الوطن

الخروقات الدستورية من سمات النظام الجزائري

المحلل والناشط السياسي أرزقي فراد لـ"لرائد":

 

لم يستغرب المحلل والناشط السياسي أرزقي فراد، الخروقات التي يقوم بها الطاقم الوزاري وعلى رأسهم الوزير الاول عبد المالك سلال، الذي يقوم باستغباء الطبقة السياسية والشعب الجزائري بترؤسه لاجتماعات هيئة الاركان للحملة الانتخابية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، رغم التعليمة الرئاسية الآمرة بانتهاج الحياد في إدارة الانتخابات.

وأضاف فراد في اتصال هاتفي مع "الرائد" أنه لا يستغرب وقوع هكذا خروقات وتجاوزات باعتبار أن الطاقم الوزاري يسير على نفس خطى رئيسه وفي الطريق التي سطرها لهم سابقا، مذكرا بذلك بالخروقات الدستورية التي قام بها هذا الاخير في أعز أيامه أي في سنوات 2000 و2001 أين قام بمنع الشعب الجزائري من إنشاء الاحزاب على الرغم من ان الدستور كان يقضي بذلك، وكذا إلغائه للمادة 74، قائلا فراد "اذا كان رئيسهم قد خرق الدستور لأكثر من مرة لماذا لا يفعلها وزراؤه؟؟"، مشيرا في نفس السياق ان النظام الجزائري هو نظام شمولي أسسته المؤسسة العسكرية بعد الاستقلال، وان من صفاته الأزلية عدم احترام الدستور، معتبرا أن هذا الأمر ليس بالجديد عن الجزائر، مضيفا بأن هذه الاخيرة قد وصلت الى قمة المهزلة وأصبحت بذلك أضحوكة عالمية، مستطردا في سياق كلامه ان التعليمة القائلة بحياد الادارة في الانتخابات ليست من وضع الرئيس، باعتبار ان الرئيس لا يتحرك ولا يمشي ولا يتكلم وغير قادر على وضع تعليمات، مؤكدا بأن التعليمة قد نسبت اليه، بدليل انه لو كان قادرا لقام طاقمه بإظهاره الى الشعب، مؤكدا بذلك فراد قضية فبركة سيناريو وضع الملف الانتخابي لدى المجلس الدستوري، مع وجود أدلة تثبت ذلك حيث استشهد فراد باختلاف ديكور القاعة التي استقبلت المترشحين للرئاسيات، كما أكد فراد الخرق القانوني الذي قام به الوزير الاول عبد المالك سلال، يوما واحدا بعد القاء التعليمة المنسوبة للرئيس، بإعلانه عن ترشح هذا الاخير 48 ساعة بعد ذلك فقط، مشيرا في نفس السياق الى المهزلة التي كان أبطالها الطاقم الوزاري على غرار عبد المالك سلال، عمارة بن يونس وعمار غول خلال افتتاحهم للدورة الربيعية للبرلمان، الذي يعتبر دستوريا سلطة وهيئة مستقلة قبل كل شيء، اين لم يتوان هؤلاء عن القيام بالحملة الانتخابية للرئيس بوتفليقة بطريقة مباشرة وعلنية غير محافظين بذلك حتى على ماء الوجه، حيث اكد فراد خلال حديثه على قيام الوزير الاول عبد المالك سلال بالحملة الانتخابية للمرشح الرئيس منذ قرابة شهرين مستعملا بذلك المال العمومي عن طريق زيارته لـ48 ولاية، حيث أبدى المحلل السياسي أسفه الشديد من ما بلغته الجزائر من انحدار وعبثية سياسية التي لم تحدث في اي بلد في العالم –حسبه-، وفي سياق متصل عزف المحلل السياسي عن تسمية الاحزاب المعلنة دعمها ومساندتها لبوتفليقة، بتسمية احزاب قانونية معتبرا إياها أجهزة هدفها صيد المغانم وتحقيق مصالحها الشخصية، باعتبار ان تسمية الاحزاب تليق بمن يحمل برامج وأهدافا وأفكارا، مستشهدا بالفرق الشاسع في الافكار بين الاحزاب المساندة لبوتفليقة ومتسائلا عن كيف يمكن الجمع بين افكار عمارة بن يونس العلمانية وعمار غول المنشق عن حزب حمس الإسلامي، مستنتجا من خلال ذلك انه لا يوجد شيء قادر على الجمع بين هؤلاء باستثناء المصالح والمنافع الشخصية.

ليلى عمران

من نفس القسم الوطن