الثقافي

"الرواية الجزائرية فقدت رونقها لتأثرها بالأوروبية"

الروائي أمين الزاوي يكشف :

 

كشف الروائي “أمين زاوي” بأنه ليس لديه أي عقدة اتجاه الكتابة العربية، وقال بأن مشكل الكتابة بها ليس في القراء بل في المؤسسات التي تديرها وحرية القول وهو الموضوع غير المطروح بالكتابة باللغة الفرنسية التي يعتبرها مستعمرة له فهو من يذهب إليها، وأكد أن أزمة الرواية العربيةفي شجاعتها وسرديتها حيث توجد حلقة مفقودة بينها وبين التراث العربي القديم مما جعلها تلبس رداء الرواية الأوروبية وتصبح متشابهة بلا أي بعد فلسفي. نزل الروائي المميز “أمين زاوي” بحر الاسبوع الماضي على مدينة الجسور المعلقة بدعوة من قسم الآداب واللغات والترجمة لجامعة “منتوري 1″، أين التقى بالطلبة الجامعيين وتحدث معهم عن تجربته الروائية الإبداعية طوال أربعين سنة من التواجد في الساحة الثقافية الجزائرية والعربية والعالمية، والتي تجسدت من خلال 18 إصدارا أدبيا مناصفة بين المكتوب بالعربية والفرنسية. وأثار الروائي صاحب “لها سر النحلة” على هامش الندوة موضوع اللغة، حيث أكد بأنه يفضل الكتابة بكلتا اللغتين “عربية وفرنسية” دون أن يميل للغة على حساب أخرى فكلاهما تستوعب أفكاره ويمكن أن تعبر عن ما يختلجه وتوصل للقارئ ما يريد أن يقوله، غير أنه قال بأن الكتابة بالفرنسية تمنحه فرصة أكبر لطرح أفكاره والحديث عن كل ما يريده من باب أن المؤسسات التي تديرها تمنح حرية أكبر للكاتب والمجال أمامه مفتوح دون أن يخون القارئ العربي مؤكدا على أن ما يوجد في كتاباته بالفرنسية هو نفسه بأعماله العربية.

وفي نفس صدد الحديث عن القارئ، طرح الروائي مشكلة خطورة القارئ العربي حيث يفتقد إلى تقاليد القراءة الروائية، إذ رغم قبوله لعدة مواضيع في الشعر لا يزال يرفض تواجدها في الرواية، ونوه المتحدث بضرورة دراسة ظاهرة اتجاه القراءة في الجزائر باللغة الفرنسية في حين نقص للقراءة بالعربية، وكشف المتحدث بأنه ضد خلق اطمئنان بليد لدى القارئ حيث يريد من خلال أعماله أن يشوش القارئ ويزعزعه ويخرجه بمجموعة من الأسئلة ويمنحه بذلك فرصة للاستمرار في القراءة. ووصف “أمين زاوي” الرواية العربية بالمناسباتية، وبرواية الكبت إذ أنه هو مركزها فالعربي مكبوت في الحرية، الديمقراطية، الجنس… لذلك هي ليست رواية كبيرة لأنها لا تمنحنا فرصة للتأمل الفلسفي، وأرجع أزمة روايتنا العربية إلى وجود حلقة مفقودة بين ما يكتب حاليا والتراث العربي، حيث قال بأننا خلقنا قطيعة ما ومشينا دون أن نعود إلى حميمية النص العربي وقلدنا الرواية الأوروبية وكتبنا أعمالنا بطريقتها فقط غيرنا اللغة المستعملة مما جعل ما يقدم متشابه فيما يطرحه. وعن ارتباطه بالروائية ربيعة جلطي قال بأن تقاسمه لحياته معها وهي التي تسير في نفس موجاته يمنح للحياة متعة أكثر ويعطيه فرصة للانتباه إلى عدة أشياء، كما أنه يستفيد من آرائها وأفكارها حول ما يقدمه.

ف.ش

 

من نفس القسم الثقافي