الوطن

جزائريون غير مهتمين وآخرون يريدون رئيسا يخاطب شعبه

"الرائد" تستطلع آراء بعض المواطنين في الانتخابات المقبلة

 

مختلفة هي الآراء والمواقف بشأن الوضع في الجزائر والانتخابات الرئاسية المقبلة، فترشح بوتفليقة لعهدة رابعة بالنسبة للكثيرين هو أمر عادي بشرط أن يتمكن من الكلام ويخاطب شعبه، بينما يعتبر آخرون أن الانتخابات لن تغير في الأمر شيئا، بدليل أن الحلم في رؤية الجزائر كبيرة هو مجرد هلوسة، في حين يعتقد البعض الآخر أن الحل يكمن في الخروج ضد  "العهدة الرابعة" للرئيس، في انتظار التغيير.

يقول رابح ( رجل أعمال ) 60 سنة، إن الانتخابات تهم كل الجزائريين، والمشكل ليس في عهدة رابعة أو خامسة للرئيس الحالي، بل في قدرته على تحمل المسؤولية، مضيفا" كل الجزائريين يهمهم مصير البلاد، لكن يجب على الرئيس أن يتكلم ونحن لا نريد إلا الخير للجزائر، وهذا الرجل لديه خبرة في التسيير لكن إن لم يخاطب شعبه، لا فائدة من عودته"، هذا الرأي يدعمه رشيد 45 سنة (نادل في مقهى)، إذ يقول "نحن نقبل برئيس له سمعة جيدة وليس أجنبيا" فبوتفليقة نعرفه، لكن نحتاجه أن يتكلم، وإن لم يستطع فهو بذلك غير قادر على الحكم"، بينما يعبر رشيد عن حلمه في رؤية الجزائر مثل دبي، مشيرا إلى الإمكانات الطاقوية والطبيعية التي تتمتع بها الجزائر، كان يمكن لها أن ترجع هذا البلد مثل ألمانيا، غير أنه يطمح أن تأتي الانتخابات برجل يمكنه أن يحقق أحلام الجزائريين في العيش الكريم.

حسين زروق (مسير ومصمم بوكالة للنشر والإشهار) بالعاصمة، شاب ثلاثيني، يرى أنه لا جدوى من اجراء انتخابات مادامت تبقي الوضع على حاله، وبحسبه، فإن رؤية نفس الرئيس مجددا على كرسي الحكم، هو في الحقيقة، مدعاة لمزيد من "اللاأمل"، وقال لـ "الرائد" بأن نتائج التصويت معروفة مسبقة لذلك لا يهتم بالذهاب يوم الاقتراع للانتخاب، بينما لا يرى في بقاء بوتفليقة أي وجه للتغيير في المستقبل، فريد 30 سنة ( تاجر)، له نظرة تختلف عن الآخرين، برغم ضم صوته لأصوات الذين يرون في الانتخابات مجرد عبث، يعتبر فريد بالمقابل، أن المترشحين للرئاسيات كلهم يتشابهون، لكن الجزائري يريد رئيسا بكامل قواه الصحية كي يمارس عمله بشكل جيد، وقال فريد  "كيف يعقل أن تتحول البرازيل من دولة اقتصادية كانت تصنف في المرتبة 56 عالميا في عهدة رئيسها الأسبق، إلى دولة قوة اقتصادية وتقفز إلى مرتبة دون العشرة بفضل حنكة رئيس منتخب تمكن من تطويرها"، يعتقد فريد أن فترة حكم بوتفليقة فيها ايجابيات وسلبيات، من ايجابياتها تحقيق السلم وإنهاء حالة الرعب والإرهاب، بينما في الواقع كانت مليئة بالسلبيات، أبرزها ظاهرة الفساد وعدم محاسبة المتورطين فيه.

 حسين، 41 سنة، شاب جزائري مغترب، قال "للرائد" إنه لا يجد في الانتخابات ما يحقق له طموحاته، بدليل أنه سبق وأن طمع في أن يتمكن من العيش في كرامة مثلما وعد بذلك رئيس الجمهورية بوتفليقة يوم جاء للسلطة في 1999، برأي حسين، فإن إعادة كرامة المواطن الجزائري في الخارج مجرد شعار لم يظهر منه شيء "فنحن الجزائريين تدهورت أحوالنا كثيرا في أوربا مثلا، فالتونسي أو المغربي أو المصري، لهم الأولوية، بينما نحن..." صمت حسين ثم أضاف "أصبحنا منبوذين.."، لن تفيدنا عودة الرئيس في 17 أفريل، فهذا يعني بالنسبة لي "رئيس مدى الحياة.. يضيف حسين. 

الهوارية، شابة في العشرينيات، قالت للرائد "نحن يفترض بنا أن تهمنا الرئاسيات المقبلة لكن بشرط أن تكون انتخابات شفافة ونزيهة، لكن ما يحدث في الجزائر يجعل المواطن غير معني بالرئاسيات القادمة" "وأنا كمواطنة لا تعنيني هذه الرئاسيات ولن أنتخب" أجابت هوارية بشيء من اللامبالاة، ثم عادت وقالت "من المرشحين الحقيقيين لا أعرف سوى الرئيس صاحب العهدة الرابعة لكن.." لا يقنعني هؤلاء المترشحون ببرامجهم التي لا تحمل أي معنى .."، تتحدث شابة أخرى عن حصيلة بوتفليقة بشيء من الإيجابية، إذ أكدت من وجهة نظرها أنه "لا أحد يستطيع أن ينكر أن بوتفليقة قدم في وقت ما ما هو مفيد للجزائر "لكن الآن ومنذ العهدة الثالثة بوتفليقة توارى عن المشهد السياسي ما يجعلنا نتساءل هل بوتفليقة من يحكمنا أم أن الحاشية التي تحيط به هي من تسعى لإبقائه في الحكم"، تضيف سارة شابة 22 سنة، متخرجة من معهد الإعلام بجامعة الجزائر، أنها لا ترى حلا للوضع القائم في البلاد سوى بالوقوف ضد "العهدة الرابعة"، ومن يقول إن بوتفليقة له الحق الدستوري في الترشح نقول له "دع الرئيس يتقدم بخطاب للشعب يتحدث فيه لأكثر من ساعة ثم دع الشعب يقرر".

مصطفى. ح

من نفس القسم الوطن