الوطن
تلاميذ البكالوريا... بين صعوبة الاستيعاب و"فوبيا" الفشل المسبق
ضغط نفسي كبير يعيشونه قبل شهرين عن الامتحانات الرسمية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 10 مارس 2014
اشتكى عدد كبير من طلبة البكالوريا عبر ثانويات العاصمة من عدم استيعابهم الجيد للدروس خلال حصص التعويض التي يدرسها الأساتذة لاستدراك ما فات خلال الإضراب الذي دام أربعة أسابيع كاملة، حيث يوجد أغلب التلاميذ في موقف محرج مع اقتراب الامتحان المصيري لشهادة البكالوريا بين عدم القدرة على استيعاب الدروس وبين فوبيا الفشل المسبق كون الحالة النفسية والضغط الذي يوجد عليه الطالب يعتبر فارقا كبيرا في مثل هذه الامتحانات.
رغم تطمينات وزير التربية الوطنية عبد اللطيف بابا أحمد لكل تلاميذ البكالوريا أنهم لن يمتحنوا إلا في الدروس التي تلقوها وأنه سيتم تحديد العتبة نهاية أفريل أو بداية ماي على أكثر تقدير، ورغم الإجراءات التي اتخذتها الوزارة لتعويض الدروس الضائعة منها إلغاء امتحانات الفصل الثاني بالنسبة لطلبة البكالوريا وتعويضها بنقاط الفروض والتقويم المستمر، إلا أن الواقع يقول غير ذلك، حيث يتخوف أغلب طلبة البكالوريا من مستقبلهم وعلى نسبة نجاحهم في امتحان مصيري كالبكالوريا خاصة وأن الكثير من الطلبة يعانون من صعوبة في استيعاب الدروس في الحالات العادية فما بالك عندما يضاف للطالب ضغط نفسي و"فوبيا" من الفشل المسبق.
الدروس الخصوصية تعود للواجهة بقوة
ولعل أهم شيء لحظناه من خلال حديثنا مع عدد كبير من التلاميذ هو عودة الدروس الخصوصية للواجهة بعد الحملة التي شرعت وزارة التربية في تطبيقها من أجل القضاء على هذه الظاهرة، إلا أن هذه الأخيرة عادت للواجهة وبقوة بعد الإضراب الذي دخل فيه الاساتذة لأربعة أسابيع متتالية ما جعل طلبة البكالوريا بالتحديد يلجؤون للدروس الخصوصية كحل لمشكلة استيعابهم للدروس، ما يثبت أن وزارة التربية ضيعت كل الخطوات التي خطتها في سبيل التقنين من ظاهرة الدروس الخصوصية.
الفصل الثالث سيكون عسيرا على تلاميذ الباك
وأكد عدد من أساتذة الطور الثانوي في حديث لـ"الرائد" أن الفصل الثالث سيكون صعبا على الأساتذة ونفس الأمر ينطبق على التلاميذ، لاسيما المرشحين المقبلين على الامتحانات الرسمية الثلاثة، خاصة وأنه لم يتبق من الوقت أقل من شهرين وتنتهي بذلك الدراسة، وعليه فإن الأساتذة سيكونون في سباق مع الزمن لاستدراك التأخر في الدروس ولاستكمال البرنامج التربوي، في حين سيواجه التلاميذ أيضا مشكلا كبيرا في استيعاب الدروس نظرا لأن حالتهم النفسية جد متوترة ومضطربة بسبب تخوفهم من الإخفاق والفشل المسبق في الامتحان مع تلويح النقابات بإضراب جديد.
مؤسسات تسمح بتداول ''البوليكوب'' ... ومطالبة بدورة ثانية
هذا وكشفت بعض المصادر النقابية لـ"الرائد" أن بعض المؤسسات التربوية بالعاصمة سمحت بتداول ''الدروس الجاهزة'' أو ما يعرف ''بالبوليكوب'' بين التلاميذ بهدف استكمال الدروس لكن من دون لا شرح ولا تمارين، رغم أن وزير التربية الوطنية بابا أحمد حدد لكل مؤسسة تربوية برنامجا لاستدراك الدروس حسب نسبة الإضراب في هذه المؤسسات. من جهة أخرى كشف بعض التلاميذ في السياق ذاته أن أساتذتهم أصبحوا يلقون عليهم الدروس دون شرح ولا تمارين.
هذا وطالب، أولياء التلاميذ بضرورة التفكير بجدية لتنظيم دورتين في البكالوريا هذه السنة، لمنح الفرصة للتلاميذ خاصة وأنهم قد ضيعوا ثلاثياً بأكمله بسبب سلسلة الإضرابات والاحتجاجات التي شنتها نقابات التربية، داعين إلى تنظيم الدورة الأولى في شهر جوان المقبل، في حين تنظم الدورة الثانية خلال شهر سبتمبر المقبل.
س. زموش