الوطن

"الجهوية" تحاصر دعاة العهدة الرئاسية الرابعة !

بعد تشكيل هيئة أركان الحملة الانتخابية لبوتفليقة

 

وقع، دعاة العهدة الرابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذين يسيرون بخطى متثاقلة نحو تنظيم الاستحقاق الانتخابي القادم يوم الـ 17 أفريل الداخل، في إشكالية الجهوية التي ميزت التركيبة التي يراهن عليها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في تنظيم حملته الرئاسية الرابعة وهو يتأهب لدخول سباق المنافسة لخلافة نفسه على كرسي قصر المرادية، حيث توضح لدى الرئيس الذي ستنتهي عهدته الرئاسية الثالثة مباشرة بعد منحه المجلس الدستوري الضوء الأخضر ليكون مرشحا رسميا للنتخابات القادمة، نهاية الأسبوع الجاري، أن مبدأ الجهوية هو الذي طغى على تشكيلة هيئة أركان حملته الانتخابية التي تشكلت من رؤساء حكومات وإطارات عليا في الدولة ورؤساء مؤسسات دستورية وبحسب ما أشارت له بعض الأطراف من محيط الحملة الانتخابية فإن دعاة العهدة الرئاسية الرابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة سابع رؤساء الجزائر، والتي تشكلت من قيادات في مناصب عليا في الدولة، وورزاء سابقون ورؤساء أحزاب سياسية وجدوا أنفسهم بأنهم قد أقصوا أهم الجهات في الوطن وهي جهة الشرق الجزائري وجهة الجنوب التي تم تمثيلها بشخصيتين لا تحوزان على رصيد كبير لدى أبناء هذه المناطق خاصة وأن عمار سعداني أمين عام حزب جبهة التحرير الوطني الممثل الوحيد لمنطقة الجنوب الجزائري على اعتباره ابن منطقة الوادي التي تبرأت منه في الآونة الأخيرة التي تلت تهجمه على مؤسسات الدولة ممثلة في رئيس جهاز المخابرات الفريق محمد مدين، ويتخوف هؤلاء بسبب غياب شخصية أخرى في مكانة سعداني لدى هذا الجناح من يمكنها أن تخلفه وتمثل هذه الجهة داخل هذه الهيئة التي يمثل فيها منطقة الغرب كل من عبد العزيز بلخادم، عبد القادر بن صالح، عمار غول، بوعلام بسايح، فيما مثل منطقة القبائل كل من عمارة بن يونس، عبد المالك سلال، أحمد أويحيى، ومحمد العربي ولد خليفة، فيما تم اقصاء منطقة الشرق في بداية تشكيل هذه الهيئة قبل أن يتم في الأخير الاستعانة بعبد العزيز زياري المحسوب على المنطقة والذي يتعبر أحد إطارات الدولة السابقين كممثل عن هذه الجهة والتي تشير مصادر"الرائد"، أن الوزير الأول عبد المالك سلال الذي يعتبر رئيس اللجنة الوطنية للتحضير للانتخابات الرئاسية، هو من فرضه داخل اللجنة ككمثل عن الجناح المناوئ لعمار سعداني داخل قيادات الحزب العتيد، من جهة ومن جهة ثانية يمكن أن يكون الورقة التي تحدّ من غياب ممثل لمنطقة الشرق الجزائري داخل اللجنة، وهذا على اعتبار أن المنافسة بين المترشح عن هذا الجناح سيجد نفسه في مواجهة مترشح آخر يعتبر من أبناء منطقة الشرق الجزائري ممثلا في المترشح علي بن فليس الذي تؤكد بعض المصادر أنه شرع في تهيئة غالبية المدن الشرقية للجزائر لدعم برنامجه منذ أشهر. وقد أدى الاستنجاد بعبد العزيز زياري الوزير السابق في آخر اللحظات بعد أن تناسى دعاة العهدة الرئاسية الرابعة إدراج شخصيات محسوبة على منطقة الشرق ضمن التشكيلة وهو الأمر الذي لم تركز عليه قيادات هذه الهيئة التي يعتبر شقيق الرئيس المحرك الرئيسي لها، ويدل هذا التوجه الذي يتبناه دعاة العهدة الرئاسية الرابعة للرئيس عمق الفجوة التي ميزت حكم بوتفليقة طوال الـ 15 سنة الماضية وقد يكون هذا التوجه فرصة أمام المنافس الأول بالنسبة لبوتفليقة علي بن فليس لكي يستثمر في هذه التركيبة التي يتم فيها الاعتماد على مبدأ الجهوية كمقياس، كما يرتقب أن يشكل هذا المبدأ خطابا دسما يراهن من خلاله المترشح علي بن فليس في مواجهة خصمه عبد العزيز بوتفليقة.

خولة بوشويشي


من نفس القسم الوطن