الوطن

المعارضة تسجّل هدفا في مرمى السلطة

نظمت وقفتها الاحتجاجية بمقام الشهيد رغم التضييق الأمني

 

خرج أمس رؤساء الأحزاب السياسية وكذا الشخصيات الوطنية المقاطعة لرئاسيات أفريل المقبل في وقفة احتجاجية بمقام الشهيد كما كان مبرمج لها منذ أيام، في أجواء وصفت بالمشحونة والقلقة، حيث دعا المشاركون في هذه الوقفة المرشحين للرئاسيات للانسحاب من هذه الانتخابات بسبب ما أسموه انحياز الإدارة ومختلف مؤسسات الدولة للرئيس المرشح، معتبرين أن هذه الرئاسيات محسومة مسبقا، في حين ساهم التقييد والمنع الذي صاحب هذه الوقفة في تعظيم رسالة دعاة المقاطعة رغم أن عددهم لم يتجاوز الخمسين مشاركا.

نظمت تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة للانتخابات وقفتها الاحتجاجية أمس بساحة مقام الشهيد بالجزائر العاصمة، رغم التعزيزات الأمنية الكبيرة التي سخرتها السلطات لمنع تنظيم هذا الاحتجاج، وحضر المئات من المحتجين معظمهم من ضواحي ولاية الجزائر العاصمة، تتقدمهم قيادات الأحزاب والشخصيات المنظمة، ومن بينها الأمين العام لحركة النهضة محمد ذويبي، ورئيس حزب الجيل الجديد جيلالي سفيان، ورئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، ورئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية محسن بلعباس، وعبد الله جاب الله رئيس جبهة العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور، والعميد المتقاعد محمد الطاهر يعلى. وحضرت قيادات مركزية ونواب التشكيلات السياسية المنظمة للوقفة، التي اختتمت بقراءة بيان تنديدي بالانتخابات الرئاسية "المغلقة" بالقرب من مقام الشهيد، ورفع شعارات داعية لمقاطعة الانتخابات ورافضة لترشح "الرئيس المريض". هذا وقد استبقت مصالح الامن هذه الوقفة بغلق كل المنافذ المؤدية إلى مقام الشهيد مكان الوقفة، حيث طوقت المكان بعدد هائل من رجال الأمن، الذين حالوا دون التحاق عدد آخر من المحتجين للمكان دون تسجيل اعتقالات في أوساط المشاركين، في حين منع بعض الصحافيين من الوصول إلى قلب الوقفة الاحتجاجية من طرف أعوان الشرطة، الذين قاموا –حسب تأكيد مصدر قيادي من مجموعة المنظمين لهذه الوقفة- بـ"غلق كل المسالك المؤدية إلى ساحة مقام الشهيد ومدينة المدنية وتعطيل حركة النقل، بما في ذلك المصاعد الهوائية ما بين المدنية وبلوزداد. هذا وجاء في بيان الوقفة الاحتجاجية، التي تحصلت "الرائد" على نسخة منه والموقّع من طرف كل المشاركين تثمين قرار المقاطعة، حيث قال البيان إن التطورات المتتالية أثبتت صوابه ومصداقيته، كما اعتبر رؤساء الاحزاب السياسية المشاركة في هذه الوقفة أن مقاطعة الانتخابات سلوك سياسي حضاري، لرفض سياسة الأمر الواقع، كما أن اصرار السلطة على تنظيم الانتخابات بهذه الصورة هو الخطر الحقيقي على الجزائر. وفي نفس السياق أكد رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية محسن بلعباس على أن الشعب الجزائري يطالب بمرحلة انتقالية. بدوره قال عبد الله سعد جاب الله أن هذا التجمع سلمي ولم تتم دعوة الشعب للوقوف معهم، وأنها وقفة رمزية وأهدافها تحققت على حد قوله. أما المترشح المنسحب كمال بن كوسة فأكد دعم كل الحركات الشعبية، التي تنادي بوقف المسار الانتخابي، منددا بالقوة التي استعملت من طرف رجال الشرطة في حق كل من المتظاهرين والصحفيين. من جهته قال رئيس حزب الجيل الجديد جيلالي سفيان أن وقفتهم كانت سلمية، لكن السلطة واجهتهم بالقمع، مؤكدا "أن الجزائر تمر بمسار انقلابي والسلطة تستعمل كل الإمكانيات لمنع حرية التعبير". ومن جهته تأسف حمادوش ناصر نائب حركة حمس للمعاملة الأمنية التي واجهتهم بها، مؤكدا رفضهم للسياسة المنتهجة ضدهم قائلا "إن لديهم كل الحرية في التعبير السلمي، وأن الانتخابات محسومة النتائج"، لآن السلطة لا تزال تتحكم فيها وفي نتائجها على حد تعبيره. من جهة أخرى أكد جمال لعليلاش عضو في رابطة حقوق الإنسان الجزائرية إنه قدم لمراقبة مدى احترام حقوق الإنسان، والذي أكد انه يصف ما حدث اليوم بالدكتاتورية، مشيرا إلى أن الرابطة ستصدر بيانا حول أحداث الأمس وإن لهم علاقات وثيقة بمنظمات حقوق الإنسان العالمية. 

سارة زموش

من نفس القسم الوطن