الوطن

استياء واسع عند الشاوية

زلات لسان سلال تفتح جبهة معارضة في الشرق الجزائري

 

  • الدعوة لوقفة احتجاجية ضخمة يوم 21 مارس في ساحة الشهداء بوسط باتنة 

 

لا تزال تصريحات الطاقم الحكومي تصنع الحدث، فبعد عمارة بن يونس الذي لعن آباء الجزائريين ووزير الشؤون الدينية الذي قال للمرأة تعري في لباسك وتحجبي في أخلاقك، عاد الوزير الأول سابقا عبد المالك سلال ومدير الحملة الانتخابية للمرشح عبد العزيز بوتفليقة، ليخطف الأضواء كعادته بوصف الشاوية "بحاشا رزق ربي"، الأمر الذي خلق أزمة حقيقة وردود أفعال كثيرة أخرجت أبناء المنطقة أمس في احتجاجات للمرة الثانية، وهو ما قد يؤثر على السير الحسن للحملة الانتخابية للرئيس ويفتح جبهة معارضة في الشرق الجزائري.

خرج أمس المئات من سكان عاصمة الأوراس باتنة احتجاجا لليوم الثاني على التوالي من الإساءة التي بدرت من الوزير الأول الأسبق عبد المالك سلال في فيديو قصير انتشر عبر وسائل الإعلام ووسائل شبكة الانترنت منها الفايسبوك والتويتر، حيث وصف سلال الشاوية بجملة تمس شرف المنطقة قائلا "الشاوي حاشا رزق ربي"، حيث طاف المئات من المواطنين بالإضافة إلى طلبة جامعيين خرجوا من داخل شوارع المدينة، رافعين شعارات "الشاوية الشهداء"، كما استنكرت العديد من الجمعيات وأغلبية مواطني ولاية سوق أهراس ما جاء على لسان الوزير الأول "عبد المالك سلال" في وصفه للشاوية المسيء، فيما ذهب البعض منهم للمطالبة برفع دعوى قضائية ضد سلال واتهامه بزعزعة استقرار الوطن من خلال تصريحات عنصرية، ليدشن سلال الحملة الانتخابية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالإهانة، الأمر الذي خلق ردود أفعال مستنكرة لتنكيت سلال، وفتح على الرجل جهات معارضة من كل ولايات الوطن وليس منقطة الشرق وحسب، بالنظر إلى كم الحملات والتعليقات المهاجمة لسلال عبر مواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك. وتضاف خرجة سلال هذه إلى الخرجات السابقة لوزراء ودعاه للعهدة الرابعة، كان أشدها تأثيرا لعن عمارة بن يونس لآباء الجزائريين، ممن يخالفونه الرأي وأمثاله من المستميتين على تولي بوتفليقة زمام الرئاسة لخمس سنوات أخرى، كما تؤثر زلة اللسان هذه والتي نقلت عن غير قصد على شعبية سلال ومن يمثله خلال الرئاسيات المقبلة، وتضاف إلى كم التصريحات "الخالوطة "التي ما فتئ الوزير ينكت بها، بدءا من تلك التي أطلقها في افتتاحه لمنتدى تربوي بالعاصمة، حيث خلط الوزير الأول بين القرآن الكريم واعتبر آية قرآنية قولا شعريا، ثم تشبيه وزيرة الثقافة خليدة تومي بـ“الخنفوسة”، إضافة إلى كلمة الفقاقير التي دخلت التاريخ، ولعل سلال يحاول من خلال تصريحاته العفوية هذه التحدث بلغة الشعب، على عكس بعض الوزراء الآخرين الذين لا يجيدون حتى الحديث بلغة عربية سلسة، إلا أنه يقع في الكثير من الأخطاء، ما جعل كثيرا من الاحزاب السياسية وكذا المواطنين العاديين يرفضون هذا الأسلوب، واصفين إياه بالسوقي ولا يعكس مستوى وزير أول أو مدير حملة انتخابية لرئيس مترشح لعهدة رابعة، ما قد يلغي الحديث على تولي سلال منصب نائب رئيس إن كان هناك تعديل دستورى بعد الرئاسيات كما هو متداول. من جهة أخرى يعتبر المترشح لرئاسيات 2014 علي بن فليس المستفيد الاكبر من هذه الفتنة الواقعة بين سلال وأبناء منطقة الشرق، حيث من المحتمل أن يخسر بوتفليقة عددا كبيرا من أصوات الشاوية المنتخبين لتذهب لصالح بن فليس ابن الشاويةن بسبب استفزازات سلال، خاصة وأن الشاوية معروفين "بالنيف والغيرة على الشرف والعرض"، رغم اعتذار سلال وتأكيده عبر نفس المنبر الذي نشر فيه الفيديو المسيء أنه لم يكن يقصد سوى المداعبة. للإشارة تمت الدعوة خلال الوقفات المتفرقة التي نظمت أول أمس إلى اعتصام شعبي كبير يوم 21 مارس القادم أمام ساحة الشهداء في وسط مدينة باتنة. 

س. زموش

من نفس القسم الوطن