الوطن

"الأفافاس"يخرج من دائرة اهتمام المطالبين بالمرحلة الانتقالية

المناوئون لسياسة القيادة اعتبروا موقفها تأكيدا على وجود مفاوضات سابقة مع السلطة

طرح الخيار الذي صدر عن القيادة الحالية لجبهة القوى الاشتراكية، بخصوص الرئاسيات القادمة، والذي تقرر اتخاذ مبدأ الحياد فيه أي لا مشاركة، لا مقاطعة ولا مساندة من تشكيلته السياسية في هذا الاستحقاق، العديد من التساؤلات داخل قيادة الحزب المساندة للقيادة الحالية أو المناوئة لها بالإضافة إلى عدد من التشكيلات السياسية التي سبق لها وأن جلست على طاولة الحوار مع هؤلاء بهدف التوصل إلى قرارات مشتركة بخصوص هذا الموعد، خاصة فيما يتعلق بأسباب الحياد الذي يعتزم الأفافاس انتهاجه اليوم في الساحة السياسية قبل الذهاب لإجراء الانتخابات السابعة في الجزائر، وقرأت بعض القوى السياسية من التي سبق لها وأن عرضت مشروع الوفاق الوطني بين هؤلاء قبل إعلان حلفاء الرئيس عن ترشحه للرئاسيات، بأن هذا الخيار ما هو إلا دليل على أن الأفافاس قد دخل فعلا في صفقة مشبوهة مع السلطة التي لم تتوان عن توريط القيادة الجديدة أمام شركائها السياسيين الآخرين خاصة مولود حمروش الذي دخل معهم في نقاشات موسعة خلصت إلى ضرورة الدفاع عن البرنامج الذي عرضه وخارطة الطريق التي عاد بها إلى الساحة الوطنية بعد سنوات من الصمت. وأشارت بعض المصادر المقربة من السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية، أحمد بيطاطاش، في حديث له مع"الرائد"، إلى أن جناحا قويا داخل الأفافاس عارض بشدّة الموقف الذي صدر عن المجلس الوطني الذي اجتمع أمس الأول في دورة استثنائية للإعلان عن موقف الحزب مما يحدث في الساحة السياسية التي ستقبل على رئاسيات هامة في ظروف غير عادية تمر بها الجزائر، حيث توقع هذا الجناح أن يكون قرار الجبهة يحمل خارطة الطريق التي راهن عليها شركاء الحزب السياسيون الذين يتفقون معه في البرامج والأطروحات غير أن بيطاطاش والجناح المساند له داخل الحركة وحتى خارجها، ويأتي في مقدمة هؤلاء رئيس الحكومة السابق مولود حمروش الذي تسعى قوى سياسية ممن تبنت خارطة الطريق التي جاء بها إلى الدفع به ليكون ضمن الشخصيات السياسية والتاريخية التي يراهن عليها هؤلاء لإحراج السلطة، والدفع بها للتخلي عن تنظيم الرئاسيات المقبلة والذهاب إلى مرحلة انتقالية تشارك فيها جميع القوى السياسية، مع الرهان على إعادة بعث عمل مؤسسات الدولة بما يتلاءم والقانون. وأشارت مصادرنا في السياق ذاته إلى أن أنصار المشروع الذي عرضه كل من مولود حمروش وأحمد بن بيتور وعدد من الأحزاب السياسية التي تنادي بـ"مرحلة انتقالية"، سيلتحقون بهذا المشروع الذي بدأت ملامحه تتبلور أكثر مما كانت عليه في الفترة الماضية، خاصة وأن هذا الجناح رأى بأن السلطة التي حاولت أن"تستغبي"، الأفافاس والدفع به للجلوس على طاولة الحوار معها في أكثر من مناسبة قدّ قيد الدور المنوط بالحزب وبهذه القيادة التي جاءت في وقت حرج مرّ به الحزب بعد أن قرر الزعيم التاريخي للحزب حسين آيت أحمد أن لا يتدخل في القرارات والخيارات التي تصدر عنهم واعتزال العملية السياسية، وأكد المتحدث ذاته أن السلطة ورطت الأفافاس بصفقات عرضت عليه قبل التشريعيات والمحليات الماضية، ما جعلها تراهن على مرشح محسوب عليها ولو إيديولوجيا لكن اتضح في نهاية المشاورات أن دعاة العهدة الرئاسية الرابعة الذين لم ينخرطوا في هذه المفاوضات والتي تمت بدون مشورتهم قد نجحوا في تقليص أهمية الأفافاس سواء قاطع أو شارك أو ساند أي من المترشحين الذين أودعوا ملفات ترشحهم للرئاسيات المقبلة، وحتى الدور الذي قد يلعبه الأفافاس في الدعوة لمرحلة انتقالية مع باقي التشكيلات السياسية الأخرى التي بادرت بإطلاقه لن يكون للأفافاس أي دور فعال في نظر هؤلاء.

خولة بوشويشي

 

من نفس القسم الوطن