدانة ممارسته والنضال ضده وتأسيس ذلك على مرجعية إسلامية واضحة، داعيا الجميع الى عدم الانجرار وراء محاولات الإشغال والتوجه نحو القضايا الجوهرية، والابتعاد عما يثير ويوتّر الأجواء بين مكونات البلد المختلفة دون أن يكون ذلك مبررا للسكوت على الظلم أو التقصير في المطالبة بالعدل والمساواة.
من جهته ندد حزب اتحاد قوى التقدم بحرق الكتب الفقهية، واصفا إياه بالاعتداء الخطير على مشاعر ومعتقدات الشعب الموريتاني المتشبث بالمذهب المالكي، كما يسيء الى الأهداف النبيلة للكفاح ضد ممارسة الرق التي لم تكن قط حكرا على مجموعة معينة".
وأضاف ذات الحزب في بيان أوردته الأخبار الموريتانية، "إن هذا العمل الشنيع الذي يمس في الصميم وجدان الشعب الموريتاني يأتي في ظروف خاصة تتطلب وحدة هذا الشعب الذي يكافح من أجل إقامة نظام ينعم في ظله بالحرية والديمقراطية والسلم، مطالبا الشعب الموريتاني أن ينتبه لخطورة هذه الدعايات المضللة، ويقول للقائمين بذلك العمل إن عليهم أن يعلنوا ندمهم واعتذارهم للموريتانيين وكافة المسلمين عن ما اقترفوه ضدهم من إهانة".
أما الأمينة العام للحزب الجمهوري للديمقراطية والتجديد النائب منتاتة بنت حديد فشددت في تصريح لوكالة أنباء "الأخبار" على استنكار حزبها وإدانته ما أقدم عليه قادة "إيرا" من تعد على مقدسات المجتمع ومراجعه.

من نفس القسم الوطن