الوطن

أحزاب سياسية ونشطاء فايسبوك وجامعيون يختارون الشارع

في ظل حالة الانسداد الموجودة

 

في ظل حالة الانسداد الموجودة على الساحة السياسية واستماتة مؤيدي العهدة الرابعة لتمرير مشروعهم، رغم الخروقات الدستورية والقانونية التي يقعون فيها، اختارت عدد من الأحزاب السياسية وكذا المنظمات الحقوقية والحركات المستقلة، بالإضافة إلى شباب عفوي لا علاقة له بالسياسة، ‘حل الشارع‘ للتعبير عن رفضهم لانتخابات مغلقة، يكون فيها الفائز محددا مسبقا بالإضافة إلى التنديد بالتضييق الذي تمارسه السلطة على كل من ينادي بمقاطعة الرئاسيات أو من يقف ضد العهدة الرابعة، لأن الخروج للشارع في الجزائر أصبح مقترنا بأجندات خارجية ومحاولات لضرب استقرار البلاد –على زعمهم-، إلا أن هؤلاء فضلوا خوض المغامرة، فلمن ستكون الغلبة للسلطة أم للشارع في ظل توسع جبهات المعارضة؟؟

ولا يزال الشارع الجزائري يتحرك رفضا للعهدة الرابعة، رغم التضييق الذي تمارسه السلطة، حيت نقلت أمس أحزاب سياسية مقاطعة لهذه الرئاسيات موقفها للشارع، في محاولة منها لتوسيع جبهات المعارضة الشعبية الموجودة ضد العهدة الرابعة، بعد كل من حركة ‘بركات‘، إضافة إلى النخبة التي تتحرك عبر الولايات وأمام الجامعات، ويرى العديد من المراقبين أن قرار المعارضة الخروج للشارع، جاء بهدف احتلال هذا الاخير وتأطير الحراك المناهض للعهدة الرابعة، والمقاطع لانتخابات رئاسية في هذه الظروف وإعطائه الصبغة الحزبية، كون الذين خرجوا من قبل في مظاهرات ضد العهدة الرابعة هم إعلاميون ونشطاء فايسبوكيون، ليس لدى أغلبهم توجه سياسي، وضعوا المعارضة في موقف محرج، دفعها هي الاخرى للخروج للشارع، ونقل موقفها من المكاتب، في حين تطرح العديد من الأسئلة في ما إذا كانت هذه المعارضة التي فشلت في افتكاك مطلب تنظيم الرئاسيات من لجنة مستقلة، قادرة على حشد المزيد من الدعم، في ظل الخناق الذي يطبقه النظام على كل من ينادي للمقاطعة أو ضد العهدة الرابعة من الاحزاب وكذا وسائل الإعلام خاصة المرئية منها. ولعل توقيف بث قناة الاطلس لأسباب تبقى غير مبررة لحد الآن، دليل على استماتة النظام في الدافع عن مشروعه. من جهة أخرى وبالرغم من هذا القمع لا تزال العديد من الأطراف تتحرك من أجل الوقوف في وجه مؤيدي الرابعة، سواء من خلال حراك عفوي أو منظم منه الوقفة الاحتجاجية الذي ينظمها اليوم عدد من الاساتذة الجامعيين والطلبة، من أجل توضيح موقف الجامعة، مما يحدث على الساحة السياسية رغم منع إدارة الجامعة ذلك، إلا أن أصحاب المبادرة يؤكدون أن الجامعة الجزائرية لطالما كان لها موقف، ولا يعقل أن تبقى خارج هذا الحراك ومكتوفة الأيدي، الأمر الذي يتأكد من خلال الوقفات الاحتجاجية المناهضة للرابعة عبر عدد من الولايات، والتي كانت أغلبها أمام الحرم الجامعي، وآخرها كان بولاية بجاية.. كل هذا الحراك يؤكد أن الشارع الجزائري لن يسكت، وأنه أمام فصل جديد من النضال، لكن السؤال المهم هنا هو ما مدى وقع الرسائل التي تقدمها المعارضة أو من هم ضد الرابعة من شباب وجامعيين على السلطة، وهل ستضع هذه الاخيرة مؤشر الشارع في حساباتها أم أن الأمر حسم وانتهى؟؟

سارة زموش

من نفس القسم الوطن