الوطن
الجزائر تعتبر ثاني مستورد للحليب في العالم بعد الصين
الحاج الطاهر بولنوار يدعو للكف عن سياسة الدعم
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 08 مارس 2014
دعا الناطق الرسمي باسم اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين الحاج الطاهر بولنوار، الكف عن سياسة الدعم الحالي لمادة الحليب، لأن دعم المنتوج المستورد يعتبر تشجيعا للمنتج الأجنبي ولا يعتبر المستهلك مستفيدا بقدر ما يستفيد المنتجون الأجانب وأطراف أخرى على غرار المضاربين والمهربين. وأوضح أمس، بولنوار خلال الندوة التي عقدها بمقر اتحاد التجار، بحضور خبراء ومربين حول موضوع شعبة الحليب، بأن توجيه كل الأموال الموجهة لدعم الحليب إلى المنتجين الجزائريين هو الحل الانسب للمشكلة. وأكد في هذا الصدد، رئيس جمعية متعددة المهن للحليب، محمود بن شكور، بأن الجزائر كانت تحقق اكتفاءها الذاتي من حيث مادة الحليب غداة الاستقلال، إلا أنه منذ بداية التسعينيات ومع ارتفاع الانتاج في الدول الأوربية من الحليب بملايين الأطنان، كان يتوجب عليها ايجاد أسواق لتصريف منتوجها، وتعتبر الجزائر من بين تلك الدول التي اصبحت تتلقى هذه المادة مقابل تجهيزات مجانية، مشيرا الى ان مع أزمة 2007 -2008 ارتفعت نسبة استيراد حليب البودرة من أجل خلق توازن في هذه المادة، بعد ان اندثر نشاط تربية الابقار اثر ارتفاع سعر حليب البقر مقابل سعر حليب الاكياس .
وتطرق بن شكور إلى المشكل الرئيسي الذي يعرقل تربية الأبقار وإنتاج الحليب في الجزائر، والمتمثل في نقص المساحات المخصصة للرعي والأعلاف، قائلا : "بأنه حتى وإن قمنا باستيراد الآلاف من الأبقار فلن يحل مشكل الحليب لأن الأبقار الموجودة لا نتمكن من إطعامها" ، كما أشار إلى أن الجزائر تنتج قرابة 700 مليون لتر حليب سنويا، أي ما يمثل 20 بالمئة من الحاجة عامة، فيما يبلغ الطلب العام 3 ملايير لتر ونصف سنويا.
ومن جهته كشف الخبير الزراعي أكلي موسوني بأن الجزائر لها ثلاثة احتياجات من الحليب الأول، حليب الأطفال بـ 35 مليون علبة سنويا حيث تبلغ القيمة الاجمالية 300 مليون اورو، أما حليب الاكياس فتبلغ التكلفة المالية ـ600 مليون اورو، فيما تصل تكلفة مشتقات الحليب من الأجبان والزبادي إلى150 مليون أورو، مؤكدا بأن الجزائر تعتبر ثاني مستورد للحليب في العالم بعد الصين بمليار و500 مليون دولار سنويا، فالجزائر تملك كل المقومات والامكانات لتحقيق اكتفائها الذاتي من مادة الحليب، شريطة اعادة توجيه المربين إلى التربية الصناعية والاستغلال الأمثل للموارد المائية، خاصة المياه المستعملة، وكذا توفير الأعلاف بتخصيص مساحات خاصة بها وتوجيه دعم الفلاحين إلى هذه الشعبة.
إيمان خيار